نفى الرئيس السوري بشار الأسد وجود أي اتصالات سياسية سرية أو علنية بين بلاده والكيان الصهيوني مشيرا إلى أنه ليس هناك أي تقدم فيما يسمى بعملية السلام. وأعرب الأسد - في كلمة ألقاها بافتتاح دورة الانعقاد الجديد لمجلس الشعب السوري - عن اعتقاده أن الحكومة الصهيونية الحالية برئاسة إيهود أولمرت غير قادرة على تحقيق السلام. وأضاف أن الكيان الصهيوني غير مهيأ لا رسميا ولا شعبيا لتحقيق السلام الذي يحتاج إلى قيادات قوية تتخذ القرارات الحاسمة. وتزامن حديث الأسد عن نفي اتصالات بلاده مع الاحتلال الصهيوني مع الكشف عن توصية لوزارة الخارجية الصهيونية ببدء مفاوضات مع سوريا خلافا لموقف أولمرت الذي يعارض ذلك. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني عن وثيقة داخلية للوزارة أن الاحتلال يجب أن يبدأ مفاوضات مع سوريا للتأكد من النوايا الحقيقية للرئيس السوري. وأضافت الوثيقة أن حربا يمكن أن تندلع بين البلدين إذا لم توافق دولة الاحتلال على فكرة الجلوس على طاولة المفاوضات مع سوريا. وحذرت الوثيقة من أن القادة السوريين لا يرغبون في الإبقاء على الوضع الحالي القائم لذلك فهم يستعدون لنزاع مسلح. كما تطرق الأسد في خطابه إلى إنشاء المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري معتبرا أن هذا الموضوع شأن لبناني. لكنه في الوقت الذي جدد فيه التزام دمشق بالتعاون مع المحكمة الدولية في إطار السيادة والقانون السوريين مؤكدا رفضه جملة وتفصيلا لأي تعاون في هذه القضية يتعارض مع سيادة بلاده واستقلالها ومشددا على دعم سوريا للقوى اللبنانية للوصول إلى الاستقرار. وتناول الأسد في خطابه قضايا العراق وفلسطين مشيرا إلى أن دمشق تعمل من أجل إنجاز العملية السياسية في العراق ولا تعمل على إخراج القوات الأميركية من ورطتها هناك. وفي الشأن الفلسطيني جدد الأسد دعم بلاده لحكومة الوحدة الوطنية والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. أما في الشأن الداخلي فقد دعا الأسد مجلس الشعب الجديد إلى ممارسة رقابة حقيقية على المؤسسات التنفيذية وتعزيز العمل المؤسسي. كما طالب بوضع الآليات المناسبة لتجاوز الحالات السلبية في أداء أجهزة الدولة ومكافحة مظاهر الخلل والفساد التي يمكن أن تظهر وردع المتجاوزين على مصالح الشعب ومحاسبة المقصرين في تلبية احتياجات المواطنين.