الطفل هو رجل المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، ومن ثم اهتم النبي صلى الله علي وسلم بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل باختيار الزوجة الصالحة، التي ستكون أما ومدرسة للطفل، كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح، الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا نافعا في بناء المجتمع والأمة .. كان صلى الله عليه وسلم يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: (يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)... (أحمد). ومن صور اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل أمره للوالدين بتعويد طفلهما على طاعة الله، حتى ينشأ حسن الصلة بالله عز وجل، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). إن ملاعبة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال وملاطفته لهم، والترويح عن أنفسهم وهو من هو صلى الله عليه وسلم في علو منزلته وعظم مسؤولياته، تبين لنا مدى اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالطفل