اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن الولاياتالمتحدة منيت بما وصفها بالهزيمة عندما تدخلت عسكريا في العراق. وقال كوشنر في برنامج إذاعي وتلفزيوني إن هذه الهزيمة قائمة فعلا بالنسبة لواشنطن في هذا البلد، مذكّرا بأن بلاده كانت ضد العملية الأميركية العسكرية في العراق. وشدد الوزير الفرنسي على ضرورة طيّ هذه الصفحة والاستماع إلى العراقيين والحكومة العراقية والمطالبة بجدولة انسحاب القوات الأميركية وليس برحيلها الفوري، منوّها في هذا الصدد بالجدول الجزئي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش قبل أيام. وأضاف أنه ينبغي توظيف وجود القوات الأمريكية في العراق لتأهيل الجيش العراقي، بصورة أفضل وأكثر عددا، وإعادة تأهيل الشرطة التي قال إنها تعاني من الفساد بصورة لا يمكن تخيلها، وأكد أن الدبلوماسية الفرنسية لا تتلقى أوامرها من واشنطن. الى ذلك، ذكرت تقارير صحفية أن رئيس الوزراء نوري المالكي يواجه مشاكل لا نهاية لها إذ أنه ما لبث أن خرج من مأزق تقرير بتريوس كروكر، حتى وجد نفسه في مواجهة مأزق جديد نتيجة لإعلان الكتلة الصدرية التي يتزعمها مقتدى الصدر الانسحاب من الائتلاف الشيعي الحاكم مما يقلل نسبة التأييد التي يحظى بها المالكي في البرلمان عن النصف. وأشارت إلى التقارير الاستخباراتية التي ترى في عمليات الاغتيال والاختطاف مؤشراً على أن العراق قد بات مسرحاً لحروب بالوكالة بين إيران ومناهضيها من الغرب حيث يتهم المسؤولون العراقيون عملاء إيرانيين باختطاف خبير الكمبيوتر البريطاني وحراسه من وزارة المالية قبل ثلاثة أسابيع في حين تستمر القوات الأميركية باعتقال دبلوماسيين ومسؤولين إيرانيين من جميع أنحاء العراق. ويرى المراقبون أن الضغوط التي تتعرض لها إيران تدفع طهران لمحاولة الخروج من الأزمة عن طريق عرض عضلاتها في العراق فهي تستطيع دعم الجماعات المسلحة بالمال والسلاح وتستطيع الطلب من الصدر الانسحاب من الائتلاف الحاكم لإسقاط حكومة المالكي وتحويل حياة جورج بوش في العراق إلى جحيم يضطره لإبعاد النظر عن طهران.