توفي الكاتب والشاعر والدبلوماسي الفرنسي، ستيفان هيسيل، عن سن يناهز ال 95 عامًا بعد مسيرة عطاء حافلة في كافة المجالات، حيث شارك في صياغة مسودة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المصدرة من الأممالمتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. هيسيل، المولود في 20 أكتوبر 1917، ببرلين لأب يهودي من أصل بولندي، هو سليل عائلة من الأدباء والمثقفين والفنانين، كما كرّس والده، فرانز هيسيل فترة شبابه في ترجمة الرسائل واللغات اليونانيَّة القديمة. في أثناء الحرب العالميَّة الثانية، انضمَّ للجيش الفرنسي، لكنه فرَّ منه عقب الاحتلال سنة 1940 ليلتحق بالجنرال دوجول والمقاومة بلندن عام 1941، حيث تدرَّب على القتال الجوي، إلى أن اعتقلته السلطات النازية خلال قيامه بأحد المهام الاستخباراتيَّة، وتم إرساله إلى المحرقة، لكنه تمكن من الفرار ليصل هذه المرة إلى هانوفر ومنها إلى باريس. ترك بصمة واضحة في مجال إرساء القوانين المتعلقة بالحقوق الإنسانيَّة، ودافع عن القضية الفلسطينية دون تردُّد أو خوف، وأحد أبرز مؤيدي النضال الفلسطيني، وممن أدانوا العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، كما أيَّد تشكيل محكمة "راسل" حول فلسطين، ودعا إلى قيام دولة فلسطينيَّة ذات سيادة في ظلِّ إدارة الرئيس باراك أوباما، وقام كذلك بعدة زيارات إلى قطاع غزة والتقى إسماعيل هنية. وبسبب مواقفه هذه، لم تتورعْ إسرائيل والمنظمات الصهيونيَّة في شنّ حملة إعلاميَّة بذيئة ضده، والتضييق عليه إعلاميًّا، واتهامه بالخَرَف؛ لكبر سنِّه، والمطالبة بسحق لسانه، باعتباره "أفعى سامَّة"، كما فعل الكاتب الفرنسي أندريه تاجييف، مدير أبحاث في المركز القومي للبحث العلمي بفرنسا وأحد المتعصبين للاحتلال. وللدبلوماسي الفرنسي العديد من المؤلفات والمقالات السياسيَّة، التي تحثّ في معظمها على الغضب والثورة ضد المجتمع، ككتاب وداعًا للشجاعة (Courage et au revoir !)، ومواطن بلا حدود (Citoyen sans frontières ) واستنكروا ( (Indignez – vous ) الذي حقق نجاحًا غير مسبوق رغم تجاهل كبريات وسائل الإعلام الفرنسية له في البداية، نظرًا لموقفه المساند لحق الشعب الفلسطيني.