السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في جولة الإعادة بمجلس النواب    محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الميلادي    الجامعة المصرية بكازاخستان تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مركز "تراث"    بدء صرف الدفعة الثانية من الأسمدة الشتوية لمزارعي الجيزة عبر كارت الفلاح    موسكو تعلن تقدما ميدانيا شمال شرق أوكرانيا.. وبوتين يأمر بتوسيع المنطقة العازلة    زد يستدرج حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    4 قضايا أمام الإسماعيلى لرفع إيقاف القيد بعد إزالة مساعد جاريدو    أمم أفريقيا 2025| التشكيل المتوقع للجزائر وغينيا الاستوائية في لقاء اليوم    نظر جلسة محاكمة 3 فتيات بتهمة الاعتداء على الطالبة كارما بالتجمع بعد قليل    فتح التقديم بالمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026/ 2027 غدا    القبض على المتهمين بسرقة محل بلايستيشن فى مدينة 6 أكتوبر    الأمل فى 2026 التحليل النفسى لأبراج العام الجديد    الليلة... نجوم الطرب في الوطن العربي يشعلون حفلات رأس السنة    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    «ماء الموز» موضة غذائية جديدة بين الترطيب الحقيقي والتسويق الذكي    لماذا ترتفع معدلات الأزمات القلبية في فصل الشتاء؟ 9 إرشادات طبية للوقاية    الصحة تؤكد أهمية تطعيم الحمى الشوكية لطلاب المدارس للوقاية من الالتهاب السحائي    إيمري يقلل من أهمية عدم مصافحة أرتيتا بعد مواجهة أرسنال وأستون فيلا    ليلة استثنائية.. نجوم الأوبرا وعلاء عبد السلام يفتتحون عام 2026 بأغانى الخلود    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    الإمارات تستجيب لطلب السعودية وتنهي وجودها العسكري باليمن    «اتصال» وImpact Management توقعان مذكرة تفاهم لدعم التوسع الإقليمي لشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مطار الغردقة الدولي يستقبل 19 ألف سائح على متن 97 رحلة طيران احتفالا بليلة رأس السنة    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس    اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية    تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025    أسعار البيض اليوم الأربعاء 31 ديسمبر    اليوم.. نظر محاكمة المتهم في قضية «صغار الهرم»    دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس    وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    قبل المباراة المقبلة.. التاريخ يبتسم لمصر في مواجهة بنين    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعالوا
نشر في الشعب يوم 30 - 10 - 2007


بسم الله الرحمن الرحيم
رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا {5} فَلَم ْيَزِدْهُم ْدُعَائِي إِلا فِرَارًا {6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُم ْلِتَغْفِر َلَهُم ْجَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا {7} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا {8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا {9} فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا {10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّات ٍوَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {12} مَّالَكُمْ لاتَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا
Magdyhussien@ hotmail.com
تلح على هذه الآيات كلما حزب الأمر وتعقد وكلما أحاطت بى وأخوانى نغمات اليأس الواقعية فى ظل نظام قادر دوما على البطش بقوات كان مثل عددها قد تم حشده لمواجهة الاحتلال الاسرائيلى لسيناء وفى اطار محاولة تحريرها أو أجزاء منها، وفى ظل نخبة معارضة – إلا من رحم ربى- غير مشغولة إلا بحساباتها الخاصة دون حسابات الوطن بل وبالأساس دون حسابات الايمان بالله. فقد قتلت نفسى بحثا فى آيات القرآن الكريم والسنة المؤكدة فلم أجد آية واحدة تقول إن رايات النصر معقودة بالكثرة الغالبة ، بل ودت العكس تماما ( ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم ) على سبيل المثال . ويعلمنا القرآن الكريم والسيرة النبوية أن نقول الحق لانخاف فى الله لومة لائم ، وأن قول الحق والحقيقة كاملة غير منقوصة لاصلة له البتة بالكثرة أو القوة العددية أو المنعة المؤكدة وأن الانبياء بنوا جسرا مع المستضعفين والأرازل من الناس بهذه الجرأة فى الحق والاستعداد لتقبل أية مصاعب وعذابات فى سبيل اعلاء كلمة الله . ويقول المفسرون إن ابتلاءات الأنبياء كانت علامة صدقهم أمام الناس . تلح على القلب هذه الحرقة فى الدعاء التى لايماثلها إلا دعاء موسى على آل فرعون ودعاء محمد صلى الله عليه وسلم قبيل اندلاع الاشتباكات الفاصلة فى غزوة بدر . ولكن لنواصل أولا مع سيدنا نوح :
رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّم ْيَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاخَسَارًا {21} وَمَكَرُوامَكْرًاكُبَّارًا {22} وَقَالُوا لاتَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاتَذَرُنَّ وَدًّا وَلاسُوَاعًا وَلايَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا {23} وَقَدْأَضَلُّواكَثِيرًاوَلاتَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالا {24} مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّندُونِ اللَّهِ أَنصَارًا {25} وَقَال نُوحٌ رَّب ِّلاتَذَرْعَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا {26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُواإِلا فَاجِرًا كَفَّارًا {27} رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَي َّوَلِمَن دَخَل َبَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِين َوَالْمُؤْمِنَات ِوَلاتَزِد ِالظَّالِمِينَ إِلاتَبَارًا .
************ ********* **
واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا .. إن القرآن يعيش معنا وكأنه يتحدث عن مأساتنا فى القرن الواحد والعشرين فى مصر .. إنه يؤكد ثوابت انحرافات البشرية كما يؤكد ثوابت النجاة والانقاذ فى كل العهود . إنها نفس القصة تعاد ولكن بخلفيات مختلفة وتكنولوجيات أرقى وملابسات متنوعة. إن الطغمة الحاكمة هناك استحوذت على الثروة وتهيىء لأولادها حياة مترفة ناعمة والتى لابد أن تنتهى بتوريث الحكم لهم لأن السلطة هى الاساس الذى يجلب كل مغانم الدنيا التى تأتى راكعة تحت أقدام المستبدين. ويساير الضعفاء هذه الأوضاع لعلهم يحصلون على فتات الموائد ولضمان السلامة من أى إيذاء أو تعذيب . والآن القصة تعاد الجموع الغفيرة صامتة وتسير فى القافلة متصورة أنها بدخولها المساجد وصيام رمضان وبالتهجد والقيام قد أنجزت وعد الله أما شئون السياسة والتشريع والحرب والسلام فهى ليست من شئون الدين . وهذا بالضبط مايريده الطغاة . عندما جاء نابليون بونابرت الى مصر ادعى الاسلام وشجع المصريين على أداء العبادات ولكن عندما تحول الأزهر إلى مركز لمقاومة الاحتلال اقتحم بونابرت الأزهر بالخيول ودنسه . والحكام المفروضون علينا باعتبارهم مسلمين هم اسوأ من بونابرت لأنهم جعلوا العبادة بالبطاقة الشخصية وهو مالم يخطر على بال هذا الشرير الفرنسى !
وعندما سمعنا أن حكام تونس بلغ بهم الهوس أن ينظموا الدخول فى المساجد بالأسماء وإعطاء المسجلين تذاكر ممغنطة ليدخل كل زبون مسجدا واحدا بعد وضع أبواب عليه كتلك الموضوعة على محطات المترو . ضحكنا حتى كاد بعضنا أن يستلقوا على أقفيتهم .
وقلنا شوفوا التخلف وصل لفين فى تونس فاذا بنا نطبق حكاية تسجيل الأسماء فى المساجد والحصول على إذن من الاوقاف ( فى الواقع هو من أمن الدولة) فى مصر أم الدنيا التى يوجد على أرضها أقدم معابد البشرية . أنتم تريدون الصوم والصلاة وتتركون لهم السياسة . هم يوافقون كما وافق بونابرت فى البداية . ولكنهم يضحكون عليكم ويتدخلون فى شئون عبادتكم وطقوسكم الدينية .
أنتم تصورتم أنكم خدعتم الحكام أخذتم الدين وتركتم لهم الدنيا . هم رحبوا بهذه القسمة فأخذوا الدنيا كلها إلى حد تجفيف منابع الخير وتركوكم فى أزمات مستعصية وهذا عقاب دنيوى أولى لهذه القسمة الضيزى التى ارتضاها المؤمنون . ومع ذلك فقد رأى الحكام مع أسيادهم فى الغرب ( الطاغوت الأكبر) ان استمرار تمسك الشعب المصرى وأمثاله ببعض المفاهيم الدينية حتى وإن كانت لاتتعرض للسياسة ولاتتصل – والحمد لله- بمعانى الجهاد لاتزال تمثل خطرا شديدا على مصالح الاستكبار العالمى فبدأوا يتدخلون فى أخص شئوننا حتى وصلوا الى غرف النوم وحكامنا وشيوخهم يدخلون وراءهم فى كل جحر حتى لو دخلوا جحور الضب دخلوا وراءهم !
