سارع المصورون والصحفيون إلى التقاط الصور للعداء الأوليمبي الجنوب إفريقي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس ولكنه في هذه المرة حاول إخفاء وجهه على غير عادته عن الكاميرات إذ انه هذه المرة ليس على منصة التتويج ولكنه في قفص الاتهام في حادث قتل . ومثل بيستوريوس في التاسع من فبراير أمام محكمة في بريتوريا حيث يواجه تهمة القتل لصديقته وعارضة الأزياء ريفا ستينكامب فيما احتشد أقاربه في قاعة المحكمة لحضور وقائع الجلسة الاولى في القضية . وحاول العداء الأولبيبي نفي تهمة القتل العمد التي وجهها ضده الإدعاء والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة حيث قال في شهادة خطية تحمل توقيعه وقام بقراءتها محاميه في جلسة الاستماع الأولى إنه أطلق النار على ستينكامب بالخطأ اعتقادا منه أنها لص ، وقال بيستوريوس - حسبما جاء في الشهادة - أنه بعد أن أطلق النار أدرك أن صديقته ريفا ستينكامب لم تكن في سريرها . وجاء في الشهادة أن بيستوريوس بعد ذلك ثبت أطرافه الصناعية حاول فتح الباب مستخدما مضرب الكريكت ليجد ستينكامب (29 عاما) وقد أطلق عليها الرصاص ، وقال إنه قام بحمل ستينكامبا إلى الطابق السفلي ولكنها "ماتت بين ذراعي" . وناقض المدعي جيري نيل الرواية التي قدمها العداء المعوق بتأكيده في جلسة الاستماع الثانية على اتهام بيستوريوس بارتكابه جريمة القتل العمد إذ يقول إنه استغرق وقتا لثبيت أطرافه الصناعية ومشى نحو سبعة أمتار من السرير إلى الحمام قبل أن يطلق النار ، وقال نيل للمحكمة إن النجم الرياضي الدولي أطلق النار صوب حمام صغير حيث كانت صديقته وهي ترتعد بعد أن تشاجرا بعنف في 14 فبراير الذي صادف عيد الحب ، وكشف المدعي نيل أن شاهدا سمعه يتشاجر بعنف مع صديقته ليلة مقتلها ، وقال الإدعاء إن بيستوريوس أطلق النار أربع مرات وأصاب صديقته بثلاث طلقات . ويرجع أهمية القضية إلى وضع بيستوريوس ليس في وطنه جنوب إفريقيا ولكن في العالم باسره باعتباره بطلا رياضيا تحدى إعاقته حيث أنه يشارك في المنافسات الأولمبية والبارالمبية مستخدماً ساقين صناعيتين من الألياف الكربونية . وسطر بيستوريوس اسمه بحروف من ذهب في التاريج كأول عداء مبتور القدمين يشارك في كل من الألعاب الأولمبية للأصحاء مستعيناً بأطرافه الصناعية . "تويتر" يمد يد العون ومنذ انتشار أخبار المتعلقة بحادث القتل لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا هاما في القضية بداية من المشاركة في التعبير عن الصدمة والحزن لمقتل عارضة الأزياء إلى نشر أحدث الأخبار والشائعات التي صاحبت الواقعة . وتم بث وقائع جلسة الاستماع دقيقة بدقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية منع الصحفيين من التصوير داخل قاعة المحكمة حيث سمح فقط بالتقاط بعض الصور أثتاء خروج القاضي من القاعة وكان OscarPistorius واحدا من اشهر هاشتاج على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" ساعد الكثير سواء من الصحفيين أو من الناس العاديين على متابعة مجريات القضية داخل المحكمة . وقبل مقتلها، استخدمت عارضة الازياء ستينكامب مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر من أجل حشد الجهود الرامية إلى محاربة العنف ضد المراة حيث استغلت شبكة متابعيها التي وصلت إلى الآلاف على تويتر لنشر رسائها المتعلقة بقضايا تمكين المراة "نددوا علنا ضد جرائم الاعتصاب في جنوب إفريقيا" هذا ما كتبته ستينكامب في تعليقها على جريمة اغتصاب جماعي تعرضت له الفتاة أنين بويسون البالغة من العمر 17 عاماً في بلدة صغيرة شرقي كيب تاون . ودعت ستينكامب متابعيها على تويتر لارتداء ملابس سوداء بعد عيد الحب لاحتجاج ضد العنف الذي تتعرض له النساء في جنوب إفريقيا حيث سُجل أعلى معدل لجرائم الاغتصاب مقارنة بعدد السكان في حين لا تزيد حالات الادانة عن أكثر من 12 في المائة في جرائم الاغتصاب . "لقد استقظيت في منزلي هذا الصباح وانا في حالة امان وسعيدة لذلك!" هذا ما كتبه ستينكامب على تويتر قبل مقتلها بأسبوع في رسالة تهكمية على انتشار حوادث الاغتصاب في جنوب أفريقيا .