شهد الرئيس محمد مرسي، يوم الخميس، الاحتفال بعيد العلم لأول مرة منذ ثورة 25 يناير، حيث قام بتكريم 37 عالما مصريا، والحاصلين على جوائز النيل والدولة التقديرية لأعوام 2009، و2010، و2011. كما أعلن الرئيس تحديد يوم 11 أبريل من كل عام للاحتفال بعيد العلم، بناء على مناشدة من وزيرة الدولة للبحث العلمي الدكتورة نادية زخاري. ووجه الرئيس كلمة لعلماء مصر، طالبهم فيها بألاّ يشغلوا بالهم بمشاكل الاقتصاد، وأن يلتفتوا فقط إلى البحث العلمي والدراسات، مؤكدا أن الثورة فتحت الباب أمام الحرية العلمية وحرية الإبداع، وأعلت قيمة البحث العلمي والتكنولوجيا واستغلال العلوم في أنشطة الإنتاج والصناعة على كل مستوياتها. وقال الرئيس: إننا نمر بمرحلة تحول في مفاهيم القوة من الأشكال التقليدية إلى قوة من نوع جديد هي قوة العلم والمعرفة، وأنه يستهدف الوصول بمصر إلى عصر المعرفة الذي أصبحت فيه المعلومات حجر الزاوية من النهضة، وأن الإخفاق في امتلاك ناصية المعرفة والتقنية الحديثة محفوف بكثير من المخاطر الأمنية والاقتصادية. وألمح الرئيس إلى قرار وشيك بإعادة هيكلة هيئة الطاقة الذرية، ونقل تبعيتها من وزارة الكهرباء، حيث قال إنه لا بد من إعادة ترتيب هيئة الطاقة الذرية، واستخدام الطاقة الذرية، والوقود النووي، في التطبيقات العصرية، والوقود النظيف لتوليد الكهرباء، فالبحث العلمي يجب أن يكون الركيزة الأساسية للتقدم. وشدد الرئيس على ضرورة تخصيص نسبة كبيرة من الدخل، والناتج القوميين، لدعم البحث العلمي، متعهدا برعاية العلماء، وكل من خلفهم، وتقدير مكانتهم الاعتبارية، ودعم جهودهم ومشروعاتهم التي تعد مشاعل للتنوير والتميز والابتكار، ولافتا النظر إلى أن البحث العلمي التطبيقي لا ينسينا الاهتمام بالبحث العلمي الأدبي والأخلاقي. ووجه الرئيس نداءا إلى رجال الأعمال والمستثمرين، موجها لهم الدعوة للسعي إلى العلم والعلماء والجامعات والمراكز البحثية، كي يستفيدوا من خبراتها، ويقوموا بدعمها ويوجدوا منظومة عمل متكاملة بين الدراسة والبحث العميق، وبين الإنتاج والتطبيق. ولفت الرئيس النظر إلى أن الأحداث التي تعاقبت على مصر على مدار العقود الثلاثة الماضية هي التي أدت لوأد العديد من الأفكار والمشروعات العلمية، مدللاً على ذلك بمشروع الاستفادة من الطاقة الشمسية الذي كان قد أعده الدكتور أحمد كمال عزيز، الأستاذ المتفرغ بهندسة القاهرة، عام 1977، والذي لم يستفد منه حتى الآن. وخلال تكريم العلماء، أولى الرئيس اهتماماً خاصاً بالدكتور عزيز، وقدمه للحضور كأحد أساتذته بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأمر بتخصيص 100 ألف جنيه لدعم مشروعه البحثي للاستفادة من الطاقة الشمسية. وكرمت وزيرة التعليم العالي الرئيس بمنحه درع الوزارة، قائلة له إن الوزارة تفخر بأن يجرى هذا الحفل ويكرم العلماء "عالم جليل وأستاذ جامعة مثلكم".