نشرت جريدة الجارديان عن إجراء تجربة علمية في نيكومكسيكو في محاولة لتبريد كوكب الأرض من خلال تشيت الكبريت منه. وقاما مهندسين من جامعة هارفاد باجراء تجربة ميدانية في مجال الهندسة الجيولوجية الميدانية لرش الجزئيات الكيميائية المنعكسة من الشمس في الغلاف الجوي في محاولة لتبريد الكوكب اصطناعياً، وذلك باستخدام بالون يحلق فوق سومنر فورت بنيو مكسيكو بمقدار 80000 قدم. وتهدف هذه التجربة إلى خلق نوع من التكنولوجيا تعالج ما يخرج من البراكين من كبريتات في طبقة الستراتو سفير ترفع درجة حرارة الأرض، واستخدام ذلك في جعل أشعة الشمس ترتد إلى الفضاء عاملة على خفض درجة حرارة الأرض. وأكد ديفيد كيث محقق في مجال الهندسة الجيولوجية الميدانية، أن هذا المجال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل ابطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل غير مكلف. ويعمل كيت حالياً على توسيع عمل هذا المشروع الجيولوجي في محاولة لإنجاحه معتمداً على التمويل الذي يقدمه له رجل الأعمال بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وشركة الطيران الأمريكية. وفي نفس الوقت يحذر علماء أخرين أن هذا الأمر لا يمكن التنبوء به ، حيث أن جماعات حماية البيئة تخشى من عواقب الاعتماد على الهندسة الجيولوجية كخطة ثانية في مجاول ضبط مناخ الأرض لعدم ارتفاع تكلفتها تعمل على تراجع الخطط الأخرى مما يقوض في النهاية الجهود المبذولة حالياً للحد من انبعاثات الكربون. وللولايات المتحدة تجربة في هذا الشأن والتي قام بها الأمريكي جيمس أندرسون لمدة عام ونجحت ولكن نجاحاً يسيطاً، فقد وجد أندرسون أن طبقة الستراتوسفير من المستحيل محاكاتها في مختبر واجراء التجارب العلمية عليها. ومع ذلك فإن كيث يرى أن تجربته ستوفر له فرصة لتحسين نماذج يتعامل بها مع طبقة الأوزون منن خلال التحكم في رش هذه الكبريتات. في حين أن كيث يؤكد ان التجربة لن تضر بالمناخ ، يحذر علماء البيئة من المخاطر العالمية للبيئة على الطاقة الشمسية من تجارب الهندسة الجيولوجية وخاصة في دراسة آثار الغبار المنبعث من كبريتات البراكين. ومن هذه الآثار المحتملة مزيد من الضرر الذي سيلحق طبقة الأوزون واختلال هطول الأمطار في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما أوضح بات موني المدير التنفيذي لتكنولوجيا "أي تي سي" بالوكالة الدولية للطاقة بكندا. وأضاف موني أن هذه التجارب لن تفعل شيئا حيال خفض مستويات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي، أو وقف تحمض المحيطات، غير أنها من المحتمل أن تزيد من حدة التغير المناخي بالأرض بشكل سيء. وقد أظهرت دراسات أجريت الشهر الماضي أن إدارة الاشعاع الشمسي يمكن أن يؤدي إلى تقليل هطول الأمطار في أمريكا الشمالية بمقدار 15% وفي أمريكا الجنوبية بمقدار 20%. وقد لاقى مشروع التجربة ردود فعل متباينة – وهو عبارة عن بالون يضخ مياه إلى السماء وخاصة بطبقة الستراتوسفير لحقن بعض الجزئيات به. ففي الوقت الذي رفضه البعض مما جعل الحكومة تلغى تمويله ، وجد البعض فيه حصان طروادة الذي سيشجع الجميع على نشر مجال التكنولوجيا . وتختتم الجارديان تقريرها بتأكيد معرفتها محاولة كيت استغلال صندوق بيل جيتس للمضي قدما في سبيل تجربته ، التي أوضح أنها ستكون سبباً في حالة نجاحها في تنحى الناس عن الوقوف أمام التجارب الجديدة البناءة بغرض افشالها. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة