ألقى رئيس تيار الإصلاح والتغيير في لبنان النائب ميشيل عون بكامل المسؤولية على الحكومة عن مقتل جنود بالجيش في نهر البارد وتقصيرها في التعاطي مع ما وصفه بتنامي ظاهرة الأصولية المسلحة. وتأتي تصريحات عون بعد ساعات من مقتل جنديين في مواجهات الاثنين بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام وتعرض مركبة تابعة لقوات يونيفيل لعبوة ناسفة أسفرت عن أضرار مادية طفيفة. وحمل عون في مؤتمر صحفي له ببيروت على الحكومة ووصفها بأنها المسؤولة عن سقوط القتلى في صفوف الجيش اللبناني. واعتبر أن الحكومة تقاعست في التعامل منذ البداية مع تنامي ظاهرة الجماعات المسلحة وعدم قيامها بما يلزم لضبطها ومنعها من التمدد والانتشار. وعن تقرير براميرتس الأخير لفت عون إلى قنوات جديدة أشار إليها التقرير بخصوص تحقيقات أجريت للكشف عن المتورطين بمقتل الحريري ملمحا إلى أن التقرير الأخير يثبت أن القنوات القديمة لم تحقق أي إنجاز للكشف عن مرتكبي الجريمة. واستغل رئيس تيار الإصلاح والتغيير المؤتمر لتوجيه الثناء إلى المقاومة التي تصدت للعدوان الصهيوني على لبنان في يوليو من العام الماضي. كما انتقد تأخر الحكومة في تنفيذ وعود البناء والتعمير وصرف المساعدات على المتضررين من العدوان واقتصارها على فئة معينة مما يجعل-بحسب رأيه- تلك المساعدات سلاحا سياسيا بيد الحكومة. وقال عون إن الحرب الصهيونية على لبنان خلفت جرحا داخليا نازفا لا تريد الحكومة على ما يبدو إغلاقه. وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش أكد – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية - أن جنديين قتلا في الاشتباكات التي وقعت الاثنين مع جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد ليرتفع بذلك عدد القتلى مند بدء المواجهات قبل شهرين إلى 99 جندياً. كما أشار إلى أن الجيش يحاصر مسلحي فتح الإسلام ضمن منطقة لا تزيد مساحتها على 800 متر فوق هضبة صغيرة داخل المخيم مؤكدا أن الجيش تمكن من الاستيلاء على عدد من المواقع والمباني التي كان يتحصن فيها المسلحون. وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مصورها الموجود في موقع قريب من المخيم أن الجيش اللبناني بدأ بقصف مواقع مقاتلي فتح الإسلام عند الساعة السادسة من صباح الاثنين. وأضاف المراسل أن القصف استمر قرابة ثلاث ساعات حيث شوهدت سحب الدخان ترتفع في الهواء وتغطي منطقة القصف لافتا إلى أن الجيش دفع بجرافات مدرعة وآليات أخرى داخل المخيم ضمن إستراتيجيته التي أعلن عنها بخصوص تضييق الخناق على مسلحي فتح الإسلام. وفي الجنوب اللبناني انفجرت عبوة ناسفة صغيرة الحجم قرب مركز لقوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) دون أن توقع أي إصابات حسب ما أفاد شهود عيان ومصدر رسمي تابع للمنظمة الدولية. ووقع الانفجار في منطقة جسر القاسمية على الطريق الساحلي بالقرب من مدينة صيدا صباح الاثنين وأصاب عربة لقوات يونيفيل التي تحتفظ بمركز للمراقبة هناك على مقربة من نقطة تفتيش تابعة للجيش اللبناني. وقالت ياسمينة بوزياني نائبة المتحدث الرسمي باسم قوات يونيفيل في تصريح لها في بيروت إن فريقا من تلك القوات توجه إلى منطقة جسر القاسمية لإجراء تحقيق في ظروف وملابسات الحادث. كما أشار مصدر عسكري لبناني إلى أن الانفجار ألحق أضرارا طفيفة في سيارة تابعة للوحدة التنزانية العاملة في إطار الشرطة العسكرية الملحقة بقوات يونيفيل. ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه خلال أقل من شهر حيث تعرضت دورية لقوات يونيفيل يوم 24 يونيو الفائت لعملية تفجيرية بواسطة سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل ستة جنود من الكتيبة الإسبانية.