والد الطالب: حينما شاهدت آثار التعذيب على جسد ابني سألت الضابط "هو لسه فيه كده بعد الثورة؟" فرد "أماّل أترقى إزاي" تعرض طالب بالصف الثاني الثانوي للتعذيب الجسيم من ضباط مركزي شرطة "المنزلة" و"ميت سلسيل" بالدقهلية، واتهمت أسرة الطالب المحتجز منذ 4 يوليو الماضي الضباط بتعذيب نجلهم في حجز مركز ميت سلسيل الذي يُطلق عليه "جوانتانامو الدقهلية"، وتلفيق اتهام بحيازة سلاح ناري له، بسبب خلافات قديمة بينهم وبين بعض أقارب الطالب، لا ذنب له فيها، على حد قول أسرته. وتقدمت أسرة الطالب فوزي شوقي علي إبراهيم بعدد من الشكاوي والاستغاثات لبعض المراكز الحقوقية، ودعت النشطاء للتضامن معهم دفاعا عن نجلهم الذي يهدد بالانتحار من شدة التعذيب المستمر، حسب قولهم. وتقول السيدة زينب نصر السيد، والدة الطالب "في 4 يوليو الماضي اقتحمت قوة من قسم شرطة المنزلة المنزل عنوة، دون إذن ضبط صادر من النيابة، وقبضوا على نجلى فوزي شوقي الطالب بالصف الثاني الثانوي من غرفته، وسط حالة من الهلع والتساؤل، خاصة أنهم قاموا بإطلاق الأعيرة النارية لإرهاب الأهالي والجيران، رغم أن أحدا منهم لم يعترض على عملية القبض، وقام الضابط اسلام صقر بتمزيق عباءتي لأني سألته عن أمر الضبط والإحضار الصادر من النيابة، فرد عليّ قائلا ( أنا هاوريكم إزاي تسألوا عن إذن النيابة)". وتضيف: " لقد تم تلفيق تهمة الضرب والشروع فى القتل له، وتم احتجازه فى غرفة تسمى "الثلاجة" أو "مقبرة الأحياء"، وتعذيبه بطريقة بشعة، حتى أن صراخه وصل إلى جميع المساجين بالحجز، فهددوا بإحراق السجن إذا لم يتم إيقاف تعذيبه حتى تم إخراجه من الثلاجة بأمر من مأمور المركز، وتكبيل يديه وقدميه ووضعه فى الحجز، وعند عرضه على النيابة رفض فوزي الاعتراف بالجريمة الملفقة له". ومن جانبه، يقول المهندس شوقي إبراهيم، والد الطالب "عند عرض نجلي على النيابة طلبت من وكيل النيابة إثبات ما به من إصابات إلا أنه رفض. وعندما شاهدت ابني وآثار التعذيب على جسده قلت للضابط "هو لسه فيه كده بعد الثورة؟"، فرد قائلا "أمال أترقى إزاي"، والآن إبني في سجن ميت سلسيل وهو سيء السمعة في التعذيب وبيقولي ذنبي في رقبتكم ومش عارف أعمل إيه" وهو محتجز الآن على ذمة القضية رقم 5528 جنايات. ويؤكد الوالد أنه عند الاطلاع علي محضر الضبط لقضية نجله التي تحمل رقم 5528 لسنة 2012 جنايات المنزلة, تباينت المعلومات، فقد سجل المحضر أنه تم القبض علي المتهم من أحد الأوكار إثر مشاجرة، وليس من منزله، مشيرا إلى أنه حينما ذهب للبحث عن نجله بالمركز وجده في أبشع صوره، حيث ازرق وجهه, وامتلأ جسمه بالكدمات والسحجات، حتى فوجئ بنقله الي سجن ميت سلسيل والملقب ب "جوانتانامو الدقهلية" لما يشهده من تعذيب وصعق بالكهرباء، على حد قوله. وتضامنا مع الطالب المجني عليه، طالبت حركة "6 أبريل المنزلة" بالتحقيق مع جميع الضباط والأمناء والعساكر المتهمين فى تعذيبه، فضلا عن فتح ملفات التعذيب فى حجز شرطة "ميت سلسيل" ووضعه تحت مراقبة المجتمع المدني، والتحقيق مع وكيل النيابة الذي رفض الكشف الطبي على الطالب رغم آثار التعذيب البادية على وجهه وكافة أجزاء جسمه.