التمسك بالزى الاسلامى والختان للرجال والنساء وتقاليد وعادات الزواج المتخلفة ومنع بنات المدارس من ممارسة الجنس قبل الزواج . كل هذه أمور مزعجة هى وغيرها تشكل نوعا من المقاومة السلبية والحفاظ على الشخصية الحضارية انتظارا لساعة الفرج . فهم لن يتركوا لنا ولا حتى قوانين الأحوال الشخصية والميراث . وقد كانت لهم نجاحات غير قليلة مع الهندوس واليابان فمال هؤلاء المسلمين يستعصون على إعادة التشكيل. وهذا لن يكون إلا من أعلى سلطات الدولة ونشرنا من قبل تقريرا أمريكيا يروى قصة نجاح فى موضوع ختان الاناث فى مصر لأن البداية كانت بإقناع زوجة الحاكم التى كرست كل اجهزة الدولة لتحقيق النصر فى هذا المجال. وهكذا كانت الخديعة حصلتم على الدين وتركتم الدنيا للحاكم فرحب بهذا الكرم الحاتمى فأخذ الدنيا كلها الى حد أن فتات الموائد لم يعد يكفى البطون الجوعى فركب المصريون الفلايك ورحلوا الى أثينا وروما فابتلعهم باطن البحر المتوسط وبلغت الخسائر البشرية على هذا الخط البحرى وحده أكثر عدة مرات من خسائر حزب الله فى حرب لبنان الأخيرة التى ذلت اسرائيل .
ثم جاءت المرحلة الثانية وهى التدخل فى شئون العبادات الى حد تأميم المساجد وهى ظاهرة لم تعرفها مصر منذ الفتح الاسلامى.
ولكن الخديعة الكبرى كانت فى هذه المساومة الشركية أى مساومة توقع الطرفين فى الشرك لأنه لايمكن فصل الدين عن الحياة . واذا كان الحكام يفرطون فى عقيدتهم فهذا لايحتاج الى اثبات ولانقصد مجرد اداء الشعائر لأن فى مصر وحدها نسمع أن الحاكم أناب عنه رئيس الوزراء لأداء صلاة الجمعة!! ليست أول مرة تنشر هذه الفكاهة ولكن الطريف أن هذه هى صلاة الجمعة الوحيدة التى يصليها طوال العام ( الجمعة الأخيرة من رمضان) . وهذا هو الحاكم الوحيد ( ربما بعد بورقيبة ) الذى يجاهر بأنه لايصوم رمضان وكرر ذلك فى أكثر من حديث صحفى .ولقد اضطررت للخوض فى تلك النقطة التى تبدو حساسة رغم أن عالما جليلا فرض على أحد الملوك أن يصلى فى المسجد مع الشعب وأن عدم صلاته فى جماعة على طول الخط تعنى أنه لايصلى أصلا والتزم الملك . أقول اضطررت للاشارة لذلك لأن هناك تيارا اسلاميا يستند الى حديث واحد وبتفسير ضيق له حتى لايجاهد الحاكم ولوبكلمة صدق : ( إنه يستعمل عليكم أمراء ، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء ، ومن أنكر فقد سلم،قالوا يارسول الله ألا نقاتلهم ؟ قال : لا ماصلوا) مسلم
رغم أن الحديث هنا ينكر قتالهم ولكنه لم ينكر مجاهدتهم باللسان وبالعمل الشعبى السلمى . كما أن الحديث هنا لايعنى الصلاة كحركة دون مضمون أى أنه يشير الى الايمان والاسلام وهذا مالاينطبق على حكام استبعدوا الشريعة أصلا كمرجعية.
