منذ البدايات الاولى للمرحلة الشارونية اطلقوا عليها:"حملة السور الواقي "، التي حملت معها هناك مجازر دموية بالجملة، وتدميرا مروعا، وحملات عدوانية مفتوحة بلا سقف وبلا حدود.. وبلا اخلاق.. وبلا روادع.. وعلى مرأى من العالم كله.. ودون ان يتداعى المجتمع الدولي ودون ان يرف لاحد جفن.. سلسلة متصلة من الخطط والاجتياحات الحربية الاجرامية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، على امتداد خريطة الضفة والقطاع، جميعها تواصلت تباعا دون ان تحقق لهم اهدافهم الاستراتيجية في تركيع الشعب الفلسطيني واخضاعه اللاملاءات الصهيونية، ولكنهم وهم على طبيعتهم الارهابية، تدحرجت خططهم الحربية العدوانية تباعا بلا توقف، فبدأت بخطة"حقل الاشواك" المبيتة منذ ولاية نتنياهوالاولى، لتتبعها الخطة الجهنمية / الجحيمية، فالخطة المتدحرجة، ثم "الخطة الكبرى للجيش الاسرائيلي"، فالخطة "الكبرى حقا"، ثم تدحرجت الى "خطة الجنرال داغان" التي اشير الى انها الرئيسية التي تبناها شارون في سياسة الاغتيالات الارهابية، ثم فرضت حملة الخطط الفاشلة (رغم الدمار والقتل الذي خلفته وراءها)"خطة كبار الجنرالات"، ثم"سيناريوهات الحرب مع الفلسطينيين التي شارك في وضعها جنرالات هيئة الحرب الاسرائيلية، ثم انتقل جيش الاحتلال الى "خطة الطريق الصارم"، وبعدها الى خطة"حملة الموت البطيء في جنين"، ثم انتقل ذلك الجيش الى "حملة العلاج الجذري في رفح وبيت حانون وبيت لاهيا" تلك الحملة المستمرة منذ الاسبوع الاول من تشرين اول 2003". تتفتق عقول جنرالاتهم ومفكريهم وباحثيهم الاستراتيجيين دائما، عن ابداعات جهنمية ارهابية جديدة، وعن مصطلحات حربية دموية لا تخطر ببال الجنرالات الاسوياء في اقوى جيوش العالم، لتبلغ ذروتها في هذه الحملة الحربية الاخيرة على غزة تحت اسم:عمود السحاب-الغمام-". اطلقوا مرة على تلك الحملات المجازرية اسم"قطف الورود الحمراء"، تصوروا...!، وكذلك "ايام الندم"، ويقصدون في الصميم وفي التطبيق الاجرامي على الارض، حصد اكبر كم من الارواح الفلسطينية وقطف اكبر عدد من رؤوس الاطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين على حد سواء..فكان لهم ما خططوا وبيتوا له. اطفال كانوا في طريقهم للبحث عن قطرة ماء للشرب.. فالمياه مقطوعة عنهم جراء تدمير الشبكة - البنية التحتية على يد دبابات وجرافات الاحتلال....ومرت دبابات الاحتلال آنذاك فوق اعناق الورود الحمراء..كما كانت قد مرت قبل ذلك مرارا وتكرارا فوق اعناق زيتون فلسطين العتيق في رام الله وقلقيلية وطولكرم وجنين.. او فوق اعناق عرايش عناقيد عنب الخليل...او فوق اعناق النخيل الفلسطيني الاصيل على امتداد اطراف رفح وخانيونس وبيت لاهيا وبيت حانون.. او فوق انقاض مصانع الزيت والزيتون، ومعالم التاريخ والتراث والحضارة العريقة في قصبات البلدة القديمة في مدينة جبل النار، التي سطرت قصة صمود ملحمية تحت اطول حصار يفرض على مدينة فلسطينية عبر سنوات الاحتلال. فلو حدث ذلك في بقعة اخرى من"العالم المتحضر"، ربما لاندلعت حروب انتقامية، ولتغيرت احوال امم..ولو حدث ذلك وقامت دبابات بقطف الورود الحمراء لاطفال يهود، وفي سياق تفاصيل المشهد المشار اليها، لقامت الدنيا - كما نعرف - ولم تقعد، غير ان للطفل الفلسطيني حكايات اخرى مع القنص والموت الصهيوني.. فبالاصل والادبيات والتعليمات والاوامر العسكرية، تستبيح الدولة الصهيونية الدماء الفلسطينية، وتهدر على نحو خاص دماء اطفال فلسطين، ألم يفت كبير حاخامهم"اسرائيل مئيرلاو" ب "تصفية الفلسطينيين"، وكذلك الحاخام عوباديا يوسف ب"ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم."... ثم ألم يفضح الكاتب الصحفي الاسرائيلي كوبي نيف"الفتاوي الدينية التي تحولت الى تعليمات عسكرية تبيح قنص الاطفال الفلسطينيين، حينما كتب بجرأة نادرة مؤكدا:لقد تبين ان هناك دورة عسكرية خاصة للقنص، وكما تلاحظون فان خريجي هذه الدورات - من الجنود - ينجحون في اصابة رؤوس الاطفال من ابناء 11 - 12 سنة وقتلهم واحدا تلو الاخر"، مضيفا:"فكل التقدير والاحترام .. لقد امتلأت المقابر في المناطق الفلسطينية بالاطفال الذين قتلوا بالطلقات البلاستيكية التي لا تقتل"، ويختتم "نيف" متسائلا باستنكار:".. وما دمنا نتبع سياسة اقتلهم وهم صغار، فلماذا ننتظر حتى يصلوا الى سن ال 11 سنة؟، فلماذا لا نقتلهم وهم ابناء ثلاثة او اربعة او حتى ابناء شهر ونصف..؟، ولماذا لا نقتلهم اذن حتى قبل ان يولدوا، وهم في بطون امهاتهم..؟! فللمصطلحت الحربية الصهيونية التي تطلق على حملاتهم الحربية دائما، دلالات وتداعيات دموية محارقية اجرامية، فالادبيات والنوايا المبيتة والخطط والجاهزية الاجرامية كلها قائمة لديهم، وفي الصميم ودائرة الاستهداف"حصد اكبر عدد من اطفال واجيال فلسطين". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة