الحال السيئة التى تعيشها القطارات والسكك الحديدية عموما تتطلب وقفة من أجل ردع الإهمال، ووقف الحوادث اليومية.. ومن ضمن الحالات السيئة حالة مزلقان قطار العياط، ذلك المزلقان الذى يفترشه الباعة الجائلون وكأنه حق مكتسب أو إرث لهم دون أى تحرك إيجابى من شرطة المرافق أو المسئولين، حتى أصبح المنظر العام لهذا المزلقان يثير الغثيان من فرط الإهمال، بل صار موقفا للسيارات الأجرة والتكاتك. يقول محمد عبد الله، موظف؛ إنه مزلقان العياط الذى لم يبال به المسئولون رغم بث القنوات الفضائية حالته المخيفة أكثر من مرة دون أى اكتراث من أى مسئول، وكأن الأمر لا يعنيهم أو خارج نطاق مسئوليتهم. ويلتقط طرف الحوار أحمد جلال، مهندس، قائلا: إن شرطة المرافق عجزت تماما عن منع وقوف الباعة الجائلين على قضبان القطار؛ إذ يتم إخلاؤه لمدة يوم واحد فقط، هو اليوم الذى توجد فيه شرطة المرافق لعمل الإزالات لإشغالات الطريق. كما أوضح عبد الله أحمد، موظف بالمجلس المحلى، أن نفوذ الباعة الجائلين وسطوتهم وقوتهم وصلت إلى تهديد كل من يبلغ عنهم إلى جهة رسمية، وقد رأينا العمليات الخاصة بوزارة الداخلية تبذل جل جهدها من أجل إخلاء مزلقان القطار ومطاردة الباعة الجائلين أصحاب السطوة والنفوذ، لكن دون جدوى؛ فوجودهم لا يتخطى اليوم الواحد، إلا أن الأمر يحتاج إلى أكثر من يوم بل يجب أن يكونوا فى دوريات وبصفة شبه مستمرة للقضاء على هذه الظاهرة المخيفة. يضيف محمد صلاح، موجه، أن شارعى الجيش والجمهورية بمدينة العياط أصبحا سوقا دائما، وهما تابعان للمزلقان، وعجز جميع المسئولين على مدار السنوات السابقة عن إخلائهما، فضلا عن أن المزلقان أصبح أيضا موقفا لسيارات الأجرة والملاكى وعربات الكارو التى تقف بعرض المزلقان لبيع الفاكهة والخبز والخضار، كما يتعرض المارة وخاصة النساء لمضايقات لفظية. ويرى عبد السلام محمد، موظف بالمجلس المحلى، أن يكون هناك خدمات أمنية لمدة 24 ساعة متصلة وعلى مدار عام كامل على أقل تقدير لمنع الباعة الجائلين بالقوة من الوجود فى هذه الأماكن ولضمان عدم عودتهم إلى المكان نفسه مرة أخرى، مع فرض غرامات تصاعدية لمن يوجد فى المكان مع مصادرة البضاعة المعروضة للبيع. كما يطالب محمود حسن موظف بالمجلس المحلى بنقل جميع الباعة إلى سوق الأحد ليصبح سوقا يوميا بدلا من يوم الأحد فقط؛ لأن الظاهرة اللافتة للنظر أنهم يستأجرون محلات من الوحدة المحلية لمدينة العياط لمدة وجيزة وحين يتم نقل ملكيتها لهم يؤجرونها من الباطن بإيجار مرتفع ثم يعودون إلى شارعى الجمهورية والجيش مرة أخرى شاغلين الطريق العام، ما يستدعى التصدى لهم بحزم وقوة. ويضيف صلاح عمار، طالب، أن الغريب فى الأمر أن الشرطة تتجاهلهم تماما خشية الصدام معهم، مع العلم أن الشرطة لو تصدت لهم لساندناها جميعا.. ولا نعلم لم الخوف والتردد فى القضاء على هذه الظاهرة التى شوهت منظر المزلقان بل ومنظر المدينة كلها؟ كما أن الباعة كثيرا ما يضايقون المارة، فإلى متى سنتحمل ذلك؟ فضلا عن وقوع ضحايا أبرياء تحت عجلات القطار. ويدعو بدوى طه، موظف، جميع المسئولين إلى زيارة العياط بشكل مباغت فى العاشرة صباحا فى أى يوم من أيام الأسبوع ودون حرس أو إعلام مسبق لمشاهدة الواقع المؤلم المرير على الطبيعة؛ لأن أى صحفى أو مصور يُمنع -بالقهر والإذاعان والتهديد- من تسجيل كافة المشاهد التى لا نستطيع نقلها حرفيا إلى القارئ، ومهما وصفنا الحال التى عليها المزلقان يوميا بالكلمات سنعجز عن نقل الواقع اليومى المرير لمزلقان القطار.