"أيها المجاهدون، أيها الأبطال كما كنت أعدكم بالنصر دائما، أعدكم بالنصر مجددا". بهذه الكلمات التي علا بها صوته، حاول حسن نصر الله أن يضمد جراح مقاتليه النازفة في القصير، زاعمًا أن سقوط الأسد في سوريا يعني سقوط المقاومة في لبنان وفلسطين. وكشف زعيم حزب الله عن وجهه الطائفى في خطابه حول ما يسمى بعيد المقاومة، حيث هدد بتحريك مقاتليه من أجل مساندة قوات الأسد ضد الشعب السوري الأعزل. ولم يدخر وسعًا في وصم الثوار بالإرهابيين والتكفيريين والصهاينة والعملاء، إلى آخر ذلك القاموس الذي يردده في كل مناسبة. وفي اتصال مع النائب اللبناني السابق عبد الله مطر أكد فيه ل "التغيير" أن الخطاب لا يعدو كونه رسالة إلى الغرب، يلفت فيها انتباههم إلى أن ثوار سوريا إرهابيون؛ وذلك بهدف تجييش العالم ضدهم. ودعا مطر قيادة الجيش اللبناني إلى تحديد موقفه من الدعوات التحريضية لحسن نصر الله، منعا لانزلاق الأوضاع نحو الهاوية. وتعد صرخات نصر الله الذي أطلقها في نهاية خطابه ترجمة لعشرات التوابيت والنعوش التي استقبلتها لبنان الأيام الماضية والتي ضمت من أرسلهم إلى القصير وغيرها من المدن السورية. وبعد كل هذا التحريض المكشوف ....دعا نصر الله إلى تحييد لبنان عن الأزمة في سوريا، على أن يلتقي اللبنانيون المؤيدون للأسد والمعارضون له في ساحات القتال في سوريا. من جهته أعلن زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري أن الأمين العام لحزب الله أعلن "نهاية المقاومة في عيد المقاومة"، وقال الحريري مخاطبا نصر الله: المقاومة تنتهي على يديك وبإرادتك. المقاومة أعلنت الانتحار السياسي والعسكري في القصي،لقد أخذت المقاومة إلى الهزيمة في القصير" وذلك في إشارة إلى المعركة التي يخوضها عناصر الحزب إلى جانب القوات النظامية في مدينة القصير، وسط اتهامات من ناشطين للحزب بارتكاب "مجزرة" بالمدينة. كما قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إن تورط الحزب في ما يجري بسوريا أحرق ما تبقى له من مصداقية لدى الكثيرين. وأدن الائتلاف السوري المعارض الخطاب واعتبره تحريضًا على إشعال المنطقة التي لا تنقصها نيران الحرب. القصير استمعت على ما يبدوا لخطاب نصر الله، الذي وعد جنوده بالنصر في سوريا –وما يعدهم الشيطان إلا غرورا- وكان رد ثوار القصير هو إرسال خمسة وأربعين جثة من عناصر حزب الله حاولوا اقتحام المدينة. وفي تعليقه على خطاب نصر الله، قال المحلل السياسي خطار أبو دياب إن حزب الله يرتكب "خطيئة كبرى" باشتراكه في القتال داخل سوريا، مشيرا إلى أن نصر الله خسر كثيرا بسبب مواقفه من الثورة السورية "بعد أن كانت ترفع صوره داخل الأزهر الشريف وقت صموده ضد إسرائيل عام 2006". وفي أول رد فعل على الخطاب داخل لبنان سقط صاروخان على ضاحية بيروت الجنوبية -معقل الحزب-، أسفرا عن سقوط خمسة جرحى. وبوصول المزيد من جثامين مقاتلي نصر الله إلى الحدود اللبنانية، تخبرنا الساعات والأيام القادمة عن المزيد من المفاجأت حول انهيار محور المقاومة والممانعة.