كتب - عبدالمجيد الشوادفي: عن أم سليم بنت ملجان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته قالها ثلاثا قيل يارسول الله وإثنان قال النبي واثنان". وللتعريف بالراوي الأعلي لهذا الحديث يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار مدرس الحديث بجامعة الأزهر أنها أم سليم بنت ملجان بن خالد بن زيد ابن النجار وهي أم الصحابي الجليل أنس بن مالك وكانت في الجاهلية زوجا لمالك بن النضر فلما جاء الاسلام أسلمت مع قومها وعرضت الاسلام علي زوجها فغضب عليها وخرج إلي الشام فمات هناك وبعد ذلك طلب الزواج منها أبو طلحة الأنصاري ولكنه كان رجلا مشركا فقالت له أم سليم والله مامثلك يرد يا أبا طلحة ولكنك رجل كافر وأنا إمرأة مسلمة ولايحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذاك مهري ولا أسألك غيره فأسلم وتزوجها وكان لهذه الصحابية دور عظيم في الجهاد في سبيل الله وكانت تشارك في معارك المسلمين وغزواتهم لمداواة الجرحي وسقاية الماء للجند وروي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يصطحب في غزواته عددا من نساء الأنصار وأم سليم ليسقين الماء ويداوين الجرحي وقد ضربت هذه الصحابية أروع الأمثلة في الصبر علي فقدان ولدها فقد كان ابنها مريضا وذات يوم خرج زوجها أبو طلحة فتوفي ابنهما ولما رجع سأل عن حال ابنهما فقالت أم سليم هو أهدأ وأعدت الطعام لأبي طلحة وبعد ما قضي حاجته أخبرته بوفاة ولدهما وعندما رزقا بمولود جديد أرسلته مع زوجها الي النبي عليه السلام فأسماه عبدالله وقد بشر رسول الله الصحابية الجليلة بالجنة كما روي عن جابر بن عبدالله أن النبي قال "أريت الجنة فرأيت امرأة أبي طلحة ثم سمعت خشخشة فإذا بلال".