عاجل لسيادة الرئيس.. عمال اليومية يصرخون فهل من مستمع؟ العمال: أين الكرامة والعدالة الاجتماعية التى قامت من أجلهما الثورة «عبدالعاطى»: نحن ضحية المظاهرات.. و(عايزين الحال يمشى) «مصطفى»: قبل الثورة (كنا لاقيين ناكل).. وبعدها (بنشحت) «طول عمرنا عايشين فى تغريبة.. ما لنا مهرب ولا المساجين فى تخشيبة».. هكذا وصف الشاعر الراحل نجيب سرور عمال اليومية وهو يرثى حالهم منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، ولم يكن يعلم أن البؤس نديمهم الوفى الذى لن يتخلى عنهم أبدا. ينتشر عمال التراحيل -الذين باتت أوضاعهم أكثر مرارة بعد أن هجروا قراهم- فى الساعات الأولى من الصباح فى الشوارع والميادين يحلمون بمن يستعين بهم فى بعض الأعمال من أجل العثور على قوت يومهم، ولكن قلما يتحقق الحلم ويأتى الشخص الذى ينتظرون فيعودون فى آخر النهار حاملين خيبة الأمل فوق أكتافهم. التقت «الشعب» عمالَ التراحيل واستمعت إلى مشكلاتهم وتساءلت عن أوضاعهم بعد الثورة، وفى ظل الظروف التى تمر بها البلاد، وكان ردهم: قال «جمعة شعبان» 52 سنة، من الفيوم؛ «أنا عامل باليومية منذ 30 سنة، ولدى من الأولاد 7، وحالة الشغل الآن (زى الزفت)، فعلى الرغم من أن البلد كانت منهوبة قبل الثورة فإن الشغل كان أحسن من الآن، هذا بالإضافة إلى التظاهرات العديدة التى تعمل على وقف الحال. وأقول لمن يتظاهرون (كفاية خلى البلد تستقر)». وطالب شعبان من الرئيس محمد مرسى الاهتمام بالغلابة وتوفير معاش شهرى يضمن الحياة الكريمة. وجاره على الرصيف «مصطفى حسين» 43 سنة، من أسيوط، ولديه 4 أولاد، يقول إنه يعمل باليومية منذ بداية عمله. مؤكدا أن حالة الشغل الآن متوقفة تماما بخلاف قبل الثورة؛ إذ كان العمل موجودا..(كنا لاقيين ناكل) ولكن الآن (مش ناقص غير إننا نشحت). ومعلقا على ما تشهده البلاد من تظاهرات واحتجاجات قال: (إيه اللى هناخده من المظاهرات، إحنا عايزين الحال يمشى). وأضاف «حسين»: «كل يوم نأتى إلى هنا ونعود بأيد فارغة، والرئيس منذ نجاحه لم نر منه شيئا، ونطلب منه النظر إلينا وتوفير عمل ثابت نعتمد عليه فى حياتنا». ومن العمال أيضا «خلف عبد العاطى» 38 سنة، من أسيوط، والذى قال: «لدى بنت وولد، والبنت مريضة.. عندها دمور فى المخ ومحتاجة إلى عملية، والولد عنده كهرباء زائدة، ونسكن بإيجار 500 جنيه فى الشهر، كل هذا والشغل حاله واقف والمشكلات فى تزايد مستمر». وأضاف: (إحنا ضحية المظاهرات اللى توقف حال الغلابة اللى زينا)، وأطلب من الرئيس أن يوفر لنا لقمة العيش بما يرضى الله بتوفير العمل المناسب لنا، (مش ناس تسكن الفيلات والقصور وناس مش لاقية تاكل). و«عدلى عبد العزيز» 64 سنة، من بنى سويف، يقول: «أنا فلاح وليس لدى أرض أو ما أعيش عليه، وعندما تقدمت بطلب معاش، قالوا: فى سن ال65»، مؤكدا أن هدوء المظاهرات سيؤدى بالفعل إلى انتعاش العمل. مطالبا الرئيس بتحديد معاشٍ أو عملٍ للعيش عليه. بينما قال «أحمد سيد أحمد» 56 سنة، من سوهاج؛ إنه يعمل منذ 20 سنة ولديه 6 أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، ولا يستطيع كفايتهم بسبب توقف الحال. مشيرا إلى أن التظاهرات والاحتجاجات هى السبب الرئيس فى وقف الحال. وطلب «أحمد» من الرئيس أن يخصص لهم معاشات أو يعطيهم قطعة أرض يزرعونها ويأكلون من خيرها. وقال «جابر عزيز عطية» 47 سنة، من المنيا؛ إن لديه 10 أولاد لم يتعلموا بسبب عدم القدرة على الإنفاق عليهم، لأن جو العمل (نايم، والشغل مش ماشى لأن الناس خايفة من كل شىء) وخاصة المظاهرات الكثيرة التى تحدث. وطالب «عطية» من الرئيس بمساعدتهم بأى شىء، سواء توفير فرص عمل أو مرتبات أو معاشات لكى يأكلوا منها. كما تحدث «محمد عبدالحميد محمد» أنه جاء من المنيا للعمل، وأنه يعمل منذ 3 سنوات، ولكن الآن يوم عمل وعشرة بلا عمل. مشيرا إلى الحال قبل الثورة وأنه كان أحسن من ذلك، معلقا على المظاهرات التى تحدث الآن: «(حرام، إحنا اللى متضررين إحنا اللى بنام من غير عشا) وعلى المتظاهرين أن يصبروا». وقال: «أدعو للرئيس أن يوفقه الله، كما أطلب منه أن يعيرنا اهتمامه؛ فنحن ليس لدينا الوظيفة ولا الأرض ولا ما نعيش منه». و«أحمد على محمد» من المنيا، يقول: «(مش عايزين مظاهرات عايزين البلد تتصلح) لأن هناك من يأكل من الزبالة». مضيفا: «هناك بالخارج من يرسل الأموال إلى البلطجية لزعزعة الاستقرار، كشفيق وأعوانه». و«على سليم» دبلوم صنايع، لم يجد عملا بالشهادة وجاء من الصعيد، وكان يعمل هناك «ترزيا»، ولكن لم تساعده الظروف فجاء إلى القاهرة بعد الثورة. ويرى أن الأحوال بعد الثورة أصبحت (زى الزفت). مؤكدا أن الثورة لم تصل إليهم وأن الأوضاع كما هى، بل على العكس فالحالة ضاقت أكثر. وقال «رضا محمد»: «لدى ولد وبنت، ونسكن بإيجار 400 جنيه، وأنا فى هذا العمل منذ 15 سنة، وليس لدى معاش أو دخل آخر، وقبل الثور كان يوجد عمل ولكن الآن لا يوجد سوى البلطجة والسرقة ووقف الحال بسبب التظاهرات المستمرة». وأكد أنه لم يعمل منذ 10 أيام، مشيرا إلى أن الكثير منهم ترك موطنه وأهله بحثا عن العمل فى القاهرة، مطالبا الحكومة والرئيس مرسى إما بتوفير العمل أو بتثبيت معاش لهؤلاء العاملين الذين هم «على باب الله»، متسائلا: «أين الثورة من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، فى حين أن هناك من يحصل فى الشهر على آلاف الجنيهات، ونحن تمر علينا أشهر بدون جنيه واحد».