* هي الصحابية الجليلة والشاعرة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي رضي الله عنها، من خيرة الصحابيات اللاتي أحتلن مكانة عالية بين المسلمات اللاتي بكرن في إعتناق الإسلام وساهمن في تثبيت عزائم المسلمين بمشاركتهن في المعارك وقولهن الشعر وهي الصحابية التي نهلت من أهلها وأقاربها الأدب والعلم والأخلاق الفاضلة وحسن السيرة وقوة العزيمة فكانوا من حولها وأزواجها رجال مبشرين بالجنة. * وعاتكة بنت زيد هي أخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة, أمها أم كريز بنت الحضرمي، وأخوالها أبناء الحضرمي حلفاء بني أمية الذين صاهرو قبائل قريش وإندمجو معهم بصلة القرابة والأرحام وشهدوا صدر الإسلام فخالها الصحابي الشهير العلاء بن الحضرمي صاحب الدعوة المستجابة، وخالتها صعبة بنت الحضرمي تزوجها عبيدالله المخزومي وإنجبت له طلحة وهو أيضاً أحد العشرة المبشرين بالجنة. * اشتهرت عاتكة بنت زيد بين نساء قريش بالبلاغة والفصاحة وإتزان العقل والرأي السديد تنشد الشعر, فكانت عاتكة رضي الله عنها ذات خلق رفيع، تزوجت عبدالله بن أبوبكر الصديق رضي الله عنهما، وكان شديد التعلق بها حتى شغله التعلق بها عن شؤونه الأخرى فرأى والده ضرورة أن يطلقها منه، وشدّ عليه بذلك فلم يستطع أن يخالف رغبة والده فطلقها مرة واحدة وأخذ ينشد شعراً يقول فيه:يقولون طلقها وخيم مكانها *** مقيماً تمني النفس أحلام نائم وإن فراقي أهل بيتي جميعهم *** على كره منى لإحدى العظائم * بعد طلاق عبدالله لعاتكة زاد من تألمه وتغير مزاجه حتى تيقن والده الصديق رضي الله عنه من حال ولده عبدالله لفراق زوجته، فعلم مدى تعلقه بها فلان قلبه له لما رأى من شدة حبه وولعه بها فأذن له أن يراجعها، فأرجعها، وقال أبيات شعراً حين راجعها يقول فيه : ليهنك أني لا أرى فيك سخطة *** وأنك قد حلت عليك المحاسن فإنك ممن زين الله أمره *** وليس لما قد زين الله شائن * وعن قصة وفاة زوجها عبدالله أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معركة الطائف المعروفة، وأثناء المعركة أصابه سهم ظل يعاني منه أربعين يوماً ومات بعدها متأثراً بجراحه * وفي السنة الثانية عشرة للهجرة تزوجها إبن عمها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكانت عنده رفيعة القدر عزيزة الشأن، أخذت منه العلم والزهد وصفاته الأخرى التي أشتهر بها وبعد أن طعنه أبى لؤلؤة المجوسي رثته عاتكة بنت زيد بشعر مؤثر جداً تقول فيها : عين جودي بعبرة ونحيب *** لا تملي على الإمام النجيب قل لأهل الضراء والبؤس موتوا *** قد سقته المنون كأس شعوب * وبعد وفاة الفاروق رضي الله عنه تزوجها الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه أيضاً أحد المبشرين بالجنة، وعاشت معه إلى أن قتله غدراً عمرو بن جرموز في موقعة الجمل بوادي السباع في السنة السادسة والثلاثين للهجرة، فأخذت عاتكة رضي الله عنها ترثيه : غدر ابن جرموز بفارس بهمة *** يوم اللقاء وكان غير معرد ياعمرو لو نبهته لوجدته *** لا طائشاً رعش البنان ولا اليدثكلتك أمك إن ظفرت بمثله *** فيما مضى مما تروح وتغتديكم غمرة خاضها لم تثنه *** عنها طرادك يا ابن فقع الفدفدوالله ربك إن قتلت لمسلماً *** حلت عليك عقوبة المتعمد الوفاه : ---- * توفيت الصحابية الجليلة والشاعرة عاتكة بنت زيد في بداية خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, وكان ذلك في السنة الحادية والاربعين للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أزكى الصلاة وأعظم التسليم. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة