لا يمر يوما إلا وأن يظهر الكيان الصهيوني وجها قبيحا جديدا معتادا في نفس الوقت ، وآخره قرار تل أبيب بهدم النصب التذكاري للجنود المصريين الشهداء في قرية بيت نوبا التي تقع غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة . وعلى الرغم من ذلك يدعي الكيان الصهيوني أنه من أكثر دول العالم ديمقراطية ! ولكنها أبعد ما يكون عن الديمقراطية ، ولم ترحم تل أبيب شهداءنا من "خير أجناد الأرض" سواء أحياء أو حتى بعد استشهادهم في حربهم لتحرير الأراضي العربية التي احتلتها بعد عام 1948 ، لتعلن عن نيتها هدم النصب لتقتل الشهداء مرتين ، الأولى عن قصفتهم بالأسلحة الثقيلة منذ عشرات السنين ، وحاليا عندما قررت هدم هذا النصب الذي يحيى ذكراهم عند الفلسطينيين . ويأتي قرار الحكومة الصهيونية بهدم النصب التذكاري للجنود المصريين بالضفة الغربية والذي أقيم منذ خمسة شهور فقط ، وذلك بحجة عدم ترخيصه ووقوعه في منطقة تابعة للسيطرة الصهيونية الكاملة بحسب إتفاق "أوسلو" . ويرجع هذا النصب التذكاري لشهداء من فرقة جنود مصرية خلال حرب عام 48 رفضت الخروج من المنطقة إلى الأردن ، مما دفع قوات الاحتلال إلى قصف المنطقة بكاملها مما أدى إلى استشهادهم جميعا في مجزرة وحشية اعتاد الكيان الصهيوني على تكرارها بحق خير أجناد الأرض . وتسعى السلطات المصرية حاليا من خلال اتصالات مع الجانب الصهيوني إلى وقف هذا القرار المفاجىء ، حيث قام سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان مساء أمس الأحد بأجراء عدة اتصالات مع عدد من قيادات الصهاينة لوقف هذا القرار الذي لا يعبر إلا عن مدى الكره والحدق الذي يكنه الصهاينة بحق المصريين . ويأتي قرار هدم النصب بعدما قامت قوات الاحتلال باقتحام قرية بيت نوبا في الثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري ، حيث أخطرت أهالي القرية بهدم النصب التذكاري ومبان آخرى مجاورة للنصب الذي افتتحه السفير المصري بحضور قيادات من حركة فتح في شهر يوليو الماضي ، أي قبل خمسة شهور فقط . من جانبها ، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير لها اليوم الإثنين أن تل أبيب أجلت "مؤقتًا" عملية هدم النصب التذكاري للعسكريين المصريين في الضفة الغربية ، حيث أوضحت الصحيفة أن النصب يضم رفات 10 من العسكريين المصريين ممن استشهدوا أثناء الدفاع عن الضفة الغربية أثناء احتلال الكيان الصهيوني لها . وأظهر هؤلاء العسكريون المصريون كفاءة عسكرية متميزة وهو ما دفع بالفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الاعتزاز بهذا النصب ، موضحين أنها رمز على التضحية المصرية من أجل الأراضي الفلسطينية . في الوقت نفسه ، نظم عدد من أبناء الشعب الفلسطيني أمس الأحد مسيرة حاشدة لرفض قرار سلطات الاحتلال بإزالة نصب تذكاري لشهداء الجيش المصري الذي أقيم قبل 5 أشهر في القرية الفلسطينية التي دمرها الاحتلال عام 1967 ونفذ عمليات إبادة للجنود المصريين فيها . وقال عضو اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية الدكتور سعيد يقين: "لم يكن بمقدورنا إقامة نصب تذكاري لهؤلاء الجنود الذين قدموا إلى سهل عمواس في منطقة اللطرون عام 1967 لحماية التراب الوطني دفاعا عن أرض فلسطين بسبب ممارسات الاحتلال" . وأضاف أنه قبل 5 أشهر وبمبادرة من حركة التحرير الفلسطيني "فتح" وأهالي المنطقة والسفارة المصرية في رام الله، تم الإعلان عن إقامة هذا النصب التذكاري للجنود المصريين. وأوضح: "لكن بسبب عقلية الهدم في الفكر الصهيوني، صدر قرار بإزالته بحجج واهية تمثلت بقربه من الحدود حسب المزاعم الإسرائيلية" . وقال: "هذه أكاذيب إسرائيلية للتغطية على فعلتهم، إنما السبب الحقيقي هو خشيتهم من تحول النصب التذكاري للشهداء المصريين إلى مزار لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية" ، مضيفا: "نظمنا هذه المسيرة للتعبير عن رفضنا لهذا القرار الجائر، وتعبيرا منا عن عدم نسيان شهداء الجيش المصري الذين قدموا إلى فلسطين دفاعا عن كرامة الأمة العربية" .