يلتقي وزراء خارجية الصين واليابان وكوريا الجنوبية اليوم في أحد منتجعات الأخيرة في مسعى لتحسين علاقات بلدانهم الشائكة ومحاولة حل المأزق الخاص بالبرنامج النووي الكوري الشمالي. ويشير المحللون إلى أن الدول الثلاث تبدو عاجزة عن تشكيل تحالف يوائم بين قوتها الاقتصادية وأهميتها الإستراتيجية بالنظر إلى تطلع اليابان المتواصل نحو أستراليا والولاياتالمتحدة لإيجاد توازن أمني مع الصين التي تواصل التسلح. وذكرت مصادر رسمية كورية جنوبية أن المنتدى الثلاثي سيلامس المواضيع الشائكة التي تعود جذورها إلى النصف الأول من القرن العشرين عندما كانت الصين وكوريا خاضعتين للهيمنة العسكرية اليابانية. وقال نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي شيم يون جوي للصحافيين "لن نخوض في القضايا التي يصعب التوصل إلى تسويات بشأنها ولن نضع الأطراف الأخرى في مواقف محرجة في هذه المرحلة المبكرة". وسيستضيف وزير الخارجية الكوري الجنوبي سونغ مين سون نظيريه الياباني تارو آسو والصيني يانغ جيشي في لقاء استعراضي في منتجع جزيرة شيجو. وسينتقل الوزراء الثلاثة الاثنين إلى سول للانضمام إلى وزراء من 27 دولة آخرى يشاركون في اللقاء السنوي لمنتدى التعاون الآسيوي. وكان قادة اليابان قد زاروا معبدا في طوكيو دفن للمشاركة بإحياء ذكرى شخصيات بينها شخصيتان اعتبرتا من مجرمي الحرب، وهو ما أغضب الصين وكوريا الجنوبية اللتين اعتبرتا أن ذلك دليل على أن طوكيو فشلت في التصالح مع ماضيها العسكري. وقال شيم إن الوزراء لن يقتربوا من المشاكل التاريخية، مضيفا أنهم سيبحثون قضايا تثير جدلا أقل كتنظيم المهرجانات الثقافية المشتركة واحتمال تنظيم رحلات جوية منتظمة بين سول وطوكيو وشنغهاي. وأضاف شيم أن البحث سيشمل المسعى الدولي لإقناع كوريا الشمالية بإغلاق مفاعلها النووي، حسب ما تعهدت في 13 فبراير/ شباط الماضي في إطار صفقة مع الدول الثلاث إلى جانب روسياوالولاياتالمتحدة. وتقول بيونغ يانغ من ناحيتها إنها ستغلق المفاعل بعد الإفراج عن 25 من أرصدتها المجمدة في بنك بجزيرة مكاو، وهو ما تلقى مسؤولية التصلب حياله على الولاياتالمتحدة. ويقول محللون إن كوريا الشمالية تتخوف من أن يتم تحرير الأرصدة بطريقة تسمح بانضمامها مجددا للنظام المصرفي العالمي الذي كانت قد استثنيت منه.