من المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إلى ليبيا في زيارة هي الأولى منذ توليه الرئاسة الفرنسية مايو الماضي وتأتي في إطار توافق ليبي أوروبي لافت. ويأتي هذا التوافق بعدما أسدلت ليبيا الستار على أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا مُدانين في ليبيا بحَقن ما يزيد على ال400 طفل ليبي بالفيروس المسبِّب لمرض الإيدز حيث أطلقت السلطات الليبية سراح المُدانين الذين وصلوا إلى العاصمة البلغارية صوفيا أمس على متن طائرة خاصة فرنسية بصحبة السيدة الأولى الفرنسية سيسيليا ساركوزي في إشارةٍ إلى أن التحركات الفرنسية هي التي أدَّت للقرار الليبي بإطلاق سراح المتهمين. وكان الأمين العام لقصر الإليزيه كلود جيون قد قال في مؤتمر صحفي في باريس أمس حول إطلاق الممرضات والطبيب: إن ساركوزي سوف يتوجه إلى ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة معربًا عن سعادته بنجاح الدور الفرنسي في إتمام تلك الخطوة الأمر الذي يرجّح أن تكون تلك الزيارة جزءًا من "المكافأة الأوروبية" للنظام الليبي على إنهائه القضية بتلك الصورة بعدما كان التوتر قد وصل إلى ذروته خلال الأسابيع الماضية بتثبيت حكم الإعدام على الممرضات والطبيب!! ومن بين أوجه "المكافأة" الأخرى توقيع اتفاق تعاون بين ليبيا والاتحاد الأوروبي كما أعرب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو عن أمله في تطبيع العلاقات مع ليبيا بصورة أكبر بعد تسوية هذه القضية بينما أكدت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر أن عملية الإفراج ستفتح الطريق أمام "علاقة جديدة ووثيقة" بين الاتحاد وليبيا وستعزِّز روابط أوروبا مع حوض البحر المتوسط وإفريقيا بأَسرها!! فيما أعلن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم أن بلاده حقَّقت مكاسب سياسية وإنسانية من القضية كما حصلت من الأوروبيين على كل المبالغ المالية التي أنفقتها على أُسَر الأطفال الضحايا طوال فترة تفجر القضية، إلا أن ساركوزي نفى قيام بلاده أو الاتحاد الأوروبي بدفع أية مبالغ مالية لحثّ ليبيا على تسوية القضية وإطلاق سراح الممرضات والطبيب!! وبدورها لوَّحت الولاياتالمتحدة بالمزيد من المكافآت لليبيا؛ حيث وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شين مكورماك القرارَ الليبي بأنه "تطورٌ إيجابيٌّ للغاية"، مشيرًا إلى أنه سيساعد في تحسين علاقات ليبيا مع الغرب. ليبيا تطلب رضا الغرب بإطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني وكانت الأزمة بين الأوروبيين وليبيا قد انتهت بقبول ليبيا التعويضات وتخفيف حكم الإعدام إلى المؤبد، على أن يتم النظر في إطلاق سراح المتهمين فيما بعد، وهو ما تم بالفعل أمس؛ حيث وصلوا إلى بلغاريا على متن طائرة فرنسية خاصة، صحبتهم فيها سيسيليا ساركوزي قرينة الرئيس الفرنسي. وبمجرد وصولهم أعلن الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف العفوَ العامَّ عن كل المدانين كما كان متوقعًا؛ حيث أشارت بعض المصادر المتصلة بالمفاوضات إلى أن الاتفاق ينص على حصول المدانين على عفوٍ عامٍّ، كما ينص الاتفاق أيضًا على عدم اتخاذ المفرَج عنهم أيَّ تحرك ضد السلطات الليبية، مثل التحرك قضائيًّا ضد النظام الليبي على خلفية أية انتهاكات قد يكونون قد تعرَّضوا لها خلال فترة سجنهم التي استمرت لمدة 8 سنوات منذ العام 1999م.