قبل عام من الآن ، بدأت أحداث الموجة الثانية لثورة 25 يناير .. المتظاهرون خرجوا إلى الشوارع بعد المليونية التي دعت إليها عدة قوى سياسية تحت اسم "مليونية المطلب الواحد" للمطالبة بسرعة تسليم المجلس العسكري للسلطة ، أعقبتها حالة الغضب الشعبي من الوثيقة التي أعدها نائب رئيس الوزراء علي السلمي . حينها كشف الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين عن أسباب رفضهم وثيقة المبادئ الدستورية التي اقترحها نائب رئيس الوزراء الدكتور علي السلمي، قائلاً "نرفض أن توضع بعض المبادئ التي تبدو وكأنها غير قابلة للتغيير أو تضع إحدى مؤسسات الدولة فوق الدستور أو فوق الشعب، مضيفا "نحن قبلنا وثيقة الأزهر ووثيقة التحالف الديمقراطي ونلتزم بهما". وعلى الرغم من رفض الإخوان للوثيقة، إلا أن موقفهم من وثيقة السلمي كان على المحك خلال أحداث محمد محمود في 19 نوفمبر حيث لم يحرك الإخوان ساكنا إزاء سقوط أكثر من 40 شهيداً تم إلقاء جثثهم بجانب "صناديق القمامة" في مشهد مأسوي خلف 3800 مصاب بعد اشتباكات استمرت عدة أيام، ليخرج منصور العيسوي وزير الداخلية حينها نفى استخدام قوات الشرطة للعنف !!) . وبعد مرور عام كامل على هذه الأحداث، رأى العديد من الناشطين السياسيين ضرورة تسليط الضوء على موقف الإخوان من هذه الأحداث في ظل تفاقم حالة السخط إزاء أداء الرئيس محمد مرسي وحكومة هشام قنديل. فمن جهتها، أكدت الناشطة السياسية ''أسماء محفوظ'' أهمية إحياء ذكرى يوم 19 نوفمبر لتذكير جماعة ''الإخوان المسلمين'' بتخليهم عن الثوار لحظة احتياجهم لهم؛ حيث قالت على موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'': ''لازم نفكر الإخوان بخيانتهم وجريهم على معركة انتخابات على دم الشهداء''. أما الناشط كريم الكناني فقال أيضا :''وقت ما كان الجيش بيرمى جثث إخواننا في الزبالة والداخلية بتصفى العيون كان الإخوان بيجهزوا للبرلمان''. وقال عصام عامر : ''بينما كان يهتف الثوار في محمد محمود (يا طنطاوى خرب دمر بكره نهايتك زى معمر).. كان الإخوان يهتفون ''علم علم ع الميزان.. الميزان هو الكسبان''، في حين اعتبر ''هاني كميل'' أن 19 نوفمبر هو ذكرى ''خيانة الإخوان للثوار في محمد محمود'' - على حد قوله - واستكمل قائلاً ''أتمنى أن ينزل إلى الميدان في هذا اليوم كل من يعارض الإخوان''. القوى الثورية أكدت أنها ستقيم غداً في ذكرى المذبحة العديد من الوقفات الاحتجاجية ليس فقط لإحياء الذكرى، ولكن لتذكير الإخوان بما فعلوه قبل أن يصلوا للسلطة. وقام اتحاد شباب الثورة بتنظيم عدد من الفعاليات لإحياء ذكرى أحداث محمد محمود اعتبارا من اليوم وحتى يوم الجمعة المقبل 23 نوفمبر الجاري ، والتي تمت الدعوة فيها إلى تنظيم مظاهرة مليونية بميدان التحرير تحت عنوان "جمعة القصاص". ويحاول النشطاء غدا تسليط الضوء على ما تعرض لهم شباب "محمد محمود" من خلال برنامج الفعاليات الذي سيبدأ بالخروج بمسيرة من مسجد السيدة زينب مرورا بشارع محمد محمود في طريقها إلى ميدان التحرير، وافتتاح شارع "عيون الحرية"، وعرض فيديوهات لأبطال الشارع عن طريق الداتا شو، وكذلك عرض لقطات تسجيلية لفيديوهات لشرح وقائع أحداث محمد محمود. وتهل ذكرى أحداث محمد محمود في الوقت الذي قررت فيه محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار جمال الدين صفوت رشدي، أمس السبت، حجز قضية شارع محمد محمود للحكم في جلسة 15 ديسمبر المقبل، ليبقى دم الشهداء في رقبة حكام هذه الحقبة التي ضاعت فيها حقوق شهداء "الحرية"، ولا تزال أرواح أطفال "أسيوط" بالأمس ترفرف على أرض مصر، تبحث عن "العدالة".. وما بين "الحرية والعدالة"، سؤال يحتاج إلى جواب: من أنتم يا قادة مصر الجدد؟.