أجرت منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، يوم الأربعاء، خلال لقاءها الأسبوعي، مناقشة بعنوان "التعليم التقليدي والتعليم البديل"، في إطار مناقشة المنظومة التعليمية في مصر وطرح الرؤى الجديدة حول تطوير التعليم، بشكل يساهم في بناء الفرد والدولة وفقاً لتطلعات المجتمع بعد ثورة 25 يناير. بدأ اللقاء بعرض فيلم " schooling the world" الذي يتعرض لنموذجين مختلفين من نماذج التعليم في شرق آسيا، وقام الحاضرون بإجراء مناقشة حول المعاجة التي قدمها الفيلم لفلسفة التعليم. وأكد الحاضرون أن الحق فى التعليم هو أحد أساسيات بناء الإنسان، وأن المجتمع المصري بحاجة إلى إعادة الحقوق فى التعليم من خلال منظومة جديدة متكاملة تساهم في تطوير العملية برمتها، مشيرين إلى ضرورة إعادة هيكلة المنظومة التعليمية. وطالب بعض الحاضرون بضرورة تصنيف الطلبة وفقا لهوايتهم، لافتين إلى أن هذه السياسة تساهم في خلق مزيد من الإبداع والتفوق، مشيرين إلى أن هناك ثقافة سلبية تسيطر على المجتمع تقول "اختار الأنسب لإيجاد فرصة العمل". فيما وجه أحد الحاضرون نقداً لمعالجة الفيلم لقضية التعليم قائلاً :"الفيلم أشار إلى أن التعليم الصناعي يساعد في انجاح الحضارة وتفوقها على العكس من التعليم الثقافي والفني، وهذا أمر خاطئ، لأن الثقافة والفن هما جوهر الحضارة"، مؤكداً أن الأساس في العملية هو في قدرة الإنسان على الاختيار، وأن أي نظام تعليمي قائم على وضع حلول محددة لا ينتج أفكار جديدة. وأكد بعض الحاضرون على أن تعميم نموذج واحد من التعليم في كل المجتمعات لا يساهم فى تطوير المجتمع، لافتين إلى أن لكل مجتمع بيئته وثقافته واحتياجاته الخاصة التي تتطلب طرح نموذج تعليمي وفقا لاحتياجاته. وأشار البعض إلى أن هناك قله قليلة في المجتمع تحتكر نوع معين من المعرفة يتم من خلالها الحصول على ميزات اجتماعية وثقافية، مؤكدين على ضرورة تحرير المعرفة لأنها ليست ملكاً لأحد. فيما أكدت "بسنت" الطالبة بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية، على أن الدولة مسؤولة بشكل مباشر على ضمان التعليم للجميع، لكنها أيضاً يجب أن تضمن حق الإختيار ما بين طرق التعليم المختلفة. وتطرق بعض الحاضرين إلى ضرورة تحديد الهدف من التعليم كأولوية قبل الإختيار وقبل البدء في تقييم وسائله ومدى نجاحه، مشيريين إلى أن هذه الآلية تساهم بشكل كبير في اثراء المجتمع وتفوقه.