في تطوّر لافت للانتباه؛ أبدى مدير عام منظمة "اليونسكو"، كويشيرو ماتسورا، "قلقه" إزاء الاقتراح الرسمي الصادر في الثلاثين من مايو 2007 عن اتحاد الجامعات والكليات البريطانية، والذي يطالب بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية بالكيان الصهيوني. وعلى خلفية ذلك القرار الأكاديمي البريطاني؛ يجري حالياً نشر طلب المقاطعة على جميع الفروع المحلية لاتحاد الجامعات والكليات البريطانية للنقاش. وتعليقاً على ذلك أبدى ماتسورا معارضته لهذا التوجّه، قائلاً إنه "في حالات النزاع؛ ينبغي الإمساك بجميع الفرص الإيجابية، أينما أمكن ومهما تفاوت شأنها، بهدف تعزيز آفاق السلام والحوار، كما أنّ التبادل الحر للأفكار والمعرفة، الذي يقع في جوهر أي نشاط فكري؛ إنما يشكل قوام العمل الأكاديمي والمؤسسات الجامعية"، على حد وصفه. وأضاف ماتسورا قائلاً "يُعنَى الجامعيون بجمع ومعالجة ونشر المعلومات، وهي مهام ضرورية لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة وديمقراطية، ونحن بحاجة لصون الطابع العالمي للبحث والتبادل والتعلم، ودعم مجمل الأنشطة الأكاديمية المشتركة التي تعزز تقاسم التجارب والخبرات"، وفق تعبيره. وأكد المدير العام للمنظمة المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، أنه "إذا كنا جادين في مسعانا لإحلال السلام المستدام والديمقراطية والتنمية؛ تقع علينا مسؤولية أخلاقية في تقاسم المعرفة وتشجيع التفاهم، وعلينا مواصلة دعم جميع الجهود المبذولة، ضمن المجتمعات المدنية، لتغذية الصلات والروابط في جو من الاحترام والتفاهم المتبادل". ولم يعلِّق ماتسورا على المبررات الجدية التي دفعت الأوساط الأكاديمية البريطانية، وفي بعض الدول الأوروبية القليلة، إلى إصدارات مطالبات بمقاطعة الجامعات والمعاهد العليا للكيان الصهيوني. إذ تركِّز تلك التحركات في المقام الأول على أساس ارتباط مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الصهيونية بدعم مشروع الاحتلال وخدمته، وتشجيعها لواقع إخضاع الشعب الفلسطيني للسلطات الصهيونية المحتلة وتدابيرها العنصرية، فضلاً عن تواطئها في الصمت على انتهاك الحياة الأكاديمية الفلسطينية من جانب سلطات الاحتلال. ويحذِّر المطالبون بتلك المقاطعة الأكاديمية، من أنّ ما يسمى التعاون العلمي والأكاديمي مع الكيان الصهيوني إنما يشجع سياساته التوسعية والاحتلالية، وتماديه في انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك غض الطرف عن العراقيل والقيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على الجامعات والمعاهد العليا الفلسطينية وطواقمها وطلبتها.