هيمنت المشاجرات بين وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس ونظيرها الروسي سيرجي لافروف على المؤتمر الوزاري لمجموعة الثماني في بوتسدام (ألمانيا) وشملت معظم المسائل الرئيسية المطروحة للبحث. وتحول المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى الى مواجهة حقيقية بين رايس ولافروف، سواء بشكل صريح او بمراعاة اصول اللياقة البسيطة. وعلى الرغم من الابتسامات الظاهرية، تبادل الاثنان السهام وسعي كل منهما الى تثبيت موقفه والاحتفاظ بالكلمة الأخيرة في السجال الدائر، فيما بدا الارتباك على وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي كانت جالسة بينهما وسئل الوزير الروسي عن كلام رايس التي وصفت مخاوف موسكو في شأن مشروع نشر الدرع الاميركي المضاد للصواريخ في اوروبا الشرقية بانها 'سخيفة'، فقال انه 'ليس هناك اي سخف في هذا الملف لأن سباق التسلح يبدأ مجددا'. وتابع لافروف ان الاميركيين 'يقولون (لا تقلقوا، الامر ليس موجها ضدكم)، لكن تحليلنا هو ان مثل هذا الرد سخيف'. واكدت رايس مجددا ان المخاوف الروسية عارية عن اي اساس، مشددة على القدرة العسكرية المحدودة للدرع المضاد للصواريخ المزمع نشره. وعلقت رايس على التصريحات الروسية بأن الصاروخ الجديد العابر للقارات الذي اختبرته موسكو بنجاح الثلاثاء سيكون قادرا على خرق اي نظام دفاع مضاد للصواريخ، فقالت 'اننا متفقون على ذلك'. وحرص لافروف على الرد على هذا التعليق فاستعاد مكبر الصوت في بادرة مفاجئة ليقول 'هذا لن يكون موضع جدل'. وعاد السجال بين رايس ولافروف في شأن مسألة الوضع النهائي لاقليم كوسوفو. واعربت رايس عن الامل في ان 'ترتسم ملامح طريق للمضي قدما، طريق يقوم على التعاون'، متهمة روسيا ضمنا بعدم التعاون في هذاالملف. ورد لافروف ان 'وجهات نظرنا حول هذه المسألة متعارضة تماما'، مضيفا 'آمل الا يكون من الضروري استخدام حق النقض' (الفيتو) الروسي في مجلس الامن. وتركت هذه المشاجرات انطباعا سيئا الى حد ان رايس طلبت التكلم في نهاية المؤتمر الصحفي لتذكر بأن البيت الابيض اعلن للتو عن لقاء مرتقب بين الرئيسين جورج بوش وفلاديمير بوتين في الاول والثاني من يوليو في الولاياتالمتحدة. واضافت ان هذا اللقاء يهدف الى 'اعطاء فرصة (للبلدين) لحلحلة الاجواء'. وسعت الى تلطيف الاجواء وخفض التوتر فتحدت لافروف ممازحة ان يلفظ بشكل صحيح اسم المدينة التي ستعقد فيها القمة في كينيبونكبورت حيث منزل عائلة بوش في ولاية ماين (شمال شرق). غير انها فوجئت حين واجه لا فروف الذي يتقن الانكليزية، هذا التحدي بامتياز، واغتنم الفرصة لتسديد سهم جديد، مشيرا الى ان الرئيسين سيناقشان 'كل المواضيع الخلافية بينهما'.