لا زالت محاولات النظام السابق لتمرير نفسه وغسل جرائمه مستمرة، صحيح أن كل المحاولات السابقة لرموزه على مدى ما يقرب من عامين باءت بالفشل الذريع، إلا أنه لم يكلُّوا ولم يملُّوا، حاولوا عبر الانتخابات البرلمانية فانتهت بسقوطهم، والانتخابات الرئاسية فانتهت بهروبهم، والمجلس العسكرى فانتهت باختفاءهم، والخليج وأمواله فانتهت بإنفاقها ثم كانت عليهم حسرة، وبعض الثغرات فى القضاء فانتهت بإبعادهم، الشعب مستيقظٌ لهم، فهو لهم بالمرصاد، يواجههم أينما ذهبوا .. بيد أن الجديد، أنهم غيرَّوا كل خططهم السابقة، وقرروا أن يمرروا أنفسهم بطريقةٍ جديدة، بملابس جديدة، وأصباغ مستوردة، متدثرين بإخواننا وزملاءنا فى الحركة الوطنية، أو واقفين بجوارهم ! باعتبار أن الفصيلين يدافعان عن قضيةٍ واحدة ! لا يمكن أن تصدق عينى أبداً مشهد دار القضاء العالى أمس وخالد يوسف بجوار أحمد فضالى ! وجمال فهمى يعانق مرتضى منصور ! وكمال أبو عيطة وهو يصرِّح قبلهم جميعاً بأنه مستعد للذهاب إلى حسنى مبارك فى طرة للتحالف معه ! لا يمكن أبداً أن يختلط البحران، هذا عزب فرات طوال عمره يناضل من أجل قضية وطنية واضحة، وهذا ملح أُجاج وُلِدَ وترعرع فى صندوق قمامة وعاش حياته بلطجياً فاسداً منحطاً .. إن الأمر فيه شئٌ خطأ .. أو أننى فى منام .. أو أن الساعة قد اقتربت .!