اكد الدكتور هشام العسكري المدرس في قسم علوم البيئة بجامعة الإسكندرية انه لا سبيل للقضاء علي ظاهرة السحابة السوداء إلا بتفجير مرتفعات جبل المقطم بأسلحة نووية حتي تمر التيارات الهوائية فوق القاهرة. وقال الدكتور هشام العسكري فى دراسته إنه استخدم صور الاستشعار عن بعد التي التقطت بواسطة الأقمار الصناعية لأجواء القاهرة والدلتا، واكتشف أن قش الأرز ليس وحده سبب ظاهرة السحابة السوداء. وأكد الدكتور هشام العسكري أن مدينتي الإسكندرية والمحلة مسؤولتان عن الظاهرة لأنهما أكثر المناطق الصناعية تلوثاً في مصر، وتدفع الرياح تلك الملوثات إلي سماء القاهرة التي تقع في واد منخفض محاط بالمرتفعات، مما يتسبب في استقرار الشوائب والملوثات فوق غلاف العاصمة. وأوضحت الدراسة أن هناك أسباباً أخري للسحابة السوداء أبرزها ضعف الرياح والتهوية في بعض مناطق الدلتا والعاصمة، والانعكاس الحراري الناجم عن التغيرات المناخية والزيادة المطردة في درجات الحرارة، والتي تلعب دوراً أساسياً في احتباس معظم الملوثات الناتجة من عوادم السيارات والمصانع وحرق القمامة وقش الأرز. وبرر الباحث عدم ظهور السحابة السوداء في سماء الإسكندرية رغم أنها تحتل المرتبة الأولي في لائحة أكثر مدن مصر تصديراً للتلوث، بأن التيارات الهوائية شديدة فيها لإشرافها علي البحر المتوسط مما يقلل من فرص تكون السحابة وانتقالها إلي الجنوب حيث الدلتا والعاصمة.