قامت أجهزة الأمن الإماراتية، صباح أمس الإثنين، بحملة واسعة لإجهاض الحراك الشعبي الذي بدأه ناشطون وحقوقيون وإسلاميون من دعاة الإصلاح يوم الجمعة 14 يوليو للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الخمسة عشر الموقوفين منذ أكثر من مائة يوم بدون تهمة. وكان أبرز المعتقلين من القيادات الفاعلة والناشطة في مجال الدعوة الإسلامية والتنمية البشرية والتعليم والتجارة والعمل المدني، مؤكدين أن السلطات الأمنية لاحقت ناشطي دعوة الإصلاح في الأسواق وفي مقار أعمالهم بينما قامت بإبعاد ناشط حقوقي من فئة " البدون " إلى تايلاند لإسكات حراك دعاة دولة العدل المؤسسي. ووجهت السلطات الأمنية في دولة الإمارات إلى الموقوفين تهمة تأسيس وتنظيم وإدارة جماعة تهدف الى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة فضلا عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية. وأشار سالم سعيد كبيش النائب العام في تصريح له إلى ان النيابة العامة أمرت بإلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم وأصدرت قراراتها بحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية، وأضاف النائب العام ان التحقيقات مستمرة لكشف أبعاد المؤامرة التي يستهدفها هذا التنظيم واعضاؤه!! . وأفادت مصادر دعوة الإصلاح المنبثقة من جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي بدولة الإمارات عبر تغريداتها على تويتر أن حملة الاعتقالات الجديدة بدأت في صباح الإثنين بإلقاء القبض على الناشط الدعوي د. إبراهيم الحديدي رئيس مركز لتحفيظ القرآن بالشارقة أثناء مغادرته مطار الشارقة وزوجته وأفراد اسرته لتأدية مناسك العمرة . ودعت شرطة دبي المواطنين لأخذ الحيطة والحذر من مرافقة أي شخص يطلب مقابلة من لا يعرفه بعد الدردشة، محذرة إياهم لربما يكون هؤلاء من أصحاب السوابق مما يضعهم في دائرة الخطر . واستنكر عدد من المنظمين للحملة هذا التحذير ووصفوه بالفزاعة التي تحفز الآباء والأمهات بضرورة السيطرة على أبنائهم ونشر القلق والتوتر والريبة والشك بين أفراد المجتمع الواحد . وانقسم الشارع الإماراتي بين مؤيد ومعارض للحملة الأمنية التي تعد الأكثر ضراوة منذ تأسيس دولة الإمارات في سبعينات القرن الماضي حيث يرى المعارضون عبر تويتر أن الاعتقالات تثبت أن مسئولين في الخليج يرون في ثورة مصر نموذجا خطيرا علي أنظمتهم، لأنها تقدم نموذجا اسلاميا شعبيا مقبولا في الخليج، ويرى جاسم الشمسي أن الحملة تندرج في إطار حشد عاطفي وخديعة وتضليل اعلامي وانتهاك للقانون، ويتفق حسن الظفيري مع جاسم ويرى أن دعوة الإصلاح أمام مرحلة جديدة من الصراع المخطط والمدبر من قبل البشر مؤكدا أن اعتماد الدعاة على تدبير رب البشر هو خير حافظ. ويضيف خليفة ربيعة: دربنا طويل ويريد الرجال، وعزمنا واقف بأعلى الجبال، ودربنا طويل فشدوا الرحال، وعزمنا لله لنيل المنال.. ويعدد حسن الدقي فوائد اعتقالات الإصلاحيين الإماراتيين في التأكيد على أن النظام الجبري لا يعرف السياسة بل القمع، وهو استخراج للؤلؤ الإمارات الأصلي من الأعماق وتعريف الناس به، ونتاج اتخاذ اليهود والنصارى أولياء واتخاذ المصلحين أعداء، ويصف فهد البدر الحملة بتغريدة قال فيها: عندما يكون لديك مستشارون وعملاء لاسرائيل تكون هذي النتيجة المأساوية. وتسطر مريم المنصوري تغريدة تقول فيها " خلت البيوت من الرجال لم يبق سوى النساء " ، وتشدد أن الامارات تسجن الدعاة احتفالا بقدوم شهر رمضان وتفرج عن اللصوص والحرامية في إشارة إلى الإفاراج أمس الاثنين عن 873 سجينا من المواطنين والمقيمين والتكفل بتسديد الالتزامات المالية عنهم بمناسبة حلول شهر رمضان . وفي الإطار ذاته قام ناشطون بإنشاء "هاش تاجات " " المعتقلون 15 و 24 " " حريات الإمارات " " دعاة الإصلاح "، بعناوين متعددة للدفاع عن المعتقلين والتعريف بأخطر إنتهاكات عرفتها الإمارات في مجال حقوق الإنسان واصفين الحملة بأنها نسخة مستغربة على المجتمع الإماراتي لمشهد الأنظمة العربية البائدة. وفي هاش تاج بعنوان " كلاّ لظلم شرفاء الإمارات " تخصص في رصد الاستياء العارم في الساحة الأماراتية بعد حملة الاعتقالات، أكد المغرودون في مجمل تغريداتهم أن شباب الامارات المعتقلين اليوم وسابقا (ولا ندري ربما لاحقا أيضاً) .. تهمتهم انهم أرادوا وطنا نظيفا مثاليا.. ويشير مهنا الجبيل في تغريدته إلى أن محاصرة منازل مغردين وحقوقيين روعت أطفالهم واعتدي على كرامتهم دون ذنب فقط لأنهم غردوا مطالبين بإنصاف المظلومين، ويوافقه الرأي الظفيري حماد متسائلا هل أصبح المنادي بالحرية مجرما؟ هل بات كل مَن يُطالب بالحرية مفسدا وفاسدا؟ هل من يطالب بطرد عمر سليمان وشفيق وفلول النظام من الإمارات يكون مجرما؟! الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة