اختارت السعودية عدم حضور اجتماع لوزراء خارجية أربع دول في المنطقة بشأن سوريا يوم الاثنين الأمر زاد الاعتقاد بأن مجموعة الدول الاربع لا يرجح أن تنهض بمساعي احلال السلام في سوريا. وعقدت المجموعة التي تألفت بمبادرة مصرية وهي مصر وتركيا وايران والسعودية اجتماعا تمهيديا على مستوى كبار المسؤولين في وزارات الخارجية لكن مسؤولا مصريا ومسؤولا من الجامعة العربية قالا إن وزير الخارجية السعودي لن يحضر اجتماع يوم الاثنين لأسباب صحية دون أن يذكرا لماذا لم يصل مسؤول سعودي آخر لحضور الاجتماع. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن السعودية التي حضرت الاجتماع التمهيدي الأسبوع الماضي ستغيب عن اجتماع يوم الاثنين لكنه قال إنها ستنضم إلى الاجتماعات المقبلة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق سعودي. وأُجريت لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عملية جراحية الشهر الماضي منعته من مزاولة العمل الرسمي لكن ناب عنه في الاجتماعات الدولية الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية. وأبدى دبلوماسيون ومسؤولون غربيون تشاؤما بشأن إمكان أن تثمر اجتماعات المجموعة شيئا خصوصا وهي تضم السعودية وإيران اللتين تتنافسان على النفوذ في صراعات ذات صبغة طائفية في المنطقة. وطالبت السعودية ومصر وتركيا بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد في حين أن إيران هي حليفه الرئيسي وتتهم دولا منها السعودية وتركيا بمساعدة السوريين الساعين لإسقاطه. وبسبب ذلك قال بعض المحللين إن مصر نفسها لا تتوقع الكثير من المجموعة وإن الرئيس محمد مرسي إنما اقترحها لإعادة مصر إلى وضع قوة إقليمية. وقال المندوب الدائم لإحدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية "ليس من الممكن أن تنجح دول المنطقة (الأربع) في حل هذا الملف (السوري) على ضوء الخلافات بين روسيا والصين من جهة وأمريكا والغرب من الجهة الأخرى." واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن استهدفت الضغط على الأسد. ومن المقرر أن ينضم مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي بعد ان قام بأولى زياراته لسوريا بعد توليه المنصب الاجتماع. واجتمع الإبراهيمي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في منزله في القاهرة يوم الاثنين. وقال الابراهيمي لرويترز "اطلعنا على رأي المسؤولين في سوريا والرئيس بشار الأسد. قابلنا أناسا كثيرين من المعارضة والمجتمع المدني." وأضاف "كونا صورة عن الوضع في سوريا في الوقت الحالي وتأكد لنا أن الوضع في منتهى الخطورة وأنه يتفاقم ولا يتحسن." وقال الإبراهيمي إنه سيتوجه إلى نيويورك ليقدم تقريرا إلى اجتماع لمجلس الأمن وإطلاع بعض وزراء الخارجية العرب الذين سيكونون هناك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال "سأقابل أيضا كثيرا من الناس الذين لهم مصلحة ونفوذ (في سوريا) ثم نعود إلى دمشق... ونقدم بعض الأفكار التي سنتحدث فيها مع السوريين من المعارضة ومن الحكومة." وقال داود أوغلو إن الإبراهيمي يؤدي مهمة مختلفة عما كان يقوم به المبعوث السابق كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي ترك مهمته قائلا إن أزمة سوريا وصلت إلى طريق مسدود. وقال داود أوغلو "من الضروري ألا يسمح للأسد بكسب المزيد من الوقت خلال المهمة التي يقوم بها (الإبراهيمي)." وأضاف "الأسد أساء استغلال مهمة كوفي عنان ليزيد الضغط على الشعب. الإبراهيمي يجب ألا يتيح للأسد هذه الفرصة." وقال مصدر دبلوماسي لصحيفة الأهرام إن مصر ستطلب من الاجتماع توجيه نداء لوقف العنف فورا ورفض أي تدخل عسكري أجنبي والتأكيد على وحدة أراضي سوريا. وقالت الصحيفة إن الاجتماع يهدف أيضا إلى "إطلاق عملية سياسية بمشاركة مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته وصولا لتحقيق آمال وتطلعات الشعب في الديمقراطية والحرية والكرامة." الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة