وجهت جماعة الإخوان المسلمين انتقادات حادة للقاء الخريف الذي دعت لعقده الإدارة الأمريكية خلال الشهر المقبل. وقال المرشد العام للجماعة مهدي عاكف في رسالته الأسبوعية إن دعوة الولاياتالمتحدة لعقد اللقاء تأتي في وقت غير ملائم، وذلك أن عقد اللقاء في الوقت الراهن لا يساعد على التناول الجاد للقضايا والموضوعات المصيرية وأضاف أن الإدارة الأمريكيةروجت لعقد مؤتمر تشارك فيه دول عربية لمناقشة مستقبل التسوية للقضية الفلسطينية، حيث أرسلت مسؤوليها لإقناع الأطراف الإقليمية بالمشاركة، من دون توضيح لجدول الأعمال الذي يبتغيه المؤتمر “سوى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يوضحون أن المناقشات ستدور حول إعلان “دولة فلسطينية”، من دون توضيح الإجراءات اللازمة لبناء الثقة قبل الدخول للمؤتمر”. الى ذلك، ودعا خبراء وسياسيون مصريون وفلسطينيون إلى إنهاء الصراع الداخلي الفلسطيني كضرورة مهمة لحضور لقاء الخريف وانتقدوا غموض جدول أعمال المؤتمر وأجندته وكذلك الأطراف المشاركة فيه، وقال الوزير الفلسطيني السابق زياد أبو عمرو رئيس المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية أمام ندوة “لابد من توحيد الجبهة الداخلية قبل الذهاب إلى واشنطن لأن الطرف الذي يعاني من مشكلة (قاصدا حماس) داخلية سيحرض لمحاولة ابتزاز السلطة”. وقال د. قدري حفني أستاذ علم النفس إن ما يجري على ارض فلسطين لا يتطلب مجرد إبداء النصائح أو حتى الإدانات. وطرح حفني تساؤلا حول الحديث عن وحدة المصير الفلسطيني القائم، وهل وحدة ذلك المصير تعني حلما رومانسيا لا نتوقع تحقيقه في المدى المنظور، وهل يمكن النظر إلى فصل غزة عن الضفة حتى تحت القصف “الإسرائيلي” لكلا الجانبين باعتباره الاستثناء المؤقت؟ وأشار وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر إلى حجم الشائعات التي أثيرت حول لقاء الخريف، منها عدم معرفة الدول التي ستدعى إليه وما المطلوب من نتائج لهذا المؤتمر، خاصة أن الاجتماعات التي تعقد بين الجانبين يشوبها كثير من الغموض. وتساءل: لماذا تفكر واشنطن في الدعوة لهذا المؤتمر في توقيت تشهد فيه فلسطين أزمة داخلية؟ وقال مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب “البرلمان المصري” إن أمريكا تعرف أن صورتها تزداد سوءاً لذا تسعى لمحاولة تجميل وجه سياستها بالدعوة إلى عقد المؤتمر. ومن جانبه أبدى الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد مخاوف من دفع العرب ثمن خلاف فتح وحماس واستغلال “حماس” للضغوط الأمريكية التي تمارسها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فضلا عن الابتزاز من جانب إسرائيل، ودعا إلى أهمية الاعتراف والسعي نحو تفاوض فلسطيني فلسطيني أولا. ومن جانبه قال الوزير السابق حسن عصفور إن التشرذم والانقسام الفلسطيني الذي ازدادت وطأته بعد سيطرة “حماس” على غزة يمكن تكريسه بما يتخذه عباس من قرارات وبما تتخذه حماس من تصرفات، لافتا إلى أن عوامل الخلاف بين الجانبين تزداد عمقا وقوة في ظل عدم وجود بوادر لحل الأزمة. ومن جانبه أبدى السفير الفلسطيني محمد صبيح مندوب فلسطين بجامعة الدول العربية تشاؤمه من نتائج المؤتمر لعدم قدرة المفاوض الفلسطيني على حل قضية عودة اللاجئين وإبراز الحق العربي والإسلامي في القدس. ومن جانبه قال السفير حسن عيسى المدير السابق لإدارة “إسرائيل” بالخارجية المصرية: كان يجب على الرئيس الفلسطيني إدارة الأزمة بعيدا عن انحيازه لفتح حتى لا تدخل قضية الصراع الداخلي في حلقة مفرغة.