انتهت القمة الثلاثية بين الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك قبل أوانها وذلك بسبب الإعصار دين الذي بلغ سواحل المكسيك والخلاف الأمريكي مع الطرفين الآخرين بشأن قضية المهاجرين وملف القطب الشمالي. كما أن الوضع في العراق وأفغانستان اضطر الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مغادرة كندا على وجه السرعة بعد أن أكد لرئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر والرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أن بلاده تريد توطيد العلاقات معهما. ومن جانبه اضطر الرئيس المكسيكي لاختصار زيارته إلى كندا والعودة إلى بلاده لمعالجة آثار الإعصار دين الذي ضرب الساحل المكسيكي على الكاريبي. وتعهد القادة الثلاثة بتوطيد العلاقات الاقتصادية والعلاقات في مجال الأمن لكنهم لم يتورعوا عن التعبير عن اختلافهم خلال ما أطلق عليه "قمة الأصدقاء الثلاثة" التي تهدف لتجديد الصداقة بينهم. ويهتم هاربر وكالديرون بتعزيز العلاقات التجارية إلا أن كلا منهما لا يريد أن يبدو قريبا أكثر من اللازم من بوش الذي لا يحظى بشعبية في أي من البلدين. وقال بوش إن الولاياتالمتحدة تبحث مع المكسيك حزمة "قوية" من المعونات للمساعدة على مكافحة تهريب المخدرات لكن العمل ما زال جاريا لإعداد التفاصيل. وقال كالديرون إنه أبلغ بوش أن المكسيك لا ترغب في أن يكون الجنود الأميركيون على الأرض جزءا من أي إستراتيجية لمنع تهريب المخدرات كما يحدث مع دول أخرى. وتشعر المكسيك بخيبة أمل من السياسيات الأميركية المتشددة على نحو متزايد بشأن الحدود وبسبب فشل حملة في الكونغرس لإصلاح قوانين الهجرة الأميركية. وفي مواضيع خلافية أخرى عبرت كندا عن مخاوفها بشأن الزعم الرمزي من جانب روسيا بأحقيتها في السيادة على القطب الشمالي. وتزعم كندا سيادتها على الممر الشمالي الغربي للقارة القطبية الشمالية غير أن الولاياتالمتحدة تعتبره مضيقا دوليا. وفي شأن أفغانستان التي تنشر كندا فيها أكثر من 2600 جندي بدا أن هاربر استسلم لسحب القوات المقرر بحلول فبراير عام 2009حيث تعارض أحزاب المعارضة التي لديها مقاعد في البرلمان أكثر من مقاعد حزب هاربر المحافظ، التمديد لتلك القوات. وقد صاحبت القمة موجة احتجاجات هدأت نسبيا خلال اليوم الأخير، وعبر منتقدون للقمة عن قلقهم من أن تعزيز العلاقات الاقتصادية قد يضر بالسيادة الوطنية ومن أن تعاونا أوثق بخصوص مكافحة الإرهاب قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.