رأى رئيس الحكومة التونسية السابق ورئيس حركة "نداء تونس" المعارضة، الباجي قايد السبسي أنَّ أي انقسام يحدث داخل حركة النهضة الحاكمة خطر على تونس في هذه المرحلة الحساسة. ووصف السبسي اتهام النهضة بالوقوف وراء اغتيال شكري بلعيد الأربعاء الماضي "بالكلام غير المسئول". وقال: "أنا شخصيًا لا يمكن أن أجازف بقول كلام كهذا، لا يليق إلقاء التهم جزافًا في غياب الأدلة، الرجل السياسي يجب أن يتحدث بمسؤولية، لنترك التحقيق القضائي يعمل ليكشف ملابسات الجريمة، وحتى هذه الجهة المتهمة "يقصد النهضة" من جهتها تتهم غيرها، تتهمنا نحن بالوقوف وراء الاغتيال، وأنا أتساءل ما هي مصلحتنا في ذلك". ورحَّب السبسي بمقترح رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي بتشكيل حكومة كفاءات واصفًا الخطوة بأنَّها "جريئة وإيجابية وفي الطريق الصحيح، ووجودها أفضل من لا شيء". واستبعد السبسي أن يكون مقترح الجبالي "يشكل انقسامًا في النهضة" متوقعًا أن تؤيد النهضة في النهاية قرار الجبالي. واعتبر أنَّ أي انقسام في النهضة في هذا الوقت بالذات هو "مؤشر سلبي جدًا، ولا يساهم في تدارك الوضع الذي تعيشه تونس، بكل مسؤولية سياسية، أقول إنَّه من الخطر أن يحدث ذلك، لن تستفيد تونس من انقسام في الحزب الحاكم، الظرف حساس، ويحتاج من الجميع الهدوء والتعقل وعدم التسرّع، تونس بحاجة إلى التوحُّد وليس إلى انقسامات". كما استبعد السبسي أي دور سياسي محتمل للجيش في حال تدهورت الأوضاع أكثر قائلاً: "ليكن واضحًا أنّ الجيش التونسي جيش جمهوري، وأثبت في التاريخ أنه ملازم لدوره كما حدّده له الدستور، ولا أعتقد أن تدخله في الشأن السياسي وارد بالمرة، ولا أحد يمكن أن يفكر فيه". وردًا على سؤال عما إذا كان الذي يحدث في تونس هو واجهة لصراع بين قطر التي تدعم النهضة وفرنسا التي تدعم الأحزاب الديمقراطية أجاب " لا دخل لهذا ولا لذاك، هذه كلها قراءات سياسية، تونس دولة مستقلة في قرارها، نحن لا يمكن أن تستعمرنا قطر ولا فرنسا". وأضاف: "تونس لا يمكن إلا أن تكون متفتحة على العالم، نتعامل مع أوروبا لأن 80 % من معاملاتنا التجارية والاقتصادية معها، ولنا علاقات طيّبة مع عالمنا العربي، لكن في الحقيقة، شركاؤنا الأساسيون وحلفاؤنا هم دول المغرب العربي، وعلى رأسهم الجزائر وليبيا، بحكم الجوار". واستبعد السبسي أن تكون تونس دخلت مرحلة العنف وبداية لاستنساخ التجربة الجزائرية في التسعينيات. وقال: "في الحقيقة هذا مستبعد، في تونس، الاغتيالات السياسية والجسدية ليست من تقاليد الشعب التونسي، آخر تصفية جسدية ترجع إلى 1952 بمقتل فرحات حشاد الهادي شاكر، لكنها تصفيات وقعت وقت الاستعمار من قبل اليد الحمراء أو السلطة الاستعمارية... لكن ما وقع للشهيد شكري بلعيد هو اغتيال بالرصاص وهذه سابقة خطيرة، ونخشى أن يؤول الوضع إلى الانزلاق، إذا لم نضع حدًا لذلك، وإذا السلطات الأمنية في تونس لم تكن حازمة في وقف هكذا عمليات، وهي لم تظهر هذا الحزم حتى الآن".