تبنت كتائب عز الدين القسام - الجناح المسلح لحركة حماس - إطلاق ست قذائف على معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة. وقالت الكتائب - في بيان - إن مجموعة من أفرادها قامت أيضا بقصف تجمع لآليات جيش الاحتلال الصهيوني في معبر المنطار شرقي مدينة غزة بقذيفتي هاون عيار ثمانين ملم. من جهتها أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - أنها أطلقت صاروخا باتجاه مغتصبة سديروت وآخر باتجاه مدينة عسقلان جنوبي الكيان الصهيوني . وتأتي عملية القسام في إطار رفض حماس فتح معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة الاحتلال لإنهاء أزمة العالقين على أن يتم فتح معبر رفح الحدودي. وقد ناشد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الحكومة المصرية إعادة الفلسطينيين العالقين في الجانب المصري من معبر رفح. وقال هنية أمس الاثنين إن الفلسطينيين سيتعرضون للاعتقال في معبر كرم أبو سالم محملا المسؤولية لبعض القيادات الفلسطينية التي تضرب بعرض الحائط القيم الإنسانية وتمارس النفاق السياسي على حساب سيادة وكرامة الوطن. كما حمَّل هنية المسئوليةَ عن تفاقم الأزمة لبعض القيادات الفلسطينية "التي تضرب بعرض الحائط القيم الإنسانية وتمارس النفاق السياسي على حساب سيادة وكرامة الوطن في إشارةٍ إلى موقف حكومة الطوارئ التي أعلنت موافقتها على دخول الفلسطينيين من معبر كرم أبو سالم على الرغم من خضوعه لسيطرة جيش الحرب الصهيوني. وأضاف هنية أن هناك العديدَ من الأسباب وراء رفض الفلسطينيين استخدام معبر كرم أبو سالم في مقدمتها أنه يُكرِّس عودة نفوذ الاحتلال إلى قطاع غزة، بالإضافةِ إلى أنه يُعطي الاحتلال فرصةً لممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني من خلال التحكم في المعبر، بالإضافةِ إلى ما يمثله دخول الفلسطينيين من المعبر الواقع تحت سيطرة الصهاينة من فرصة للاحتلال لكي يعتقل عناصر المقاومة الفلسطينية. وجددت حركة حماس في بيان رفضها اعتماد معبر كرم أبو سالم باعتباره معبرا احتلاليا.مدينة بشدة موقف حكومة الطوارئ – غير الشرعية - في ابتزاز العالقين وتصنيفهم على أساس سياسي ومشددة على حق الجميع في العودة إلى ديارهم لأن عملية الفرز التي يقوم بها البعض تكرس الانقسام في الساحة الفلسطينية والفصل بين أبناء الشعب الواحد. كذلك أعلنت الحركة عن تنفيذها اعتصامًا غدًا الثلاثاء على أرض معبر رفح في تمام الساعة العاشرة صباحًا؛ "تضامنًا مع العالقين على المعبر ورفضًا لاعتماد معبر كرم أبو سالم. وقالت الحركة إن هذا الاعتصام سيكون "دعوة الرئيس السلطة محمود عباس لتحمل مسئولياته تجاه هذه القضية، وإدانةً لموقف حكومة فياض لابتزاز العالقين وتصنيفهم على أساس سياسي". من جانبها، جددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رفضها استخدام معبر كرم أبو سالم للربط بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، ودعت الحركة في بيانٍ لها السلطة الفلسطينية للتراجع عن موافقتها على استخدام المعبر، كما دعت "الأشقاء في مصر لرفضها والعمل على إيجاد حل لمشكلة معبر رفح بعيدًا عن تدخل الاحتلال". وشددت الحركة في بيانها على أن "دعم الجهود الرامية لفتح معبر رفح سيشكل موقفًا وطنيًّا محمودًا، وأن الرضوخ للابتزاز الصهيوني سيجلب على شعبنا الخيبة والمهانة"، مؤكدةً أنها سوف تتعامل مع كرم أبو سالم على أنه "معبر للاحتلال". وفي محاولة لتهدئة الوضع زعم الناطق باسم حكومة الطوارئ ووزير الإعلام رياض المالكي إن القيادة الفلسطينية لن تقبل أن يكون معبر كرم أبو سالم بديلا لمعبر رفح. وأضاف أن ما تم هو اتفاق مصري صهيوني مؤقت لإنهاء أزمة العالقين على معبر رفح. من ناحية أخرى دعت السعودية إلى تفعيل اللجنة العربية لتقصي الحقائق للتحقيق في أعمال العنف التي شهدها قطاع غزة خلال تصاعد الاشتباكات بين فتح وحماس . وأكد مجلس الوزراء السعودي على ضرورة أن يكون للجامعة العربية دور محوري فيما يخص الساحة الفلسطينية وخاصة تنفيذ قرار مجلس الجامعة الأخير بإرسال لجنة لتقصي الحقائق. يذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية رفضت استقبال اللجنة العربية واعتبرت تشكيلها تدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية. وتضم اللجنة في عضويتها السعودية ومصر وقطر والأردن وتونس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ولتعزيز دعم الرئيس الفلسطيني تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للكيان الصهيوني والضفة الغربية في ال16 من هذا الشهر لعقد مباحثات مع مسؤولين صهاينة في القدس ومسؤولين فلسطينيين في رام الله. وتعتبر زيارة رايس هذه الأولى منذ إقالة عباس حكومة هنية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إن الزيارة تهدف أيضا إلى دفع ما يسمى عملية السلام وتحقيق تقدم على المسار الصهيوني - الفلسطيني على عدة مستويات. وقالت مصادر حكومية إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت سيلتقي الأسبوع القادم رئيس السلطة الفلسطينية, لمناقشة التعاون الأمني والاحتياجات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية, ولم يحدد مكان وزمان اللقاء. وكان الطرفان اتفقا في آخر اجتماع لهما في شرم الشيخ، على عقد اجتماع مرتين شهريا، ومن المقرر أن تعقد اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، محادثات بالمنطقة في ال16 من الشهر الجاري، ولكن لم يتضح لغاية الآن ما إن كان عباس وأولمرت سيشاركان فيها.