اتهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الصهاينةَ بارتكاب معظم الانتهاكات التي تعرضت لها الهدنة بين القوات الصهيونية وحزب الله وفْقَ القرار الدولي 1701، وفي تصريحاتٍ له بعد لقائه مع وزير الحرب الصهيوني عمير بيريتس أمس في القدس طالب كوفي عنان الكيان الصهيوني برفع الحصار البري والبحري المفروض على لبنان، وقد وصف عنان الحصارَ بأنه "مهين" و"يمس السيادة اللبنانية". وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة- الذي وصل الكيان الصهيوني عقب زيارته لبنان- أنه يأمل في أن يضاعف بسرعة كبيرة نسبيًّا عدد جنود الأممالمتحدة الموجودين بالفعل في جنوب لبنان، كما كان عنان قد التقى في وقتٍ سابقٍ مع أسْرَتَي الجنديين اللذَين أسَرَهما حزب الله، وهما إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف، ومن المفترض أن يزور عنان سوريا وإيران، اللتين قال إنهما مهمتان لإنهاء التوتر ودعم الهدوء. من جانبه أوضح وزير الحرب الصهيوني أن "إسرائيل" سترفع الحصار عن لبنان قريبًا، ولكنه لم يحدد موعدًا لذلك، وقال إن القوات "الإسرائيلية" ستبقَى بالجنوب لعدة أسابيع قادمة، مشيرًا إلى أنها لن تنسحب منه إلا بعد انتشار ما دعاه "عددًا معقولاً" من قوات الأممالمتحدة بالمنطقة، لكنه لم يحدد رقمًا معينًا لذلك. وفيما يتعلق بالقوات الدولية المنتشرة في الجنوب اللبناني أبحرت أمس باتجاه لبنان 5 سفن إيطالية، على متنها مجموعةٌ من القوات الإيطالية التي ستشارك في القوة الدولية والمعروفة بال"يونيفيل 2"، ومن المتوقَّع أن تصل السفن إلى ميناء صور يوم الجمعة المقبل، كما رَسَت سفينة مساعدات تابعة للجيش الفرنسي محملة بتجهيزات خاصة بترميم الطرق وبناء الجسور، وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن بلاده سترسل في وقت قريب أخصائيين لاستعمال هذه التجهيزات. كذلك أعلنت الحكومة التركية أنها ستسعى إلى عقد جلسة للبرلمان الثلاثاء المقبل لمناقشة المشاركة بقوات ضمن ال"يونيفيل 2"، وكان الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر قد أعلن معارضتَه المشاركةَ في القوات، إلا أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أكد إمكانية المشاركة، لكنه لم يعطِّ رأيًا نهائيًّا. في سياق منفصل نقلت وكالة (رويترز) عن محلِّلين قولهم إن حزب الله سيتمكن من استعادة قواته، رغم وصول القوة الدولية الموسعة إلى الجنوب، وذلك من خلال الابتعاد حتى تتم إعادة البناء في الجنوب، وأضافوا أن حزب الله لن يسعى إلى مواجهةٍ مع قوات حفظ السلام، رغم ما لديه من تحفُّظات عليها إلا إذا ارتَكبت ما سموه "حماقة".