اثار اعلان اثيوبيا تحويل مجرى مياة النيل الازرق استعدادا لبدء انشاء سد النهضة حالة من القلق فى الشارع المصرى خاصة وان هذا السد اذا تم بناءة بهذا الشكل سيكون لة اثار خطيرة على مصر وامنها القومى اذا اعتبرنا ان نهر النيل هو بمثابة شريان الحياة لمضر واى ضرر لهذا الشريان سيكون بمثابة الموت والجفاف لا قدر الله لمصر . وسد النهضة او سد الالفية كما يسمونة هو سد اثيوبى قد شرعت اثيوبيا فى بناءة بالفعل ,غير ان التحرك المصرى الشعبى والرسمى لا يتناسب اطلاقا مع الاخطار المترتبة على عملية اتمام هذا السد.لقد صرحت اثيوبيا اكثر من مرة انة ليس هناك نية للاضرار بدول المصب مصر والسودان , ولكن للاسف الشديد ان نظريات الامن القومى لا تبنى على حسن النوايا بل المفترض انها تبنى على الاسواء دائما ,ويتفق معى كثير من المحللين السياسين ان مصر تحركت فى معالجة هذة الازمة متاخرة جدا, كما انها لم تتعامل مع هذا الحدث المهم والخطير بقدر اهميتة وخطورتة على امنها المائى والقومى,واتخذت من نظرية المؤامرة منهجا للتحليل ومع ايماننا بالدور الاسرائيلى المهم والفاعل فى هذة الازمة الا ان ذلك لا يجعلنا ننتقص من اهمية هذ المشروع العملاق بالنسبة للجانب الاثيوبى فهذا السد عند اكتمال انشاءة سيصبح اكبر مشروع كهرومائى فى القارة الافريقية وبحسب الدراسات فان ارتفاع هذا السد سيصبح 145 متر وطولة حوالى 1800 متر بتكلفة اثيوبية حوالى مايقرب من خمسة مليارات دولار وينتظر ان تستفيد اثيوبيا من توليد طاقة كهربائية من السد مايقرب من خمسة الى ستة الاف ميجا واط من الطاقة الكهربائية موزعة على 15 وحدة لانتاج الكهرباء كذلك ستستفيد اثيوبيا من طاقة تخزينية للسد قدرها74 مليار متر مكعب من المياة خلف السد لذلك حرصت اثيوبيا على اتمام بناء هذا السد باى شكل نظرا لاهميتة الاستراتيجية لها وكان من اهم اليات اثيوبيا هو اختيار الوقت المناسب للشروع فى تحويل مياة النيل الازرق والشروع فى بناء السد وهى الفترة التى تمر فيها مصر بالعديد من الازمات السياسية والاقتصادية استغلت اثيوبيا هذة الفرصة لتحقيق مكاسب فى استثمار هذة الظروف لمصلحتها.على اى حال هذة سياسة المصالح ولكل طرف استغلالها كيفما يشاء فاين الدبلوماسية من هذة الازمة والتى كان رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل المسئول الاول عن هذا الملف وهو يعلم ان اكمال هذا المشروع بهذة الطريقة سيصيب مصر مباشرة بالعديد من الاخطار اولها نقص حصة مصر من مياة النيل وهى تعانى اصلا من فقر مائى خاصة مع بدء عملية ملء خزان سد النهضة بالماء حيث سيحتاج الخزان لكميات كبيرة من الماء لاتمام عملية ملئة بالمياة والغريب ان اثيوبيا اعلنت عن بدء تحويل مجرى النيل الازرق بعد ساعات من مغادرة الرئيس محمد مرسى اديس ابابا عقب حضورة اجتماع القمة الافريقية ولقاءة مع رئيس الوزراء الاثيوبى غير ان الموقف المصرى اكثر اثارة للدهشة حيث اعلن رسميا عن عدم معارضتة لاى مشروعات تنموية بالقارة شرط عدم الاضرار بدولتى المصب وهو يعلم يقيننا ان اتمام هذا المشروع بهذا الشكل سيؤثر يالسلب على حصة مصر من مياة النيل وكما يوكد الدكتورهانى رسلان الخبير فى الشئون الافريقية ان اثيوبيا عادت لتتعامل مع مصر بشكل مراوغ ففى الوقت التى تعلن فية عن احترامها لحصة مصر من مياة النيل عادت واعلنت فجاءة تحويل مجرى النيل الازرق والبدء فى مشروع الالفية كذلك تاكيدات وزير الرى السابق محمد نصر الدين علام بان نوايا اثيوبيا تجاة مصر ليس صادقة وترى اثوبيا حسب تصريحات العديد من الخبراء انة ليس من العدل ان تنبع اكتر من85 % من مياة النيل من اراضيها ويذهب ذلك لدول حوض النيل دون استفادة اثيوبيا منة بشىء ويبقى امام مصر ودول حوض النيل الدخول فى مفاوضات جادة لحل الازمة كخيار اول وكذلك التعاون فيما بينها لتعظيم الاستفادة من مياة النيل حيث ان نسبة كبيرة من المياة تضيع ما بين البخر والمستنقعات ويبقى4% فقط هو ما تستفيد منة دول حوض النيل كذك تعزيز التعاون بين دول الحوض من خلال الدخول فى مشروعات تنموية مشتركة تعود بالخير على كافة الاطراف فافريقيا الغنية بمواردها الطبيعية تستطيع ان تحدث نهضة تنموية سريعة اذا خلصت النوايا كذلك على مصر ان تتحرك سريعا لوضع حلول لهذة الازمة حفاظا على امنها المائى والقومى.,