أكدّ رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أنّ غزة ما تزال البوابة الأولى لاستقرار مصر وأمنها، كونها تُمثل درعًا واقيًا لها ولحدودها. وقال هنية خلال استقبال وفد العلماء المصري بغزة: "إنّنا نقاتل عن الأمة وفي مقدمتها عزة مصر، ولن تؤتى مصر من قبلنا ولا أمنها ولا وحدتها ولن نكون إلا درعا واقيا لأمنها، ولن نتدخل في شؤونها إلا بما يرتضيه الشعب المصري لنفسه، وهو قد اختار القيادة والريادة والإسلام والعزة". وشدّد على أنّ مصر تغيرت فكان التغيير فيها بحجم ثورتها ودماء شهدائها، "ولم تعد مصر ذخرا استراتيجيا للعدو الصهيوني لكنها ذخر لفلسطين والمقاومة والأمة، (..) مصر اليوم تكشف عن وجهها الحقيقي وتعود إلى أصالتها التي غيبتها عقود الاستبداد والظلم والطغيان". وتابع: "اكتشفنا حجم التغيير في موقف وقيادة مصر بحرب حجارة السجيل، فلقد سمعت أمريكا وإسرائيل لأول مرة كلاما جديدا من الرئاسة المصرية، وهذا التغيير يضع مصر اليوم على منصة الانطلاق". ولفت إلى أنّ الموقف الذي اتخذه مرسي وقيادة وشعب مصر خلال الحرب الأخيرة، قد آذى الاحتلال بقدر ما آذته المقاومة في الميدان، "فالمقاومة قاتلت وكان لها عمق واحتضان سياسي، وهذا لم يكن متوفرا خلال جولات الصراع السابقة مع العدو". وذكر أنّه رغم انشغال مصر في بناء الدولة الجديدة وما يتصل بذلك من تحديات داخلية وخارجية، إلا أنّها لم تنس فلسطين ولم تتخل عن دورها تجاه القدس والأقصى، "ونرجو أن يمن الله على مصر بالأمن والاستقرار والوحدة حتى تتفرغ لدورها القائد الرائد". وبيّن أنّ التدخلات الإقليمية والدولية تهدف إلى إبقاء مصر تعالج جراحاتها الداخلية ولا تتفرغ لقيادة الأمة، "وكل دوائر صناعة القرار الإقليمي، بدأت تحضر نفسها لتغيير الخرائط بالمنطقة بما فيها الاحتلال بعد الثورة المصرية". وقال هنية "إنّ فلسطين أمام استراتيجية التحرير والانتقال من مقاومة المشاغلة والاستنزاف إلى مقاومة التحرير، مؤكدًا أنّ غزة حرة الإرادة والقرار رغم أن الاحتلال يحاول عزلها عن محيطها الإقليمي". وشدّد على أنّ القدس لن تتحرر بالمفاوضات ورسائل الثقة وحسن النوايا ولا التفاهمات وإنما تتحرر بطريق المقاومة والشهداء. من جانبه، دعا أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية صلاح سلطان الأمة العربية والإسلامية للعمل من أجل مشروع تحرير فلسطين وتجييش الجيوش لها. وقال إنّنا "نستحث الخطى سريعًا إلى فلسطين ونأمل أن يرزقنا الله الشهادة على أرضكم المباركة، (..) سنبذل قصارى جهدنا لأجل القدسوفلسطين". ولفت إلى أنّ غزة رفعت شعار الجوع لا الركوع، فأطعمها الله من جوع وآمنها من خوف، "ولن يحدث التمكن لهذه الأمة إلا عندما ترجع القدس والمسجد الأقصى بقبضتها، ونرجو أن تكون مصر الأولى التي تقدم الرجال لمشروع تحرير فلسطين".