إن مشكلتنا مع الحكام لاتتلخص فى عدم مواظبتهم على الشعائر وهى أمور قد تصيب المواطن المسلم وينصلح حاله بعدها ولكننا نرى حكاما باعوا أنفسهم للشيطان علنا فلم نعد فى حاجة إلى تتبع عوراتهم أوالتجسس عليهم أو البحث عن جهاز جديد لقياس درجة الايمان والتقوى نحن أمام فجار يفجرون فى الطريق العام فماهو وجه التردد فى اعلان التيار الاسلامى فى مصر أن هذا نظام غير شرعى ويتوجب العمل على خلعه وأن هذا من صميم العبادة وأصل العقيدة. لأن الله سبحانه وتعالى استعمرنا فى الأرض واستخلفنا فيها لتنظيم حياتنا وفقا لشريعته وليس لتعليمات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومن أعداء الاسلام عموما.لقد وصل الاجرام بحكامنا الى حد مد الاعداء بكل احتياجاتهم من البترول والغاز بأرخص الأسعار وتكريس كل امكانيات مصر ومافى جوف أراضيها ومافوق أرضها وفى مياهها الاقليمية وأجوائها للقوات الصليبية التى تضرب العراق وأفغانستان وغدا ايران.
إن حكامنا انقطعت كل صلة لهم بالوطن والدين وأصبحوا خدما لأعداء الله ورسوله وأمة محمد رسول الله وأعداء الوطن والعروبة. ومبارك هو قائد هذه الزمرة المارقة .
ولاأدعى أننى أقدم اجتهادا جديدا بل أزعم أن هذا هو ألف باء الدين. فمعركة الأنبياء مع الطواغيت لم تكن حول الشعائر وعدد الركعات ولاحتى حول فكرة وجود خالق ورب لهذا الكون ، بل كانت حول التوحيدالنقى والصافى لهذا الرب وعدم الاشراك به . وقد كان طغاة الحكام هم أعداء هذا الدين لأنه ببساطة يسوى بين البشر ويجعل المال كله لله وبالتالى لاتكون لهم سلطة خاصة ولامال يفعلون به مايريدون وينزع منهم كل الامتيازات ويصبح النبى أوالرسول أهم منهم حتى وإن لم يتقلد السلطة
رسميا لأنه سيكون المرجعية الاساسية لقيم وقواعد المجتمع . ولهذا فان الاصطدام بمثل هؤلاء الحكام مسألة حتمية لإقامة الدين .بل إن إزاحتهم عن السلطة أمر واجب ومن صميم الدين .
يقول د. محمود توفيق محمد سعد – جامعة الأزهر فى كتابه فقه تغيير المنكر :
( فالاسلام يدعو إلى الحفاظ على وحدة الأمة الاسلامية خلف ولى أمرها إلا أن يأمر بمعصية أو ينهى عن طاعة عن علم أويأتى من الأفعال أوالأقوال ماهو كفر صراح فيه من الله برهان ، كترك إقامة الصلاة ، وامتناع عن الحكم بما أنزل الله تعالى ، أو مناصرة غير المسلمين وتنفيذ مخططاتهم فى إذلال الأمة ، أو الإرجاف فى قومه بأن أمور العالم من حولها وتصريفها إنما هى فى يد دولة ما – لاحظوا من المقصود! م.ح- غير مسلمة ، لبث روح اليأس فى قومه فيركعوا لأعدائها....الخ تلك الأفاعيل الماحقة وجود الأمة المسلمة ، وجود عزة ومنعة ، فمثل ذلك لايسع الأمة قط الصبر عليه ، بل يجب عليها فريضة عين أن تنزع يد الطاعة منه ، وأن تخلع بيعته – اذا كانت قد بايعته أصلا م ح – وأن تولى على المسلمين غيره منهم ، يقودهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) بل ويضيف ( وإن لم يكن لها سبيل إلى تحقيق هذا إلا السيف ، فإن السيف أهون من الحياة تحت ولاية مثل هذا السلطان ، وإن السيف حينذاك هو العدل ، الذى لاتقوم الحياة المسلمة إلا به.
واذا ماكان هدى الإسلام فيما دون كفر الإمام ، هو الصبر والسمع فيما لامعصية لله تعالى فيه، فإن هديه أيضا السعى بالحسنى إلى تغييره واستبدال إمام صالح به ، إذا كان إلى ذلك سبيل حسن ، لايراق فيه دماء. وعلى علماء الأمة بيان ذلك السبيل الحسن ، والدعوة إليه ومناصرته بالحكمة والموعظة الحسنة .)
وقد أوضحت فى غير هذا المكان وأكثر من مرة أننا نرى التغيير السلمى هو الطريق الأسلم والأوضح والأكثر نجاعة بناء على معطيات فقه الواقع عموما والواقع المصرى خصوصا بغض النظر عن توصيف حالة الحاكم المرفوض .
وقد استخدم العصيان المدنى عديد من المرات فى تاريخ مصر ونجح فى تحقيق أهدافه بما فيها الإطاحة بالحاكم ذات نفسه .
الكلام لاينتهى ولكن سأظل أقرع مسامعكم عسى أن أنجح فى إصابتكم بتأنيب الضمير والشعور بالتقصير فى أداء الأمانة التى حملها الانسان دون السموات والأرض والجبال. إن الله يأمرنا بإصلاح الأرض ولانملك اذا كنا مؤمنين حقا إلا أن نقول سمعنا وأطعنا وأن نكون على خلاف نموذج بنى اسرائيل الذى طالما خوفنا منه القرآن الكريم وهم الذين قالوا : سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل .
( الرسالة رقم 26 إلى الشعب المصرى )
مستند الخيانة رقم 1
تقرير بالكونجرس يؤكد أهمية مصر فى تعزيز الأهداف الاستراتيجية الامريكية :
نظام مبارك سمح بعبورطائرات أمريكا لضرب أفغانستان والعراق 36553 مرة
.. ومرور861 سفينة حربية من قناة السويس مع توفير الحماية لها خلال هاتين الحربين
.. تدريب عناصر الشرطة العراقية الموالية للإحتلال وتدريب دبلوماسيين عراقيين
.. إقامة مستشفى عسكرى فى قاعدة بجرام بأفغانستان وإرسال أطباء قامت بعلاج 100ألف حالة
نشر تقرير واشنطن منذ ما يقرب من عام عرضا هاما لدراسة أعدها مكتب محاسبة الإنفاق الحكومي U.S. Government Accountability Office، وهو مؤسسة تابعة للكونجرس الأمريكي (بناء على طلب من النائب الديمقراطي توم لانتوس TomLantos- ولاية كاليفورنيا-، ويشغل حاليا منصب رئيس لجمة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والدراسة التي تقع في 43 صفحة موجودة بالكامل على موقع المؤسسة ، ولأهمية الدراسة وعلاقتها بالتطورات الأخيرة المتعلقة بموافقة مجلس النواب الأمريكي مؤخرا على تجميد 200 مليون دولار من اعتمادات المساعدات العسكرية المقررة لمصر في العام القادم كنوع من أنواع من العقاب والضغط على الحكومة المصرية لحثها على التصدي لتهريب الأسلحة لقطاع غزة، وبسبب التردي في مجال حقوق الإنسان في مصر كما نقل عن مصادر في الكونجرس.
واشترط الكونجرس للإفراج عن هذه الأموال المجمدة أن تبذل مصر جهودًا كافية لمنع تهريب الأسلحة لقطاع غز من مصر، بالإضافة إلى ضرورة تحسين أحوال حقوق الإنسان في مصر، وطالب بالإفراج الصحي عن الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد".
طبيعة تقرير الكونجرس
اكتفت الدراسة بالتركيز على المساعدات العسكرية لكونها تمثل الحيز الأكبر في حجم المساعدات الأمريكية لمصر.
في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الدول الحليفة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وتتلاشى احتمالات نشوب حروب بين إسرائيل وجيرانها، بدأت بعض الأصوات تتصاعد في الكونغرس الأمريكي لإعادة النظر في تركيبة المساعدات الأمريكية لمصر ليتم ترجيح كفة المساعدات الاقتصادية التي تحتاجها مصر على كفة المساعدات العسكرية التي تحصل عليها منذ عام 1979. ومن بين تلك الأصوات النائب الديمقراطي توم لانتوس، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، الذي قدم على مر السنوات الأخيرة مقترحات عديدة لم يكتب لها النجاح لتقليص حجم المساعدات العسكرية لمصر ومضاعفة حجم المساعدات الاقتصادية لتطوير المجتمع المصري وإنعاش اقتصاده.

كيف تنفق المساعدات العسكرية
تقول الدراسة إن الولايات المتحدة قدمت لمصر حوالي 7.3 مليار دولار بين عامي 1999 و2005 في إطار برنامج مساعدات التمويل العسكري الأجنبي، وأن مصر أنفقت خلال نفس الفترة حوالي نصف المبلغ أي 3.8 مليار دولار لشراء معدات عسكرية ثقيلة.

أنفقت مصر المبلغ على النحو التالي
- نسبة 14 بالمائة لشراء الطائرات الحربية.
• ثلاث طائرات شحن عسكرية.
• 36 مروحية عسكرية من طراز أباتشي.
• 120 طائرة مقاتلة من طراز F-16
• 880 دبابة عسكرية من نوع M1A1، بالإضافة إلى حصولها على التدريبات اللازمة لاستخدام تلك المعدات وعمليات الصيانة.

- ونسبة 9 بالمائة لاقتناء الصواريخ بما فيها:
• 822 صواريخ أرض-جو من طراز سترينغر Stringer.
• 459 صواريخ جو- جو من طراز هيلفاير Hellfire.
• 33 صواريخ بحر جو من طراز هاربون Harpoon.
- نسبة 8 بالمائة لشراء البواخر
- نسبة 19 بالمائة للمركبات العسكرية
- نسبة15 بالمائة لاقتناء أجهزة الصيانة
- نسبة 10 بالمائة لأجهزة الاتصال ومعدات المساعدة بما فيها 42 من أنظمة الرادار
- نسبة 9 بالمائة للأسلحة والذخيرة
- نسبة 9 بالمائة للمساعدات التقنية بما فيها أكثر من 1400 كمامة واقية للحماية من الغازات الكيماوية والبيولوجية
- نسبة 9 بالمائة للحصول على تدريبات وبناء منشآت عسكرية، وإجراء الدراسات وتدبير البرامج العسكرية.

وتفيد الدراسة بأنه ما بين عامي 1982 و 1989 قامت الولايات المتحدة بشطب جميع الديون المستحقة على مصر في إطار برنامج مساعدة التمويل العسكري الأجنبي وبدأت في عام 1989 بتوفير مساعدات عسكرية لمصر على شكل منح من دون أية شروط على تسديدها.

ماذا تقدم مصر في المقابل
تشير الدراسة إلى أن المسئولين الأمريكيين وعددا من الخبراء الذين تمت استشارتهم أثناء التحضير لهذه الدراسة أفادوا بأن المساعدات الأمريكية لمصر في إطار برنامج مساعدة التمويل الأجنبي تساعد في تعزيز الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، ويلخص التقرير المصالح الأمريكية التي تم خدمتها نتيجة تقديم مساعدات عسكرية لمصر على النحو التالي:
- تسمح مصر للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام الأجواء العسكرية المصرية، وخلال الفترة من 2001- 2005 سمحت مصر 36553 مرة بعبور طائرات عسكرية الأجواء المصرية (عدد مرات مرور طائرات أمريكية).
- منحت مصر تصريحات على وجه السرعة لعدد 861 بارجة حربية أمريكية لعبور قناة السويس خلال نفس الفترة وقامت بتوفير الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج.
- مصر نشرت حوالي 800 جندي وعسكري من قواتها في منطقة دارفور غربي السودان عام 2004.
- مصر قامت بتدريب 250 عنصرا في الشرطة العراقية و25 دبلوماسيا عراقيا خلال عام 2004.
أقامت مصر مستشفى عسكريا وأرسلت أطباء إلى قاعدة باجرام العسكرية في أفغانستان بين عامي 2003 و2005 حيث تلقى حوالي أكثر من 100 ألف مصاب الرعاية الصحية.

خلفية المساعدات الأمريكية لمصر
عقب توقيع الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن اتفاقية كامب ديفيد للسلام عام 1979 أصبحت مصر ثاني أكبر دولة تستفيد من المساعدات العسكرية الأمريكية. فمنذ ذلك الحين بلغ حجم المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية التي حصلت عليها مصر حوالي ستين مليار دولار بما فيها أربعة وثلاثون مليارا على شكل منح وقروض في إطار برنامج التمويل العسكري الأجنبي Foreign Military Financing تقوم بموجبها مصر بشراء المعدات والخدمات العسكرية الأمريكية. والهدف من ذلك هو تحديث الجيش المصري وتزويده بالمعدات العسكرية الحديثة التي تتماشى مع المعدات العسكرية الأمريكية وبالتالي تسهيل مشاركة مصر في التحالفات التي تشكلها الولايات المتحدة والعمليات العسكرية التي تقوم بها. وتقول وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتين إن تلك المساعدات العسكرية تساهم في الحفاظ على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والحفاظ على الاستقرار في المنطقة ودعم مصر كحليف في الشرق الأوسط.
وأفاد واضعو الدراسة بأن مصر تعتبر من أبرز الدول المستفيدة من المساعدات الخارجية الأمريكية وذلك إلى جانب إسرائيل والعراق وأفغانستان. وتحصل حكومة القاهرة على حوالي مليار وثلاثمائة مليون دولار سنويا على شكل منح وقروض في إطار برنامج الولايات المتحدة للمساعدة في التمويل العسكري الأجنبي. ويعتبر هذا البرنامج واحدا من عدة برامج المساعدات الأمنية الأمريكية التي تأتي في إطار جهود واشنطن لتعزيز التعاون الأمني مع الدول الحليفة من خلال إقامة علاقات تحمي مصالح أمريكية محددة عبر العالم. وتقول وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتين إن تلك المصالح تشمل تطوير قدرات الدول الصديقة لكي تتمكن من الدفاع عن نفسها ولكي تكون قادرة على المشاركة في التحالفات التي تشكلها الولايات المتحدة، كما تشمل تعزيز الدعم العسكري لتلك الدول لكي يتم احتواء التهديدات الدولية ولتصبح تلك الدول قادرة على المساعدة في العمليات الدولية للاستجابة للأزمات الدولية، بالإضافة إلى حماية الحكومات المنتخبة ديمقراطيا وتكثيف الروابط العسكرية بين الولايات المتحدة والدول المستفيدة من تلك المساعدات. هذا بالإضافة إلى دعم قطاع الصناعة الأمريكي من خلال الترويج وتشجيع السلع والخدمات الأمريكية المتعلقة بالمجال الدفاعي.
وعادة ما تقدم مساعدات التمويل العسكري الأجنبي على شكل قروض أو ضمانات لحلفاء الولايات المتحدة لشراء المعدات العسكرية والخدمات وتلقي تدريبات على استخدامها من قبل الولايات المتحدة.

حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر
تفيد الدراسة بأن مصر حصلت منذ عام 1979 على حوالي 34 مليار دولار في إطار برنامج مساعدة التمويل العسكري الأجنبي، حيث أن الولايات المتحدة خصصت منذ ذلك الحين حوالي 1.3 مليار دولار سنويا في ميزانياتها كمخصصات لمصر في إطار هذا البرنامج. ففي عام 2005 شكل ذلك المبلغ 25 بالمائة من مجموع المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى جميع الدول في إطار البرنامج. كما أن ذلك المبلغ يمثل نسبة 80 بالمائة من مجموع ميزانية العقود العسكرية المصرية، والتي يتم استخدامها لتحديث المعدات العسكرية المصرية من خلال تغيير المعدات التي حصلت عليها من الإتحاد السوفيتي السابق بمعدات عسكرية أمريكية عصرية. ونقلت الدراسة عن مسئولين مصريين قولهم إن نسبة 52 بالمائة من مجموع المعدات العسكرية المصرية هي معدات أمريكية وذلك بناء على إحصاءات أجريت في أغسطس من عام 2005.
ويقول المسئولون الأمريكيون والمصريون إن الجيش المصري أصبح أكثر استعدادا ولديه معدات أفضل للدفاع عن الأراضي المصرية والمشاركة في عمليات حفظ السلام في المنطقة. ويشيرون إلى أمثلة عديدة منها مشاركة الجيش المصري في بعثات حفظ السلام في تيمور الشرقية والبوسنة والصومال. وذلك بطبيعة الحال إلى مشاركة الجيش المصري مع الولايات المتحدة في عملية النجم الساطعOperation Bright Star وهي تدريبات عسكرية مشتركة تجرى كل عامين بمشاركة عدد من الدول الحليفة من بينها ألمانيا والأردن والكويت وبريطانيا. ويذكر أن الهدف من تلك التدريبات هو القيام بتمرينات ميدانية لتعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وحلفائها وتقوية العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر كما هو الشأن مع باقي الدول الحليفة.
ومن بين التوصيات التي قدمتها الدراسة والتي تقول إنها ضرورية لكي يتمكن الكونغرس من تقييم مستويات المساعدات الاقتصادية مقارنة بالمساعدات العسكرية لمصر، أنه يتعين أولا على وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين إجراء تقييم للآثار المحتملة لتغيير نسب المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر خلال ميزانية السنوات القادمة. بالإضافة إلى إجراء تقييم دوري للبرنامج المساعدات بأكمله لكي يتم تحديد مدى جدواه ومدى تحقيقه للأهداف المتوقعة منها.


تابع الرسالة 25


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.