الدولة الإسلامية بمفهوم الإسلاميين والتي يتحقق فيها العدل والمساواة يعتز المرء فيها بدينه غير موجودة على أرض الواقع لأنهم يبحثون عن المثالية ، والمثالية غير موجودة في عالمنا بل هي مستحيلة بمفهوم الخلافة الراشدة ، وتلك لن تأتي إلا في زمن المهدي وهذا في آخر الزمان . أما الدولة الإسلامية والتي تحمل في داخلها صراعات وإضرابات وبعض الظلم والجور فهذا موجود، ومن زمن الأمويين والعباسين والعثمانيين وذلك لفساد الناس ولفساد أهل السلطة والحكم ، فالواقع أننا نبحث عن الدولة الراشدة صاحبة العدل صاحبة القوة ، نحن الآن على خطها لكننا سوف نبذل الكثير من التضحية ومن المحن حتى يُعرف الإسلام بين الناس ، فالإسلام غريباً بين أبنائه ، والناس لا تعرف منه إلا أسمه أما معانيه وأصوله وقواعده فهي غائبة لذلك يجتهد الجميع لتعريف الناس بالإسلام الحق الذي يحفظ للمسلم وغير المسلم الحق في الحياة ويحفظ النفس والعرض والمال ويعطيه الحرية التي وهبها الله له قبل أن يسلبها الناس منه بقوانين ظالمة ما أنزل الله بها من سلطان ، فالحكم لله هو صاحب الحكم والسلطان ، فما نزل من تشريعات و أوامر ونواهي لا يحق لبشر مهما كانت قوته ومهما علا منصبه أن يتدخل في تلك الأوامر والنواهي ، وأن يتحدى في تطبيقها أو عدم تطبيقها ، وعلى البشر تطبيق الأحكام فيما بينهم شاء من شاء وأبى من أبى ، لقد غابت شمس الشريعة عن الناس و إنطفأ نجم الخلافة ، وذلك منذ سنين ورثنا فيها قوانين وضعيه من صنع البشر بعد أن تم تنحية الشريعة وتربى جيل من رواء جيل وهم لا يفهمون ولا يعرفون أهمية الشريعة للبشرية و ظنوا أن القانون الذي يُحكمون به هو الاصل ، وأن عودة الشريعة شيء مدمر لهم ، والإنسان عدو ما يجهل ، لذلك لا تستغرب من الذين يرفضون الشرع المنزل ، ويعتبرون أن القانون الناقص كامل ، إن الإسلاميين الذين حكموا والذين لم يحكموا ورثوا تركة ثقيلة مليئة بالهموم والمشاكل ، والمطلوب منهم أن يحلوا ذلك كله الآن بلا تردد بلا نقاش بلا أية حسابات ، الأن وفوراً على الذي يتولى السلطة أن يفعل ذلك ، وهذا مستحيل حتى في عرف الأمم والناس وليس في عرف الشريعة والتي أصولها مقاصد معتبرة لا يستطيع أحد أن يخالفها ، فالتدرج أصل شرعي ثابت وفقه الاولويات معروف و الفرض مقدم على النفل ، والواجب لا يترك إلا بعذر، فلماذا الخلط ؟ ثم أنه لو سكت من يجهل لسقط الخلاف ، ومن تكلم في غير فنه جاء بالعجائب، فلماذا يصرح من لو سكت لكان خيراً له ؟ ولماذا يسكت من لو تكلم لكان خيرا له وللأمة جميعاً ؟ . إن قضية اللحية قضية شرعية بالدرجة الأولى تتعلق بما يعتقده الإنسان من دينه ، فلماذا يحال بين المرء وبين ما يعتقد و ما يدين به إلى ربه ؟ وذلك من الحرية التي كفلها الإسلام ، والتي كفلتها كل المواثيق والأعراف البشرية وهل معنى أننا ورثنا نظام قهري وعملنا به هل نظل إلى الأبد نعمل به ، ونظل نشعر بالظلم والقهر دون تغيير ، وهل لو كان التغيير على مراحل ألا يُعلم الناس بذلك ؟ و لماذا يتم استفزاز الناس بالتصريحات ؟ ولمصلحة من يتم تهييج المشاعر ولمصلحة من تعطل أحكام القضاء تارة وتنفذ بالقوة تارة أخرى ؟ وعلى نفس المواطنين وكلهم متساوون في الحقوق والواجبات و لمصلحة من يتم العبث بأرزاق الناس وأشغالهم ووظائفهم التي عاشوا عليها سنين إن الله سائل كل راعي عما استرعى حفظ أم ضيع ، وإن السنن لا تحابي أحداً ، والله يغضب لأوليائه ، فاخذروا غضب الله واتقوه وكونوا مع الصادقين حتى يتسنى لكم العودة إلى الشريعة وإقامة الدولة ، ليعلم الإخوان أن بوصولهم إلى السلطة أن كل العيون تنظر إليهم ، هل سيحفظون العهد والوعد فيما أمرهم الله ، وفيما حملهم الإسلاميون من أمانة حينما أوصلوهم للحكم أم أنهم سيتعللون و يعتذرون ، فالله الله في العهود والمواثيق ، والله الله في الشرع المنزل ، والله الله في حقوق العباد [email protected]