أكد الباحثان الصهيونيان ألون لفين ويوفال بوستان في دراسة جديدة نشرتها الدورية الشهرية الصهيونية "سيكور ميموكاد" وتعنى بالعربية (تغطية مركزة) تحت عنوان "عهد جديد في مصر" أن مصر هى العدو الأكبر الرابض بجنوب الاراضى المحتلة. وزعم الباحثان أن المسئولين في تل ابيب ينظرون لما يحدث في الحدود الجنوبية مع مصر بعين لا تبصر بسبب الرغبة في التمسك باتفاقية السلام. وتوقع الباحثان أن تؤدي سياسة الانبطاح الصهيونية حيال الخروقات المصرية المزعومة إلى حدوث صدام عسكري مع الجيش المصري، واصفين إياه بالعدو الأكبر الرابض في الجنوب. وبرهن الباحثان على نظريتهما بأن الحكومة الصهيونية تحجم عن الرد عسكرياً على الخروقات السافرة والمتكررة للسيادة الصهيونية كإطلاق الصواريخ من شبه جزيرة سيناء على منطقة "ماتسبيه رامون"، وكذا عمليات التوغل من قبل المخربين وإغراق تل ابيب بالمتسللين الأفارقة وتهريب المخدرات والسلاح، دون أي رد صهيوني على ذلك. وأضاف الباحثان الصهيونيان أن تهريب السفير الصهيونى من القاهرة دون أي محاولة تقريباً للحيلولة دون ذلك من جانب السلطات المصرية حتى اللحظة الأخيرة كان خرقا سافرا لمفهوم السلام مع مصر، مشيران إلى أن تل ابيب رغم ذلك فضلت التزام الصمت والسكوت، في إشارة منهما لاقتحام السفارة الصهيونية في مصر يوم 9 سبتمبر 2011 وإنزال العلم الصهيونى والإلقاء بالمستندات الدبلوماسية في الشارع. وتابع الباحثان بأن تزايد قوة الإسلاميين في المنظومة السياسية المصرية يجعل تل ابيب عاجزة تماماً عن مواكبة تلك التطورات، زاعمين أن الشعور السائد حالياً هو أنه للمرة الأولى منذ عقد اتفاقية السلام مع مصر بات من الممكن حدوث صدام عسكري مع الجيش المصري واصفين إياه بالعدو الأكبر الرابض في الجنوب. وأردف الباحثان : صحيح أن الرسائل القادمة من مصر مطمئنة في الوقت الحالي، إلا أن دراسة تطورات الأحداث في مصر في السياق الصهيونى بدءاً من اقتحام السفارة الصهيونية الذي توقف فقط بضغط أمريكي في اللحظة الأخيرة ومروراً بإطلاق صواريخ الكاتيوشا من سيناء وعمليات التوغل العنيفة من شبه جزيرة سيناء التي انتهت بسقوط قتلى صهاينة عند الطريق السريع رقم 12، وكذا سلسلة الهجمات التي نفذت ضد أنبوب تدفق الغاز إلى تل ابيب، كل هذه الحوادث تؤكد أن ثمة موجة عداء سافرة لتل ابيب تسيطر على مصر الثورة. وتابع الباحثان بأن الدعوة إلى الحرب مع تل ابيب في أيام مبارك كان يرد عليها بإجابة قاطعة فحواها أن مصر حاربت الكيان الصهيونى بما يكفي وليس من مصلحتها أن تفعل ذلك مرة أخرى، لكن نفس الصيحات في مصر الثورة والدعاوى لشن حرب على تل ابيب بقيت دون إجابة تقريباً. وتوقع الباحثان أن تتخذ مصر برئاسة الرئيس محمد مرسي عدة إجراءات، أولها السعي للحصول على مساعدات دائمة من دول الخليج على حساب الابتعاد عن الولاياتالمتحدة (وفي هذه الحالة سيزيد النفوذ السعودي في مصر)، وثانيها قد يكون مغامرات عسكرية ليس فقط ضد تل ابيب للتغطية على الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد، وثالثها استغلال النفوذ المصري على حماس في قمع المنظمات الأخرى الموالية لإيران مثل حزب الله وتوجيهها للعودة إلى المواجهة مع تل ابيب، ورابعها الحرص على عدم فقدان السيطرة في ضوء خطر الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق، في إشارة إلى الصراعات الداخلية بمصر بين القوى السياسية المختلفة. كما توقع الباحثان أن تشتد المعركة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين، زاعمين أن العسكري سيسعى للحفاظ على الهيمنة والتخلص من الضغط الشعبي بينما سيتطلع الإخوان المسلمين لتعزيز موقفهم مع الإحجام عن أي وضع قد يؤدي إلى خسارة ما حققوه مثل إعادة السلطة للجيش. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة