تأكيدًا لما تنبأ به الباحث الإفواري سيلا علاسان عمر ل "التغيير" من أن الاحتلال الفرنسي لمالي سوف تتبعه انعكاسات سلبيه على وضع الإسلام والمسلمين في غرب القارة الأفريقية؛ بدأت المنظمات التنصيرية نشاطها في نشر المسيحية بين اللاجئين الماليين بالجزائر. وأوقفت وزارة الداخلية الجزائرية نشاط جمعيات تنصيرية أمريكية في ولاية تمنراست، بعد أن أثبتت التحريات أنها تعمل على نشر المسيحية وسط اللاجئين الماليين ومواطنين جزائريين. وفي هذا الصدد طلبت وزارة الداخلية من المسئولين الحكوميين التدقيق في نشاطات الجمعيات الأجنبية التي تنشط في مجال التنصير، بعد أن بيّنت التحريات الأمنية في تمنراست، الاشتباه في قيامها بشراء أطفال من الاجئين الماليين ليتم تسزيقهم عبر شبكة دولية تتعامل مع أطراف أجنبية ترغب في تبنّي الأطفال الرضع. وكان الباحث الإفواري كشف قبل نحو أسبوعين أن الترتيب الطبيعي بعد انتهاء العمليات العسكرية الفرنسية والغربية، هو أن منظمات المجتمع المدني الفرنسية سوف تحضر بكثافة إلى الداخل المالي لممارسة أنشطتها التي لا تفصل العمل الإغاثي عن الأهداف التنصيرية. وتوقع "عمر" أن تمارس المنظمات التنصيرية أعمالها شمال مالي الذي سوف يحتاج حتما إلى العمل الإغاثي، محذرًا الدول العربية المجاورة من التقصير في تقديم العون إلى أهالي مالي للمرة الثانية –حسب قوله-. ويعد الأطفال هم الغنيمة الثمينة في شباك التنصير التي نصبت على أنقاض كارثة الاحتلال الفرنسي، وباسم منظمات المجتمع المدني الغربية تنطلق جماعات التنصير لتبيع أطفال مالي إلى أسر أمريكا وأوروبا. الطفل بألف يورو أكدت المصادر المتابعة للقضية أن ما لا يقل عن 20 طفلا لا يتعدى عمر أكبرهم 6 سنوات، تم تهريبهم عبر الجزائر ثم تونس إلى عدة دول غربية، فيما أشارت المعلومات إلى أن الأسر التي باعت أطفالها تقاضت مبالغ لا تتعدى 1000 يورو، مقابل التخلي نهائيا عن أطفالها. وقال مصدر محلي من تمنراست إن التحريات التي باشرتها الأجهزة الأمنية، أكدت أن شخصين على الأقل، أحدهما مغربي الأصل يحمل الجنسية الهولندية، تورطا في تهريب الأطفال من مخيم اللاجئين في تينزاواتين قرب حدود مالي ونقلهم إلى تونس ومنها إلى دول غربية عدة، لتتبناهم أسر بالولايات المتحدةالأمريكية، وكندا وألمانيا وبريطانيا. وأعرب المحققون أن الأمر يتعلق بشبكة متعددة الجنسيات، تنشط في عدة دول إفريقية بإدارة أمريكية لصالح منظمات تنصير مسيحية بروتستانتية، قامت، خلال العام 2012، بتهريب أطفال من أسر فارة من الحرب في مالي إلى أوروبا والولايات المتحدة، بغرض تنصيرهم. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية قد رفضت طلبا تقدمت به جمعية ''ويست أسمبلي'' التنصيرية لمساعدة لاجئين ماليين في الجزائر، حيث تعدّ هذه الجمعية التي تضم مسيحيين متعصبين من كندا، وأستراليا ونيوزيلندا وأمريكا ويقع مقرها في مدينة بوسطن، من أهم الجمعيات التي تنشط في التنصير والدعوة إلى المذهب البروتستانتي الإنجيلي في إفريقيا وآسيا. وفي السياق نفسه تقوم الأجهزة الأمنية في الجزائر بتحقيقات مكثفة للتوصل إلى معرفة أطراف جزائرية قامت بمساعدة هذه الجمعية التنصيرية الأمريكية، حيث وزع جزائريون مساعدات موّلتها الجمعيتان الأمريكيتان لمساعدة اللاجئين الماليين. وثارت شبهات قوية حول تورط جمعيات وهيئات أوروبية وأمريكية تنصيرية وذات توجه سياسي موالٍ للكيان الصهيوني في تمويل جمعيات ونشاطات إغاثية في أقصى جنوبالجزائر عند الحدود المشتركة مع مالي، وهي منطقة تعج باللاجئين. وحسب مصدر مطلع، فإن جمعيات أمريكية أهمها ''وورلد وارنتي''، شاركت، قبل سنوات، في تمويل مشاريع تتعلق بتكوين أشخاص ينتمون للأقليات في كردستان العراق، وجمعيات أوروبية في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا ذات نشاط تبشيري، اقترحت تمويل مشاريع في عدة مناطق في أقصى الجنوبالجزائري، وتخص تمويل نشاطات ثقافية واجتماعية وبيئية. تحركات تنصيرية في ليبيا وتأتي أحداث الجزائر ومالي بالتزامن مع اعتقال السلطات الليبية أربعة أجانب في مدينة بنغازي شرق البلاد بينهم مصري للاشتباه في ممارستهم أعمال تنصيرية هدفها نشر المسيحية، وقالت إنها صادرت حوالي 45 ألف كتاب عن المسيحية كانت بحوزتهم. وقال المتحدث باسم جهاز الأمن الوقائي في ليبيا الحسين بن حميد إن الأجانب الأربعة، وهم مصري وجنوب أفريقي وكوري جنوبي وسويدي يحمل جواز سفر أمريكيا، اعتقلوا الثلاثاء الماضي في دار للنشر حيث كانوا يطبعون آلاف الكتب التي تدعو المواطنين إلى اعتناق المسيحية. وذكرت مصادر أمنية أن الشبكة يديرها المصري، وتعمل في سرية تامة بالتنسيق مع شركاء لها في القاهرة وطرابلس، ويدعمها رجال أعمال مصريون. ويحمل المتهمون الرئيسيون -حسبما يقول جهاز الأمن الوقائي الليبي- جنسيات غير ليبية، بما فيهم المصري وآخرون يحملون جنسيات سورية وأمريكية وسويدية وجنوب أفريقية، وبعضهم يعملون مدرسين في مدارس دولية في بنغازي. وأوضحت الشرطة الليبية بدورها أنها صادرت حوالي 45 ألف كتاب عن المسيحية كانت بحوزتهم علاوة على نحو 25 ألف نسخة أخرى وزّعوها بالفعل داخل البلاد. وبدورها أعلنت سفارة كوريا الجنوبية في ليبيا عن اعتقال مواطن كوري كان يقيم في بنغازي لمدة عام تقريبا مع عائلته، وقال مسؤول بالسفارة إن السلطات الليبية تشتبه في أن المعني كان على علاقة غير مباشرة بالأنشطة التنصيرية، مشيرا إلى أنه يخضع للتحقيق. وأشار المسؤول الليبي إلى أن السلطات لا تزال تجري تحقيقات في القضية، وأنه سيجري تسليم المعتقلين الأربعة لجهاز المخابرات الليبية في غضون يومين، دون الكشف عن تفاصيل أخرى. وأضاف المتحدث باسم جهاز الأمن الوقائي الذي أنشئ عام 2011 أن التبشير مجرّم في ليبيا ويؤثر على الأمن الوطني، مؤكدا أن كل سكان البلاد مسلمون.