«الترامادول» مسكن قوى للآلام، أدمنه الشباب فى الفترة الأخيرة, وقد انتشر بصورة ملحوظة فى الصيدليات والمقاهى بالنجوع والقرى, وقد غرقت محافظة المنيا وشبابها فى أنهار «الترامادول», والصحة أصبحت خارج نطاق الخدمة, حتى تحولت كبسولات المزاج إلى عنصر أساسى فى الوجبات اليومية، ولقد ساعدت الأسماء الحركية كثيرا فى انتشار هذه السموم, فمنها «الأخضر»، وهو كبسولة خضراء اللون بتركيز 100 مجم, و«الفراولة» وهى أقراص حمراء اللون بتركيز 200 مجم, و«التفاحة» بتركيز225 مجم. وأصبحت تجارة مثل هذه الحبوب المخدرة تحقق أرباحا وفيرة وسريعة للتجار والصيدليات أيضا التى أصبحت تبيعه فى مدينة مغاغة وكأنها حبوب للصداع. أحد الشباب المدمنين هذا العقار قال إن تجارة هذه الحبوب المخدرة تحقق أرباح وفيرة, مضيفا أن أسماء الصيدليات وتجار الجملة معروفين لدى العامة والخاصة, مشيرا إلى أن الشاب يبدأ بشراء حبة واحدة, ثم يكتشف أن حبة واحدة لا تكفيه فى اليوم، وما أدى إلى انتشاره بشكل هائل انتشار الصيدليات التى تبيع هذه الأصناف, بالإضافة إلى محلات السوبر ماركت, إلى جانب المكاسب التى تجنى من ورائه, كما أن عددا من مدمنى هذه العقاقير هم ضعاف جنسيا, فيستخدمونه علاجا لسرعة القذف، أو مهدئا للأعصاب ومنشطا عاما. وقد ثبت بالبحث أن معظم متعاطى هذه العقاقير من الشباب أقل من30 عاما, ومن السائقين والحرفيين من أصحاب المهن الصعبة. وقال أحد الأطباء أن نسبة كبيرة من صيدليات الصعيد تبيع «الترامادول» المهرب، خاصة بعد صدور قرار منعه، وأضافته إلى جدول أول المخدرات, ويرجع ذلك إلى انخفاض سعره وسهولة الحصول عليه من مصادره المختلفة، كما أن بعض الصيادلة يقومون بشراء الترامادول الصينى ويبيعه بالصيدلية لما يحققه من مكاسب طائلة. و«الترامادول» المنتشر بالصعيد هو من النوع الجسمانى المرتبط بتنشيط مراكز «الأفيونات» الداخلية للجسم, وأنه أشبه بتركيبة الأفيون الطبيعى حتى لا يستطيع متعاطوه الاستغناء عنه. وأن الترامادول المهرب يضطر متعاطوه إلى زيادة جرعته تدريجيا للحصول على الأثر المنشود, وأن تكرار استخدامه يسبب متلازمة «السيروتونين»، بأعراضها الخطيرة. كما أنه يعمل عن طريق تفعيل مستقبلات المواد الأفيونية الموجودة فى الدماغ. الأندورفين فتعمل هذه المستقبلات التى تؤدى إلى كل هذه الأحاسيس والمتعة وتخفيف الآلام. يعتبر الترامادول دواء مسكنا للآلام ولكن عن طريق المخ، ويسبب تخديرا عاما فى الجسم ويفقد الإنسان الإحساس بسبب تأثير مواده التى تعمل أداة لتخدير الجسم والأعصاب وتفقد الإنسان الإحساس بجميع أطراف وأعضاء الجسم، ما يعطى انطباعا وشعورا بالسعادة والنشوة. ويختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر؛ فهناك من يشعر بالنعاس وهناك من يشعر بالأرق كلا حسب استقبال خلايا جسده. وله أضرار كثيرة جدا لا يتخيلها متعاطى هذا العقار مثل التشنجات وانقطاع عملية الإنجاب, وصعوبة التنفس, والفشل الكلوى, ونسيان الحياة بما فيها واللا مبالاة, وخلل وظائف الكبد, وخلل فى وظائف المخ وقلة تركيز, وخلل فى وظائف الكلى, وضعف النظر, وفقدان الشهية والبعد عن الطعام ما يسبب الأنيميا والضعف الجسدى, والتسرع وسرعة الانفعال التى تسبب بالطبع مشكلات اجتماعية. والنقطة الأهم هى لمن يتعاطى الترامادول للغرض الجنسى، مثل زيادة قوة الانتصاب ومعالجة سرعة القذف، سنقول له: نعم، ولكن هل تعلم بأن الترامادول يمنع ويحبط الرغبة الجنسية، وهى أول وأهم مرحلة فى عملية الجنس, فقد ثبت علميا أن الترامادول يسبب أضرارا بالغة وتشوهات فى الحيوانات المنوية كما يصيب الرجل بنوع من العنف فى التعامل مع الزوجة. لقد أصبحت محافظة المنيا بمراكزها مرتعا لتجار السموم، سواء صيادلة أو تجار من معدومى الضمير، فلقد زال السبب المنشود من الصيدلية وهو بيع الأدوية، وتحول إلى بيع سموم مدمرة للشباب بكافة أطيافها وأعمارها، كما انتشر فى مدينة مغاغة بالمنيا هؤلاء التجار بشكل كبير، فهى أصبحت مهنة من لا مهنة له، يباع فى الطرقات العامة فى المقاهى وعلى أسوار الحدائق العامة، فأين مباحث المخدرات؟ وأين التفتيش على الصيدليات؟ وأين الرقابة على كل ذلك؟