بدأت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع مجموعة تضم خمسة وثلاثين شخصاً من محافظتي بني سويفوالقليوبية بزعم انتماءهم لتنظيم القاعدة والتخطيط لأعمال إرهابية في مصر. وكانت أجهزة الأمن – بحسب المصري اليوم - قد ألقت القبض علي المجموعة في أبريل الماضي ولم تعلن الخبر وظل المتهمون محتجزين حتى تم تحويلهم لنيابة أمن الدولة العليا الأسبوع الماضي وسط تكتم شديد. وتواجه المجموعة اتهامات بالانضمام لتنظيم سري يرمي إلي قلب نظام الحكم والتخطيط لأعمال إرهابية بالتنسيق مع عناصر من تنظيم القاعدة في أفغانستان وألمانيا والنمسا والكويت والإمارات والسعودية عبر شبكة الإنترنت وإنشاء إذاعة مرئية باسم «صوت الخلافة» علي شبكة الإنترنت لاستخدامها في بث أخبار العمليات الإرهابية والاتصال بقيادات القاعدة في الخارج. وقالت مصادر مصرية إن لائحة الاتهام أشارت إلي اتصال أفراد التنظيم بما يسمي «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين» والاشتراك في بعض مواقع لمن أسمتهم بالإرهابيين علي شبكة الإنترنت للتدريب علي أعمال التفجيرات والسعي لاستقطاب أعضاء جدد للتنظيم. كما وجهت النيابة اتهامات لأعضاء التنظيم بالحصول علي أموال مما يسمي «الجيش الإسلامي في العراق» التابع ل«القاعدة» لتنفيذ أعمال إرهابية في مصر. وشهد الأسبوع الماضي انسحاب هيئة الدفاع عن التنظيم من حضور التحقيقات وطالب منتصر الزيات رئيس فريق الدفاع بإيداع المتهمين أحد السجون العمومية وتوفير مناخ ملائم لاستجوابهم بعيداً عن الضغوط التي يتعرضون لها. وقد فشلت قوات الأمن في إلقاء القبض على خالد محمود أحمد مصطفي الذي تعتبره قائدا للتنظيم حيث هرب إلي إحدى الدول العربية المجاورة واعتقلت أجهزة الأمن زوجته رحاب عطار ثم أطلقت سراحها. على نفس السياق تحولت القاهرة وبعض المدن الساحلية إلي ثكنات عسكرية علي مدي اليومين الماضيين حيث شددت الشرطة من الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة ومحطات مترو الأنفاق والأماكن التي يتردد عليها السائحون،. كما كثفت الشرطة من الحملات المرورية علي الطرق الزراعية والصحراوية والتي لا تنتهي بمجرد النظر داخل السيارات ولكنها تمتد إلي التفتيش الذاتي والاستجواب في بعض الأحيان. ففي محطات مترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى لاحظ الركاب وجود تشديدات أمنية بمحطات شبرا الخيمة وكلية الزراعة والمظلات وحلوان بشكل يثير الانتباه فقد وقف أكثر من 20 فرد أمن علي أبواب محطات المترو وأخذوا يفتشون الحقائب ويستوقفون من يشتبهون فيه ويفتشونه ذاتياً وقد يصطحبونه إلي مكتب الأمن بالمحطة لاستجوابه ولاحظ البعض أن تلك الإجراءات الأمنية تستهدف القادمين من محافظة القليوبية ولكن المشهد تكرر في محطات مترو حلوان وطره البلد وحدائق المعادي، وأغلق رجال الأمن أبواب محطات المترو عدا باب واحد ليتمكنوا من إحكام الإجراءات الأمنية علي الركاب. وتختلف الإجراءات الأمنية قليلاً في باقي المحطات وداخل القطارات، إذ ينتشر عدد كبير من أفراد الأمن السريين الذين يرتدون الملابس المدنية في المحطات والقطارات ويجلسون بين الركاب، ويراقبون كل من يجلس علي مقاعد المحطات. وكان لمحطتي أنور السادات ومبارك النصيب الأكبر من الإجراءات الأمنية باعتبارهما محطتين رئيسيتين فقد شاهد الركاب عدداً كبيراً من رجال الأمن برتبتي «لواء» و«عميد» يجلسون داخل المكتب المخصص للخدمات الأمنية، ويجلس فرد أمن سري خلف كل صراف يراقب بعينيه كل من يتقدم للحصول علي تذكرة مترو وأمام بوابات العبور للرصيف يقف أكثر من 20 فرد أمن يرتدون ملابس مدنية يصرون علي فتح كل الحقائب وتفتيشها ويمتد التفتيش في بعض الأحيان إلي حقائب السيدات خاصة المنتقبات. وبعيداً عن محطات مترو الأنفاق شهدت جميع الطرق التي تربط القليوبيةبالقاهرة تشديدات أمنية غير مسبوقة إذ تقف لجان مرورية مع أفراد أمن علي جميع الطرق ويستوقفون جميع السيارات الملاكي والأجرة والنقل، ويفتشونها تفتيشاً ذاتياً، والمشهد نفسه يتكرر علي طريقي القاهرةالسويس، والإسماعيلية القاهرة، وجميع الطرق السريعة المؤدية إلي مدن «شرم الشيخ ودهب ونويبع والغردقة وطابا». وأكد عدد من سائقي الأتوبيسات السياحية وسيارات النقل – بحسب المصري اليوم - أن تلك الإجراءات الأمنية بدأت قبل 3 أيام ووصفوها بأنها إجراءات أمنية غير مسبوقة وقالوا إن هناك لجاناً علي جميع الطرق، وأن الأمر لا ينتهي بمجرد فحص رخص السيارة والقيادة، ولكن رجال الأمن يفتشون كل صغيرة وكبيرة في السيارة. وإذا كان هذا هو الحال في الطرق السريعة والقاهرة الكبرى. فإن التشديد أكثر في المدن الساحلية التي يتردد عليها السياح، ففي شرم الشيخ وطابا ودهب والغردقة، لاحظ الموجودون هناك انتشار أفراد أمن بشكل غير معهود، الأمر الذي دعا عدداً من المواطنين إلي قطع رحلاتهم والعودة إلي منازلهم، وتسلل أيضاً الشك إلي بعض السائحين الذين فضلوا الاستمرار في القاهرة ورفضوا الانتقال إلي المدن الساحلية. وهذا ما أكده عدد من المرشدين المصريين، ومسؤولي شركات النقل السياحية، فأكدوا أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية تم إلغاء أكثر من 15 رحلة سياحية كانت متجهة إلي مرسي مطروح والغردقة ودهب، ونفوا علمهم بسبب الرفض، إلا أنهم يعتقدون أن تلك الإجراءات الأمنية المشددة وراء إلغاء تلك الرحلات. وقال مسؤول أمني في أحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة - رفض ذكر اسمه - أنه تلقي تعليمات مؤخراً بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية داخل الفندق، فيما نفي مسؤول أمني في مول شهير وجود تعليمات بذلك، وقال إن أساس العمل الأمني في تلك الأماكن هو التشديد، بغض النظر عن وجود تهديدات من عدمه. وفي مطارات القاهرة وأسيوط والغردقة والأقصر كان التشديد الأمني أكثر قوة، واستعان رجال الأمن بعدد من الكلاب البوليسية المدربة لتفتيش الحقائب والمنشآت، وقبل أن تصل الرحلات في المطارات، يستعلم رجال الأمن بشكل مكثف عن ركاب الرحلة، وفوجئ عدد من الأهالي الذين يجلسون في الاستراحات في انتظار وصول الطائرة بأفراد الأمن يتحدثون معهم ويسألون عمن ينتظرونه، وعمله وسبب حضوره إلي مصر، وتكررت تلك الأسئلة أيضاً في موانئ البحر الأحمر والغردقة والإسكندرية. وفرضت أجهزة الأمن تلك الإجراءات المشددة بعد أن تلقت تهديدات بوقوع تفجيرات إرهابية داخل مصر وردد البعض أن سيارتين محملتين بمتفجرات دخلتا إلي القاهرة قبل أسبوع، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لتشديد الأمن. وذكرت مصادر أن أجهزة الأمن بالقليوبية تلقت بلاغاً من مجهول يفيد بتخطيط مجموعة إرهابية لارتكاب تفجيرات في محطات المترو، وجاء في البلاغ أن تلك المجموعة الإرهابية دخلت مصر عن طريق ليبيا وبحوزتها مواد متفجرة ويرجح أنها من تنظيم القاعدة وهو الأمر الذي دعا اللواء حمدي الجزار مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية إلي الانتقال إلي محطات المترو بصحبة عدد من رجال المفرقعات وتم مسح المحطات أمنياً وأمرت الأجهزة الأمنية بإخلاء بعض المنازل المجاورة لمحطات المترو.