أعلنت الحكومة التركية أن صبرها حيال متمردي حزب العمال الكردستاني قد نفد، وتوعدت بمطاردتهم حتى داخل الأراضي العراقية لضرب قواعدهم هناك. وأوضح بيان نشر إثر اجتماع دام أكثر من ثلاث ساعات للمجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، أن أوامر قد صدرت للجهات المعنية لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية والاقتصادية والسياسية، ومن ضمنها عند الضرورة عملية عبر الحدود ضد وجود المتمردين الأكراد في بلد مجاور. وذكرت قناة "سي أن أن" التركية الإخبارية أن الحكومة قررت رفع مشروع قرار إلى البرلمان يسمح بمثل هذه العملية، مشيرة إلى أن نص القرار قيد الإعداد. وقال وزير الدفاع وجدي جونول إنه لا بد من موافقة خاصة من جانب البرلمان لإرسال قوات إلى بلد أجنبي في عملية واسعة.
أمريكا بين حليفين وسارعت واشنطن لمحاولة إقناع أنقرة بعدم اللجوء إلى التدخل العسكري من جانب واحد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك للصحافيين إنه يرى أن عمليات التوغل من جانب واحد لا تشكل حلا لمعالجة هذه المشكلة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الدول ذات السيادة عليها أن تتخذ قراراتها بشأن أفضل الوسائل للدفاع عن نفسها. أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جوردون جوندرو فأكد أن العراق وتركيا يريدان العمل معا لحل هذه المشكلة وبطريقة تضمن حماية مواطني البلدين. وفي بغداد قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن "التنسيق الأمني من خلال الاتفاق الموقع بين العراق وتركيا هو الإطار الذي يمكن من خلاله الحفاظ على أمن وسيادة البلدين"، في إشارة إلى اتفاق وقع الشهر الفائت لا يسمح للقوات التركية بمطاردة المتمردين الأكراد داخل الأراضي العراقية. وقد أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني قيام المتمردين الأكراد بقتل جنود أتراك، وقال في لقاء مع الجزيرة إن العنف لا يولد إلا العنف. وطالب البارزاني تركيا بحل مشكلتها مع حزب العمال سياسيا، مبديا استعداد حكومته للتعاون في هذا المجال إذا طلبت أنقرة منها ذلك. وتتعرض حكومة أردوغان لضغوط من المعارضة البرلمانية والصحافة والرأي العام لتكثيف حربها ضد حزب العمال الكردستاني وإرسال الجيش إلى داخل الأراضي العراقية لضرب قواعد هذا الحزب في كردستان العراق. وأثار مقتل 13 جنديا تركيا الأحد بكمين في منطقة جبلية قرب الحدود العراقية، إضافة إلى مقتل اثنين آخرين، غضبا شعبيا خصوصا أنها الخسارة الأفدح للجيش التركي في حربه ضد المتمردين الأكراد منذ 1995. ونظمت تظاهرات تلقائية في العديد من المدن التركية في حين دعت الصحف الشعبية حكومة أردوغان إلى التحرك لمواجهة هذا الوضع. وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بقتل أكثر من ثلاثين ألف شخص منذ أن بدؤوا حملتهم ضد الحكومات المتعاقبة عام 1984، لإقامة وطن مستقل للأكراد جنوب شرق تركيا.