قُتل مدنيون أفغان في غارات شنتها قوات الاحتلال بولاية هلمند جنوب غربي أفغانستان، في إطار سلسلة القصف العشوائي الذي استهدف أرواح آلاف المدنيين في هذا البلد منذ احتلاله قبل أكثر من خمس سنوات. وقدر شهود عيان لمراسل فضائية الجزيرة مقتل 40 مدنيًا جراء قصف قوات الاحتلال، فيما نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أفغاني أن 21 مدنيًا قتلوا في تلك الغارات. وكانت الأيام الماضية قد شهدت مظاهرات احتجاجًا على مقتل مدنيين أفغان خلال العمليات التي تقوم بها قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة ضد حركة "طالبان"، في تصعيد للضغوط التي يتعرض لها الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي". ويمثل سقوط قتلى بين المدنيين الأفغان قضية حساسة بالنسبة لكرزاي وقوات الاحتلال الأجنبية التي تواجه زيادة في الهجمات من جانب حركة "طالبان"، فيما ينظر إليه باعتباره عام حسم لطرفيْ الصراع. يأتي ذلك فيما حذّر محللون من أنّ تزايد الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان من شأنه أن يقوّض حكومة الرئيس "حامد كرزاي" ويزيد من معارضة الشعب الأفغاني لقوات الاحتلال الأجنبية. وقالت "سارة هولوينسكي" مديرة حملة للدفاع عن الضحايا الأبرياء في النزاعات: مع مصرع كل مدني فإن الشعب الأفغاني يصبح أكثر غضبًا. وأضافت "هولوينسكي": الجيش الأمريكي له دور في تجنب هذا النوع من الاستياء والغضب، ويجب عليه أن يحقق في مقتل المدنيين بعد العمليات العسكرية. فيما رأى "نادر نادري" ناشط حقوقي أفغاني أن تزايد الخسائر في صفوف المدنيين تصب في صالح حركة طالبان، كما أنها تزيد من تباعُد الناس عن تأييد قوات الاحتلال الأجنبية وتأييد حكومة "كرزاي".