ننشر قصيدة " صحوة الأمل " للشاعر عبد العزيز سمير

على ضفَافِ قصيدى ينبتُ الأملُ *** ويستحثُّ الرؤى حرفى ويكتملُ
ويبحِرُ الحبرُ فى أعماقِ ذاكرتى *** من مطلعِ الشعرِ حتى تَنْفَذُ الجُمَلُ
يبنى صروحَ معانٍ فى مخيلتى *** وبينها ينتشى شعرًا وَيَنْتَقِلُ
بيانُهُ يُبْصِرُ الأشياءَ فى ثقةٍ *** ويذعنُ الفكرُ والإبداعُ يمتثلُ
لمَّا تخطى الشبابُ الحُلْمَ وا عجبًا *** رأيت حبرى يغشى حُلْمَهُ الوَجَلُ
رأيتُ حين بدت فى الأفْقِ ثُورَتُنا *** عينَ البيانِ بصمتِ العجزِ تكتحلُ
أىُّ البيانِ وأىُّ الشعرِ يبزغُ فى *** سطورِ دفترِ نبضٍ خطَّهُ الأزلُ
من يبعثُ الشعرَ آياتٍ منزلةً *** تتلى بنورِ رؤًى جاءت به الرُسُلُ
فيها قواميسَ عشقٍ تحتوى وطنًا *** قد خَلَّدَتْهُ دماءٌ للعلا بَذَلُوا
من يُرسلِ الشعرَ للأرواحِ يسألها *** عن البطولةِ عن أحْلامِ من قُتِلوا
عن قصةِ الوجعِ المحمولِ من زمنٍ *** فى عمقِ قلبٍ ولا ينفكُ يرتحلُ
فى صرخةِ الطفلِ إذ يأتى به رحمٌ *** فى زفرةِ الموتِ إذ يُسْتَنْفَذُ الأجلُ
تَنَسَّكَ اليأسُ فى محرابِ غايتنا *** تَزَنْدَقَ الفَرَحُ المَنشُودُ والأملُ
غَدَت بلادى لوأدِ الحقِ مقبرةً *** والدودُ فيها على الأشلاءِ يحتفلُ
ويرتعُ الجهلُ مَزْهُوًّا بِنُصْرَتهِ *** والعلمُ بعد شريفِ القومِ يُنْتَعَلُ
ما هذه مصرنا أو أرضها وطنى *** ما دامَ فيها زنازينٌ ومعتقلُ
تَكَدَّسَ الجرحُ تلوَ الجرحِ أرهَقَنَا *** ما عاد صوتُ سياطِ القهرِ يُحْتَمَلُ
قُمْنَا وَثُرْنَا وَصَرْخَاتُ انتِفَاضَتِنَا *** أفاقَ من هولها فى أفقهِ زُحَلُ
شبابُنا أقْسَموا ألَّن نعودَ دُمًى *** وبالدماءِ وبالأرواحِ ما بخلوا
عن الطريقِ عن الأحلامِ عن وطنٍ *** عن الأمانةِ والآمالِ ما عدلوا
وفى سبيلِ العُلا تغتالُ أفئدةً *** لا يمنعُ (العزمَ فى إدراكها) جبلُ
ولو أرادَ بلوغَ النجمِ ذو هممٍ *** حتمًا بهمَّتِهِ يومًا لهُ يصلُ
وقفتُ فى ساحةِ التحريرِ أنظرهم *** وبالدعاءِ قلوبُ الخلقِ تبتهلُ
وجدتهمْ لامتدادِ المجدِ تكملةً *** تيجانَ فخرٍ على العلياءِ قد جُعِلوا
قذائفُ الموتِ لم تُردِعْ عَزِيمَتَهُمْ *** وعصبةُ الإفكِ لا يخشاهُمُ بَطَلُ
بُنيانُ عزمٍ تحداهمْ بوحدتهِ *** وكلَّما حاولواْ هدمًا لهُ فَشِلوا
صمودهم عَلَّمَ الدنيا حضارَتِنَا *** لمن أرادوا بطولاتٍ ومن سألوا
دوّى الرصاصُ وشمسُ الغدرِ قد بَزَغَتْ *** فَظَلَّلَتْ غيمةُ الإيمانِ فاحتَمَلوا
عادواْ بنا لِزمانٍ ملؤهُ أملٌ *** النورُ فيهِ، وفيه الحُلْمُ يكتملُ
دمُ المحابرِ أفنى كلَّ أحرفهِ *** وجرحُ شعرى لا يُشفى ويندملُ
نَزَفْتُ كلَّ قصيدٍ قالهُ قلمى *** من مهجةِ الروحِ والإحساسُ يقتتلُ
وإذ بقطرةِ نبضٍ من دَمِ الشُّهَدَا *** تَخُطُّ فى الشعرِ أنْبَاءً وَتَرْتجِلُ
من عاشَ عاشَ كريمًا بعد غربتهِ *** فقد تَكَشَّفَ سحرُ القومِ والدَجَلُ
ومن أصيبوا فقد نالوا مآرِبَهُمْ *** لم يسقطوا ميتةً بل خُلِّدوا وَعَلُوا
طوبى لهم وهنيئًا عند رَبِّهِمُ *** جنَّاتُ عَدْنٍ وَفِرْدَوْسٍ بها نَزَلوا

الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة