ودع الشعر العراقي الحديث واحدة من المع نجومه هي الشاعرة نازك الملائكة مؤسسة القصيدة الحديثة والمتمردة على نظم الشعر القديم على امتداد ستين عاما. ونعى المجلس العراقي للثقافة في بيان نازك الملائكة "الشاعرة العراقية الكبيرة والناقدة المبدعة" موضحا انها "تعد من اوائل من كتب الشعر الحر الى جانب الشاعر الراحل بدر شاكر السياب". وقد قرر الاتحاد العام للادباء في العراق تنظيم ندوة تابينية بمناسبة وفاة نازك الملائكة مؤكدا ان "الاستعداد بشكل استثنائي للحدث الذي يتطلب تحضيرات مهمة". ونازك الملائكة شاعرة العراق الاولى ولدت في 23 اغسطس 1923 لاسرة ادبية مرتبطة بالادب ولاثقافة .فكانت امها تنشر القصائد في المجلات والمطبوعات باسم مستعار ادبي "ام نزار الملائكة". اما والدها صادق الملائكة فقد ترك ملفات عدة اهمها "موسوعة دائرة المعارف" المكونة من عشرين جزءا. وقد تخرجت من دار المعلمين في 1944 ودخلت معهد الفنون الجميلة واكملت دراستها في الادب المقارن من جامعة ويسكونسن الاميركية عام 1954. وذاع صيت الشاعرة بقصيدتها الشهيرة "الكوليرا" التي كتبتها عام 1947 وتصور من خلالها مشاعرها تجاه هذا الوباء الذي اجتاح مصر آنذاك كما اصدرت في العام ذاته ديوانها الشعري الاول "عاشق الليل". ومن دواوينها الاخرى الشهيرة "شظايا الرماد" (1949) و"قرار الموجة" (1957) و"شجرة القمر" (1968). وقال الشاعر عبد الزهرة زكي لوكالة فرانس برس "كان لافق تحديث الحرية التي عمل بموجبها الرواد الشعراء واطلقتها الملائكة الحصيلة الاهم التي تمسك بها الشعراء الجدد نحو آفاق التحديث في القصيدة العربية التي منحتها الملائكة الحرية والجراة". واضاف ان "مرض الملائكة صدمة ووفاتها بعيدا عن الوطن صدمة اكبر لادباء العراق ومثقفيه وشعرائه الذين نهلوا من تجربة الشاعرة الكبيرة التي ستبقى عنوانا للشجاعة والحرية والجراة في طرح قضايا النقد". عملت الملائكة في التدريس في كلية التربية في جامعتي بغداد والبصرة واستقرت في جامعة الكويت منذ الستينات حتى منتصف التسعينات حيث كانت تدرس الادب المقارن. وهي تنتمي الى جيل عمالقة الشعر العراقي الحديث مثل عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري. وتابع زكي "نعتقد ان انجاز الملائكة المتمثل بكتابها المثير للجدل +قضايا الشعر المعاصر+ هو الاهم في سلسلة انجازاتها وما شكله من قيمة ادبية وفكرية ريادية وسيبقى انموذجا للتمرد على شكل القصيدة في الشعر العمودي". وقد منحت الملائكة جائزة البابطين للشعر عام 1996 تثمينا لدورها التاريخي في شق مسارات جديدة امام الاجيال الشعرية في مجال القصيدة الحديثة. من جهته اشار الكاتب جمال كريم الى "معاناة الكثير من الادباء والكتاب العراقيين من العوز والفقر والفاقة حتى ان بعضهم مات على قارعة الطريق او بعيدا عن المستشفى اوالرعاية". اما الشاعر علي الفواز فرأى ان "الاعلان عن الاهتمام بصحة الشاعرة الملائكة من قبل الجهات الحكومية جاء متاخرا للاسف فالشاعرة تصارع المرض منذ عدة سنوات في القاهرة". وكان اتحاد الادباء والكتاب نظم مؤخرا جلسة تمحورت حول اهمية رعاية الدولة والجهات الحكومية للادباء بعد الاعلان عن التوجه لمتابعة حالتها الصحية المتدهورة.