حقيقة مؤلمة تُعرّض حياة مرضى الأورام والفشل الكلوى وأنيميا البحر المتوسط وحالات الحوادث للخطر بالمنيا. ورغم قيام الأطباء بدور الممرضين فى التعامل مع المتبرعين، فإن الكميات الواردة منهم انخفضت للنصف، ما أثر فى المخزون الاستراتيجى لفصائل الدم المختلفة بالبنك. الأزمة ألقت بظلال قاتمة على المرضى الذين يحصلون على أكياس دم بانتظام ودون طلب تبرع منهم.. يقول والد طفلة مريضة بأنيميا البحر المتوسط؛ إن حياة طفلته معرضة للخطر بسبب توقف حملات التبرع بالدم الخارجية. فيما أوضح التقرير الذى أصدره المركز الإقليمى بالمنيا لنقل الدم أن معدلات التبرع زادت خلال الأشهر الماضية فتم تنظيم 542 حملة للتبرع بالدم منها 302 حملة منظمة و240 حملة عشوائية، فبلغت عدد الوحدات المجمعة 6988 وحدة، منها 5407 منظمة و1581 عشوائية، لتعيش محافظة المنيا معاناة يومية بسبب عجز كميات الدم المجمعة، ما يفضى إلى تعرض حياة الآلاف يوميا للخطر من مصابى الحوادث ومرضى أمراض الدم. بينما قدمت جمعية «رسالة» 15 كيس دم، كما أرسلت إدارة التضامن الاجتماعى بالمنيا إشارة إلى الجمعيات الأهلية لدعوتهم إلى التبرع بالدم، فأثمرت عن تدبير نحو نصف الكميات التى كان يتم توفيرها بوساطة حملات التبرع الخارجى التى توقفت بسبب إضراب المتعاقدين عن العمل، إلا أن رصيد البنك يتناقص لأن هناك فئات من المرضى تحصل على أكياس الدم بصورة منتظمة وبدون تدبير متبرع مثل: حالات الأورام والفشل الكلوى وأنيميا البحر المتوسط، بالإضافة إلى اعتماد 10 مستشفيات بمحافظة المنيا على بنك الدم الإقليمى اعتمادا كليا لعدم وجود بنوك دم بتلك المستشفيات. النقص الكبير فى أعداد أكياس الدم التى تجمع سنويا أفضى إلى رواج سوق الدم السوداء للاتجار به -مستغلين النقص الحاد فى المستشفيات الحكومية- لجنى الأرباح وتكديس الأموال، فبدأت الظاهرة ببنوك الدم الخاصة، ثم سارعت عدة جهات حكومية للمشاركة فى الأرباح وتحويلها إلى تجارة مربحة، فيما ساعدت خطط وزارة الصحة فى انتشار وازدهار تلك التجارة وزيادة لجوء المواطنين إليها، فلم يكن هناك بديل لتعويض النقص الواضح فى التبرع المنتظم بالدم سوى اللجوء إلى التبرع العائلى، فيتم الحصول على متبرعين من أقارب المريض مقابل صرف احتياجه من الدم. ويضيف أحد الأطباء قائلا: ننصح المتبرع أن يتأكد من تجهيزات سيارة التبرع ولا يذهب للتبرع أكثر من ثلاث مرات فى العام؛ لأن كرات الدم الحمراء عمرها 120 يوما، ولو تم التبرع قبل هذه المدة لن يحدث تجديد لخلايا الدم، ومن ثم فالدم لن يكون صالحا، وهو ما يحدث كثيرا مع الأشخاص الذين يبيعون دمهم المدمنون لاحتياجهم إلى المال. فيما طالب، مدير بنك الدم بالمنيا، باستمرار حملات التبرع بالدم؛ فقد نجحت فى تجميع 1140 كيس دم، وهو ما يؤكد حرص المواطنين على المشاركة فى توفير مخزون آمن من الدم.