اجمالى ما تقاضاه لاعبى منتخب الشباب تجاوز 150 الف جنية لكل لاعب مكافأه لتتوجيهم بكأس افريقيا بالاضافة الى وعد الرئيس بضرب المكافأة فى 10 فى حال فوزهم بكأس العالم. لن اتكلم على وضع مصر المالى الان ولا عن سعى الحكومه للحصول على قرض البنك الدولى ولا عن طرق ابواب الدول العربية والاجنبية جلباً لدعم او مساعده او استثمارات او حتى ودائع. فمصر دولة غنية – اغنى حتى من بريطانيا – التى لم يحصل رئيس وزرائها على طائرة خاصة الا من عامين فقط وكان قبلها يركب الطائرات التجارية توفيراً للنفقات. سأتكلم عن مشروع تخرج واعد لطلاب قسم التحكم الالى بكلية الهندسة الالكترونية وهى بالمناسبه ذات الكلية التى فاز فريق منها بمركز متقدم جداً بين دول منها اليابان والولايات المتحدةالامريكية فى مسابقات عديدة كان اخرها فى السويد. مشروع التخرج هذا كان عبارة عن عمل نظام لتوليد الطاقه الكهربائيه من خلال لوحات الخلايا الشمسية وهذا ليس بجديد ولكن الجديد هنا كان تحويل التيار الكهربائى الناتج الى تيار متردد ثم رفعه على شبكة الكهرباء من خلال عداد منزلى يمكنه العد فى الاتجاهين. يعد فى ناحية عندما يكون استهلاك المنزل اكثر من انتاجه والعكس صحيح. النظام كان سيعطى المستخدم فرصة انتاج الكهرباء وتحميلها على الشبكه ثم الحصول عليها مره اخرى وقت الحاجة وبذلك نوفر ثمن البطاريات الضخمه والملوثه للبيئة والمكلفه مادياً والتى تحتاج الى استبدال مستمر بسبب قصر عمرها الافتراضى. كان من المفترض عمل ماكيت اولى للمشروع ينتج فى حدود الف وات ثم عرضه على الحكومه و وزارة الكهرباء من اجل اعتماده و تطبيقه وتشجيع المواطنين على امتلاكه من خلال تمويل ثمن الوحده من خلال بنوك وطنية. عرض الامر على محافظ المنوفيه الدكتور محمد على بشر (حزب الحرية والعدالة) ورحب به ووعد بتمويله ( بمبلغ 30 الف جنية) بالتشارك مع وزارة الكهرباء. ترقى الرجل الى درجه وزير ونسى الامر واصيب الطلاب بخيبة امل شديدة لاننا كنا نحلم بتشيد شركه تعمل فى هذا المجال بعد تخرج الطلاب وكنا نأمل فى اختراق السوق العربى والافريقى ثم تصنيع المكونات فى مصر والعمل على تطويرها من خلال بحث علمى يخدم هذا الهدف المحدد. حاولنا مع الجامعة وفوجئنا بان الجامعة تمول المشروع الواحد بمبلغ الف جنية فقط على سبيل السلفه التى لا ترد. لا نستطيع لوم الجامعة لانها تمول كل مشاريع التخرج فلابد من تقسيم المتاح على العدد الكلى لكن الامل كان معقود على الحصول على تمويل سخى من الحكومه وبخاصة لان المشروع مرتبط بالبيئة وسيساهم فى حل مشكلة الطاقه فى مصر وسيؤمن بعض فرص العمل للطلاب حديثى التخرج وسياسهم فى الاقتصاد القومى من خلال دفع ضرائب على نشاطة التجارى بعد ذلك. المحتك بالطلاب وبخاصة طلاب الهندسة بعد الثورة سيلمس مدى حماس واخلاص هؤلاء الشباب لمصر حديثة مصنعه ومصدرة للتكنولوجيا وسيلمس فى نفس الوقت فتور وعدم اكتراث باحوال الكرة فلم يعد نجم اليوم هو لاعب الكرة ولكنه الناشط السياسى والمبتكر والمفكر والمهندس والطبيب الناجح المفيد للوطن وللمواطن، هؤلاء هم البناة الحقيقيون للوطن. ليس لدينا مانع من مكافأه اللاعبين بمليون ونصف للاعب الواحد كما وعد الرئيس ولكن ليس الان فالمثل المصرى يقول ما يحتاجة البيت يحرم على الجامع اما بعد الثورة فيجب ان يكون ما يحتاجة البحث العلمى يحرم على لاعبى الكره. فمشاريع التخرج تعتبر نواة لشركات وفرصة لتطبيق افكار وتحويلها الى منتجات بالاضافه الى دورها فى تمتين المعرفه العملية والتكنولوجية التى نفتقدها. نريد من الحكومه اقامة مؤسسة لدعم مشروعات التخرج الجادة والتى تحتمل فرصة تحويلها الى منتج او شركة ويكون دعم كافى لشراء مكونات جيدة لتنفيذها. نريد تنظيم معرض قومى كل عام لعرض المشروعات الجادة على رجال الاعمال لتنفيذها على المستوى التجارى فى حضور شخصية سياسية لتكريم الطلاب فطلاب الكليات المدنية ليسوا اقل من نظرائهم فى الكليات العسكرية والذى يحضر رئيس الجمهورية حفل تخرجهم ويكرم النابهين منهم. نريد منحة سنوية من القوات المسلحه لتمويل المشاريع البحثية ورعاية فنية من المصانع الحربية. مصر لن تنهض الا بالصناعة والصناعة لن تقوم الا من خلال تطبيق الافكار والتطبيق يحتاج تمويل وهذا دور الدولة ... اما فى الدول المتحضرة فينقسم هذا الدور بين الدولة ورجال الاعمال الغيورين على مستقبل امتهم العلمى والتقنى واموال الهبات والوقف ... فتمويل هذا الامر لا يقل باى حال عن التبرع لبناء المساجد والمدارس ودور الرعاية ... وهذه دعوة من حزب العمل لطلاب السنة النهائية فى الكليات العملية لارسال افكار مشروعات تخرجهم الى الحزب او الجريدة لنشر ما يستحق منها ودعوة ثانية الى نقابة المهندسين المصرية والى رجال الاعمال المصريين والعرب بدعم تلك المشروعات ودعوة ثالثة الى الاستاذ المجاهد مجدى حسين لعمل احتفال سنوى تحت مسمى يوم العمل لتكريم ابناء تلك الكليات وجمعهم باصحاب المصانع والشركات فى محاولة للتعارف وللتوظيف وسؤال اخير للحكومة الى متى ستظل مقولة الاستاذ توفيق الحكيم "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم" سارية المفعول؟. *امين عام حزب العمل الجديد بدمياط