اجتاح الإعصار دين سواحل المكسيك المطلة على بحر الكاريبي وضرب منطقة مايان ريفييرا مصحوبا بأمواج عالية ورياح عاتية وأمطار غزيرة. ويهدد الإعصار بكارثة شاملة بعد بلوغه الدرجة الخامسة وهي القصوى في تصنيف قوة الأعاصير، وقد تسبب دمارا واسعا. وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن دين يتقدم مصحوبا برياح سرعتها نحو 256 كلم في الساعة في طريقة إلى شبه جزيرة يوكاتان. ومن المنتظر أن يصل الإعصار إلى منطقة ساحلية قرب حدود المكسيك مع بيليز –المستعمرة البريطانية السابقة- اليوم. ويقوم الجنود ورجال الشرطة بدوريات في المنطقة لفرض حظر التجول الذي أقرته الحكومة. كما أمرت الشرطة السيارات بالابتعاد عن الطريق الساحلي وأغلق أصحاب المتاجر واجهات محلاتهم على طول الساحل الشرقي لشبه جزيرة يوكاتان. وأجلت السلطات المكسيكية في وقت سابق نحو 80 ألف سائح كانوا في المنتجعات البحرية في كانكون وكوزوميل التي أصيبت بأضرار جسيمة عندما ضربها إعصار ويلما عام 2005. وقد هرب عشرات الآلاف من السائحين الأجانب من منتجعات مايان ريفييرا بالمكسيك التي تقع إلى الشمال من مسار الإعصار. وأعلنت شركات نفط مكسيكية تعليق تصدير شحنات النفط الخام وإجلاء أكثر من 18 ألفا من العمال من حقول نفطية ضخمة جنوب المنطقة يصل إنتاجها إلى 2.65 مليون برميل يوميا. وقطع الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون زيارته لكندا حيث كان يجري مباحثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر، ليعود إلى بلاده لمتابعة تداعيات الإعصار. وتوقعت مصادر علمية ألا يضرب الإعصار ساحل الخليج الأميركي ولكنه سيعبر شبه جزيرة يوكاتان قبل أن يصل إلى خليج كامبيتشي ومنه إلى وسط المكسيك. ورغم ذلك أعلنت سلطات ولاية تكساس الأميركية تعبئة كبيرة تحسبا لوقوع فيضانات بسبب أمطار غزيرة ناجمة عن الإعصار. وشملت التعبئة قوات الحرس الوطني وفرق الإنقاذ التي وضعت في حالة طوارئ. وجهزت الولاية ملاجئ في 28 نقطة تجمع، وشحنت 80 ألف برميل من الوقود إلى محطات الوقود في المنطقة. كما أرسلت ست طائرات من طراز 130-سي إلى أقصى جنوب الولاية لتكون على أهبة الاستعداد لنقل الحالات المرضية الحرجة من المستشفى، فضلا عن توفير ثلاثة آلاف حافلة تحسبا لأي حالات إجلاء محتملة. وتسبب الإعصار الذي ضرب الاثنين سواحل جامايكا في حدوث فيضانات في العاصمة كينغستون وتساقط أمطار غزيرة وإغلاق الشوارع بالأشجار وسقوف المنازل المتحطمة. وارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار في الكاريبي إلى 12 قتيلا، اثنان منهم في المارتينيك التي تديرها فرنسا، واثنان في الدومينيكان التي دمر فيها 15 منزلا، وأربعة في هايتي وواحد في جامايكا. كما أعلنت السلطات الكوبية عن إجلاء 150 ألف شخص من المناطق المعرضة لخطر الأمطار الغزيرة والفيضانات مع اقتراب الإعصار من كوبا.