ذكر شهود عيان أن سكان مدينة سودانية بولاية شمال كردفان أضرموا النيران في مكاتب حكومية ورشقوا مسؤولين محليين بالحجارة يوم الأحد متهمين اياهم بالفشل في حمايتهم من هجوم للمتمردين في اليوم السابق. وقال شهود إن متمردين من منطقة دارفور اقتحموا مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان السبت. لكن وسائل الاعلام الرسمية ذكرت في وقت لاحق في المساء أن السلطات استعادت السيطرة على المدينة التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن الخرطوم. وتجمع نحو 300 شخص يوم الأحد في وسط المدينة للاحتجاج على زيارة والي شمال كردفان معتصم ميرغني زاكي الدين لتفقد الاضرار الناجمة عن القتال في ثاني اكبر المدن بالولاية. وقال ثلاثة شهود عيان لرويترز إن حشدا غاضبا اضرم النيران في عدة مبان حكومية ورشق موكب الوالي بالحجارة. وذكر شهود العيان ان المحتجين رددوا شعارات مناهضة للوالي الذي انسحب موكبه دون اي انباء عن وقوع اصابات او اضرار خطيرة. ولم يرد اي تعليق فوري من الشرطة. ويمثل الهجوم توغلا كبيرا من قبل تحالف للمتمردين يسعى للاطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير. وكان القتال حتى هجوم الامس مقصورا في الاساس على دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الواقعتين على الحدود مع جنوب السودان. وأكد مسؤول سوداني رفيع أن الأحوال عادت إلى طبيعتها في مدينة أم روابة التي هاجمها متمردون ، وسط اتهامات لإسرائيل بدعم المتمردين. وقال معتصم ميرغني حسين زاكي الدين والي شمال كردفان أن الأحوال عادت إلي طبيعتها وأن الأمور مستقرة وجار حصر الخسائر والممتلكات التي تعرضت للتلف والنهب. وأوضح لوكالة السودان للأنباء (سونا) أن هناك فريقا من مهندسي الكهرباء في المدينة لصيانة العطل الذي أصاب احدى محولات الكهرباء بصورة جزئية أدى إلى انقطاع الكهرباء. وفيما يختص بالخسائر في الأرواح ، ذكر والي الولاية أن شهداء أم روابة سبعة ، أربعة من الشرطة وثلاثة من المواطنين. وعن خروج مواطني الولاية في مظاهرة تنديد صباح اليوم بالأوضاع ، قال الوالي إن من حق المواطنين التعبير عن آرائهم وأن المظاهرة محدودة وخرجت تنادي بتوفير الأمن والحماية والخدمات للمحلية. وتعليقا على الهجوم ، قال وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان إن الهجوم “يعد مخططا لاستهداف عملية السلام وإجهاض نجاحاتها التي تمت” ، مؤكدا أن الحكومة “سترد بقوة لإيقاف كافة تحركات المتمردين في كافة أرجاء السودان“. واتهم الوزير السوداني إسرائيل بدعم المتمردين الذين نفذوا الهجوم ، وقال في لقناة الجزيرة :”هذه المجموعة لها اتصال وثيق بإسرائيل التي تدعمهم بقوة“. وأشار في هذا الصدد إلى تصريحات سابقة لنائب وزير الدفاع الإسرائيلي قال فيها إنه لن يترك السودان ينعم بالسلام ولن يسمح بإطفاء الحرائق في السودان. وكشف عثمان عن أن الحكومة السودانية عقدت اجتماعا طارئا أمس برئاسة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه “تقرر بموجبه استمرار التعبئة ضد التمرد وأن يقوم الجيش بالمبادرة لإنهاء كافة قواعدهم ومعاقلهم التي يحتمون بها“. ونشرت الصحف المحلية صورا قالت انها التقطت خلال هجوم المتمردين. وطبقا لما نشرته صحيفة الانتباهة اليومية أمكن رؤية عدة مبان محترقة بالاضافة إلى جثة شخص على الارض. ونفت حركة العدل والمساواة وهي واحدة من اكبر جماعات التمرد في دارفور أن تكون نهبت أو دمرت أي ممتلكات في أم روابة. وكانت الحركة واحدة من جماعتين متمردتين رئيسيتين حملتا السلاح ضد الحكومة السودانية في عام 2003 للمطالبة بتمثيل افضل لمنطقة دارفور واتهمت الحكومة بإهمال التنمية في المنطقة. وفي عام 2011 تحالفت الحركة مع حركتين اخريين في دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي حملت السلاح في جنوب كردفان والنيل الازرق عند انفصال جنوب السودان.