أظهر استطلاع أُجري في أربع دول إسلامية كبرى أن أغلبية المسلمين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تقويض الإسلام، وأن الأغلبية تريد خروج قوات الاحتلال الأمريكية من الدول الإسلامية، وتؤيد الهجمات ضد هذه القوات، لكنها ترفض استهداف المدنيين. وأظهر الاستطلاع الموسع - الذي شمل أربع دول إسلامية هي مصر والمغرب وباكستان وإندونيسيا - أن معظم المسلمين يؤيدون تعزيز دور الإسلام في مجتمعاتها، لكنهم يؤيدون أيضاً "العولمة والديمقراطية"، على حد وصف الاستطلاع. ورغم أن أغلبية كبيرة من المشاركين في الاستطلاع اتفقوا مع العديد من أهداف تنظيم القاعدة، إلا أنهم عارضوا أيضاً الهجمات التي تستهدف المدنيين، واعتبروها منافية لتعاليم الإسلام. وقد أجرى الاستطلاعَ منظمةُ وورلد ببلك أوبينين، المتخصصة في استطلاعات الرأي، بدعم من "جمعية ستارت" بجامعة ميريلاند الأمريكية، وأُجري الاستطلاع في المدة من ديسمبر 2006 إلى فبراير 2007. وأظهر الاستطلاع أن أغلبية كبيرة، بلغت في المتوسط 79%، في الدول الأربع تعتقد أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى "إضعاف وتقسيم العالم الإسلامي". وتعتقد نسبة مماثلة تقريبا (79% في المتوسط) أن الولاياتالمتحدة تحاول إبقاء سيطرتها على "مصادر النفط في الشرق الأوسط"، بينما تعتقد أغلبية كبيرة (64%) أن من بين أهداف أمريكا في المنطقة "نشر النصرانية". وتعليقاً على نتائج الاستطلاع قال ستيفن كول، محرر وورلد ببلك أوبينين: "رغم أن قادة الولاياتالمتحدة ربما يشكلون الصراعات باعتبارها حرباً على "الإرهاب"، فإن الناس في العالم الإسلامي يعتقدون بوضوح أن الولاياتالمتحدة في حرب مع الإسلام". وفي اتساق مع هذا القلق الواضح في الاستطلاع تجاه الوجود الأمريكي في المنطقة، قالت أغلبية كبيرة في الدول الأربع (74% في المتوسط): إنهم يدعمون الهدف الخاص بإخراج الولاياتالمتحدة "قواعدَها وقواتِها العسكرية من جميع الدول الإسلامية"، وتراوح التأييد لهذه النقطة بين 64% (في إندونيسيا) و 92% (في مصر). وتؤيد نسبة كبيرة من المسلمين، بحسب الاستطلاع، الهجمات على قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وأفغانستان والخليج العربي، فقد أيّد نصف المشاركين في الاستطلاع تقريباً هذه الهجمات في هذه الأماكن، في حين عارضها 30% تقريباً. لكن النتائج أظهرت اختلافاً كبيرًا بين الدول فتأييد الهجمات ضد قوات الاحتلال الأمريكية في المنطقة كان أكبر ما يكون في مصر، فقد قال 80% على الأقل إنهم يؤيدونها، في حين انخفضت النسبة قليلاً لتصل في المغرب إلى 52% يؤيدون استهداف قوات الاحتلال الأمريكية في الخليج العربي، و68% يؤيدون استهدافها في العراق. أما الباكستانيون فقد انقسموا بشأن الهجمات على جيش الاحتلال الأمريكي، فقد رفض كثيرون الإجابة أو عبروا عن مشاعر مختلطة، فيما رفضها الإندونيسيون. ومع ذلك فقد رفض المشاركون في الاستطلاع الهجمات على المدنيين تماماً، فقد عبرت أغلبية ساحقة في الدول الأربع عن معارضتها القوية للتفجيرات والاغتيالات ضد المدنيين بدوافع سياسية، وقالوا: إن هذا العنف لا يمكن تبريره "على الإطلاق". وكانت نسبة المعارضين للهجمات ضد المدنيين 84% في إندونيسيا، و81% في باكستان، و77% في مصر، و57% في المغرب (إضافة إلى 19% في المغرب قالوا إن هذه الهجمات "مبررة بشكل ضعيف"). يُشار إلى أن الاستطلاع أُجري في المدة من 9 ديسمبر 2006 وحتى 15 فبراير 2007، من خلال مقابلات في المنزل، وشمل ألف شخص في المغرب، وألفاً آخرين في مصر، و1141 في إندونيسيا، و1243 في باكستان.