أطلقوا عليه في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منذ عهد شارون اسم:"الجنرال صاحب نظرية كي -حرق الوعي-الإدراك الفلسطيني، عبر استخدام المزيد والمزيد من القوة حتى يدرك الفلسطينيون"أن الإرهاب-أي العنف- لا يكتمل"، فتاريخه العسكري حافل بالعمليات ضد العرب والفلسطينيين، إذ أنه في كل المناصب التي تقلدها في الجيش كان يعيش بنفس مشاعر الكراهية ضد العرب التي كانت تسيطر عليه عندما كان طفلا يقتل القطط والكلاب. ومنذ بداياته العسكرية، كان في حرب أكتوبر 1973 يتعمد إطلاق النار على الفلاحين المصريين الذين كانوا يقومون بفلاحة حقولهم، وقد قتل عددًا منهم جراء ذلك، وبعد عام 1973 وعندما التحق بالقوات الخاصة في لواء (المظليين) أصبح القتل مهنة رسمية له، فمن خلال عمله في الوحدات الخاصة عهد إليه قادته قيادة فرق الاغتيال لعدد من قادة منظمة التحرير في أوروبا، وبعد اجتياح لبنان في عام 1982 تخصص في تنفيذ عمليات الاختطاف، حيث قام باختطاف العديد من عناصر كوادر منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة الإسلامية، ومن أشهر عمليات الاغتيال التي قام بها وخطط لها وأشرف عليها كانت في عام 1988، وكانت هذه عملية تصفية خليل الوزير (أبو جهاد) الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك في بيته في العاصمة التونسية. إنه وزير الحرب الإسرائيلي في حكومة نتنياهو الجديدة، الجنرال احتياط، موشيه يعلون، الذي يعتبر من أشد الصقور تطرفا وعدائية وعنصرية ضد العرب في"اسرائيل"، وكان في عهد شارون جنرال الاجتياحات والتهديم والقتل الجماعي. فعلى الأرض الفلسطينية قاد الجنرال يعلون في عهده كرئيس أركان جيش الاحتلال على مدى سنوات خدمته حرباً شاملة ضد الشعب العربي الفلسطيني في الضفة والقطاع، حملت هذه الحرب اسم"السور الواقي"، أما تطبيقاتها على الأرض فكانت تحت عناوين لا حصر لها مثل: الاجتياحات والاغتيالات والإعدامات الميدانية والإغلاقات والحصارات والحواجز الحربية والاعتقالات الجماعية بعشرات آلاف، وشملت أيضا توسيع وتعزيز وتكريس المستوطنات والاستيطان، وإقامة الجدران العازلة ومواصلة حملات الهدم والتجريف والاقتلاع، فكانت نتيجة اجتياحات السور الواقي عمليا: اقتراف جرائم حرب اسرائيلية مروعة مفتوحة اطلق عليها اسم: المجزرة المفتوحة ضد الفلسطينيين. وتحت عنوان "المواجهة المحدودة" كان الجيش الاسرائيلي عقد مؤتمراً دولياً في تل ابيب شارك فيه نحو (160) ممثلا عن جيوش غربية وملحقون عسكريون، إضافة إلى وزير الحرب الإسرائيلي سابقا شاؤول موفاز، والجنرال يعلون إضافة إلى مجموعة أخرى من كبار جنرالات جيش الاحتلال، وقال يعلون امام المؤتمر:"ان اسرائيل لها تجربة تربو على 120 عاماً في مجال مكافحة الإرهاب" لافتاً إلى انها "احتاجت في السنوات الاخيرة الى بلورة حلول ابداعية لمواجهة الارهاب الفلسطيني". فالى اين وصلت افكار ونظريات وحلول يعلون الابداعية آنذاك..؟!!! كثف يعلون قراءاته الاستراتيجية ل"المواجهة المحدودة"ول "حملة السور الواقي" ول "سياسة كي -حرق وعي الفلسطينيين" ول"مستقبل الصراع معه في استخلاصات اساسية استراتيجية عرضها في أخر واهم لقاء إعلامي له قبل انهاء خدمته العسكرية بيوم واحد مع صحيفة هآرتس العبرية، فقد اعلن:"اليوم.. وبعد سنوات من الحرب ضد الارهاب الفلسطيني لم ننجح حتى باقناع فتح بالاعتراف بدولة يهودية تقوم هنا الى ابد آلابدين" واضاف:"لم ننجح باقناعهم بالتنازل عن احلامهم في مسألة حق العودة، وكل ما نجحنا به هو اقناعهم بأن الارهاب في هذه الآونة لا يكتمل". وحول الدولة الفلسطينية استخلص يعلون قائلا"انهم يتحدثون عن دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولكن ليس لدى الجانب الفلسطيني الاحساس بالاكتفاء - اي الى هنا وكفى -، وحتى ضمن حدود 1967 ليس لديه الاحساس ب "حتى هنا"، فهو يتحدث عن صفد وحيفا وتل ابيب، وايضا من ناحية اقتصادية فان الضفة الغربية وقطاع غزة ليست مناطق قابلة للحياة". وفي ضوء كل ذلك تنبأ يعلون مؤكداً:"سوف يندلع العنف مرة اخرى.. وسيبدأ من الضفة الغربية، وستكون هناك عمليات انتحارية في كل مكان وحتى في تل ابيب والقدس"، وقال:"ان هذه ليست انتفاضة.. ويجب ان نتوقف عن تسميتها انتفاضة.. انها حرب"، وتنبأ في خلاصة قراءاته لمشهد المواجهة"مستقبلاً اسود لاسرائيل" حينما اكد:"ان حملة كي وعي الفلسطينيين لم تجد، وان قدرنا خوض حرب ابدية" واكد ايضا:"ان اي قوة في العالم لن تتغلب على طموحات الفلسطينيين باحتلال يافا وصفد من جديد". وعن رؤيته لعملية المفاوضات والسلام، فقد تفاخر يعلون انه قال عدة مرات عندما كان رئيسا لهيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي في اطر مغلقة انه: "في كل مرة يجلب فيها السياسيون الى هنا حمامة سلام يتوجب علينا نحن في الجيش ان ننظف من ورائها"، ويعترف يعلون انه يقول انه "نظف" قاذورات السلام. فالخلاصة التنبؤية التي يحملها لنا وزير حربهم الجديد، اننا امام حرب وجودية لا نهاية لها، ونظراً لأن نظريات ومعتقدات وتنبؤات الجنرال هي في الوقت ذاته نظريات ومعتقدات وتنبؤات نتنياهو وباراك وموفاز وكبار جنرالات الاحتلال، فان ذلك يستدعي من الجميع فلسطينيين وعربا اعداد انفسهم لمواجهة حقبة يعلون التي من المتوقع ان تكون حافلة بالمعارك والحروب الالغائية..؟!!!