هناك أفكار عظيمة تموت حتى قبل أن تولد ، وذلك لسببين رئيسين : أول شي يمنع الناس من تحقيق أحلامهم هو ما أطلق عليه " السم الحلو " وقد خطر هذا الأسم فى ذهني عندما ذهبت إلى حديقة الحيوانات ، وشاهدت ثعبانا جميلا جدا ، وكتب على اللوحة المثبتة على بيت الثعابين " خطر " .. واندهشت كيف يكون شيئا جميلا بهذا الشكل يحتوي على مثل هذا السم القاتل بداخله . أما بالنسبة للناس ف " السم الجميل " لن يأتيهم من أعدائهم ولكن العكس هو الصحيح ف " السم الحلو " يأتي من الناس المحيطين بهم والمهتمين بأحوالنا من أصدقاء أو جيران أو حتى من أفراد العائلة لانهم سيسببون لنا كل الأسباب التي من أجلها ستفشل أفكارهم ، وكيف أنهم سيكونون عرضة للسخرية والاستهزاء لو قاموا بتنفيذها .. كما أن بعض الناس من الممكن أن تنتقد أحلامها بدافع الغيرة فقط ، وغالبا ما ينتقدون الأحلام بدون وعي استنادا إلى قيمهم ومعتقداتهم الشخصية بصرف النظر عن قيمنا واعتقاداتنا نحن ، وبالرغم من أن نصائحهم تكون نابعة بصدق من داخلهم إلا أنها من الممكن أن تسبب الكثير من الأذى بالضبط مثل الثعبان الجميل ذو السم القاتل . الشيء الثاني والعقبة الأساسية التي تمنعك من تحقيق أحلامك هو أنت نفسك .. قال دكتور روبرت شولر فى كتابه قوة الأفكار " المكان الوحيد الذي تصبح فيه أحلامك مستحيلة هو داخل أفكارك أنت شخصيا " هل تتذكر مرة كنت فيها تريد عمل شيء معين ، ولكنك قلت لنفسك : " لا .. أنا لا أستطيع عمل لك " وأقنعت نفسك أن تترك هذا الحلم .. ما الذي يمنعك أو يمنعني أو يمنع أي شخص من تحقيق الأحلام الذاتية ؟ والإجابة فى كلمتين " منطقة الأمان " . وهي عبارة عن الأشياء التي مارسناها لمدة كافية ولمرات عديدة ونشعر بالراحة والأمان عندما نكررها مرة آخرى ، ولو كان عندنا فكرة أو حلم يخرجنا من منطقة الأمان سنشعر بالقلق وعدم الراحة ، وسنبحث عن الأسباب التي من أجلها سنتفادى عمل الشيء الجديد " تفاديا للقلق وعدم الراحة الداخليين " والناس من الممكن ان تقول لك أن فكرتك لا قيمة لها ، ويعطونك العديد من الأسباب التي من أجلها لن تنجح هذه الفكرة ، ولكنك الوحيد الذي يملك القوة لكي يقبل أو يرفض ما يقال لك . وقال ويلي جولي فى كتابه بعنوان " تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغيير حياتك " : إذا استطعت تكوين الحلم فى ذهنك وزرعه فى قلبك ، ولم تدع فرصة لشكوكك لكي تخمده ، فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة تغير حياتك . " عندما كان عمري ست سنوات كان لدي حلمان كبيران : الحلم الأول : هو أن أصبح بطل مصر فى لعبة تنس الطاولة ، وكنت اتابع الأخبار يوميا على أمل أن اسمع أي خبر عن دورات فى مدينة الإسكندرية حيث كنت أقيم ، وكنت أشاهد كل بطولة ، وأذهب مبكرا وأظل لاخر دقيقة ، وكنت أراقب أبطال اللعبة فى حركاتهم وتصرفاتهم وطريقة لعب كل واحد منهم وأحلم أن أكون مثلهم وبعد عدة سنوات قررت الانتظام فى فريق ، وخضت محاولات تجريبية فى أكثر من عشرين ناديا رياضيا ورفضني جميعهم . وأخيرا قال لي أحد المدربين " سأدربك ، ولكن بشرط " .. فسألته بلهفة " وما هو هذا الشرط ؟ .. فرد قائلا :" ستتدرب ست ساعات يوميا لمدة سنة كاملة ، ولن تشترك فى البطولات قبل أن أشعر أنك فعلا مستعد لذلك " . وقبلت الشرط بدون تردد ، وبدأنا التدريبات العقلية والبدنية ، وبعد ستة شهور فقط قال لي المدرب " الآن سنخوض أول تجربة " وكان قد ستة شهور فقط قال لي المدرب " الآن سنخوض أول تجربة " وكان قد تبقى فى ذلك الموسم دورتين فقط ، ولدهشة الجميع كسبت المركز الأول فى الدورتين . وفي الموسم التالي أحرزت المركز الأول فى جميع الدورات بما فيها البطولة القومية ، وأصبحت بطلا لمصر ، ومثلت بلدي فى بطولة العالم بألمانيا الغربية عام 1969 وحققت أول أحلامي لثقتي بأنني قادر على ذلك وفعلا نجحت . الحلم الثاني : هو إنني كنت أريد أن أصبح مديرا عاما لأحد الفنادق الكبيرة ، وأن أسافر حول العالم .. وعندما كنت بالمدرسة كان بعض المدرسين يقومون بسؤال التلاميذ عن امنياتهم فى المستقبل ، وكنت دائما أردد أنني أريد أن أكون مديرا عاما لأحد الفنادق الكبيرة ، وضحك الجميع مني فى كل كرة ، وقد حاول كل المحيطين بي أن يحبطوا من عزيمتي ، ولكني حافظت على حلمي وتطلعي لتحقيقه . كنت دائما مع أصحابي نقوم باللعب عن طريق عمل تمثيليات نتخيل فيها أننا فى فندق ، وكنت أحتفظ لنفسي دائما بدور المدير العام ، ثم بدأت سرا فى تحضير نفسي لهذا الدور فى الواقع فتعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية ، وقرأت اوقات كثيرة فى الفنادق الكبيرة أشاهد الناس الذين يرتادونها والنزلاء وكيف يتصرف الموظفون على اختلاف درجاتهم وطبيعة عملهم وهم منهكمون فى العمل ، وفى عام 1970 بدأت دراستي بمعهد الفنادق ومرات الأيام وهاجرت إلى كندا عام 1975 مع زوجتي أمال ، وفي خلال أربعة أيام وجدنا عملا لنا نحن الإثنين ، وكان نصيبي وظيفة غسيل الأطباق ، وكنت احسن من يغسل الأطباق فى ذلك الفندق وفي أحد الأيام طلبني المدير العام للفندق وأثناء المقابلة فى مكتبه قلت له " سيدي لدي أخبار سيئة " .. فقال لي : " لنبدأ بالأخبار السارة .. فقلت له : " أنا سأصبح مدير عام ".. قال لي : " ممتاز ، وما هي الأخبار السيئة ؟ فقلت له بابتسامة هادئة " سآخذ مكتبك " !! وانتشر الخبر بسرعة البرق ، وبدأ الموظفون بالسخرية مني والضحك علي لانني أصبحت فى نظرهم مختلا عقليا .. وبعد ذلك اشتغلت بجدية كبيرة وبدأت فى دراسة الفنادق بالمعهد الخاص بذلك فى مونتريال ، وداومت على العمل والدراسة ، وقرأت الكثير وبدأت الاشتراك فى النشاطات التي كان يشترك فيها كل مدير . وفى عام 1986 أصبحت مديرا عاما لأحد فنادق الخمس نجوم ، وبذلك أكون قد حققت حلمي الثاني .